بین الفاتیكان وبكركي
كتب ناصر قندیل
- خلال شھور ممتدة منذ دعوة البطریرك بشارة الراعي لإعلان حیاد لبنان بقرار أممي صادر
عن مجلس الأمن الدولي ، وصولا لدعوتھ لعقد مؤتمر دولي یضع یده على أزمة لبنان
إستنادا الى فشل الحلول المحلیة ، والسؤال دائما یدور حول مدى تعبیر موقف بكركي عن
موقف الفاتیكان او مدى حیازة بكركي لتغطیة الفاتیكان بطروحاتھا .
- بالتتابع أطلقت بكركي توضحیات حول طروحاتھا ، فمرة تحولت دعوة الحیاد القانونیة بقرار
أممي الى مجرد دعوة للأطراف السیاسیة لتحیید لبنان عن سیاسة المحاور الإقلیمیة دون
المساس بالعداء لإسرائیل ، وتحولت الدعوة لمؤتمر دولي یضع یده على لبنان الى دعوة
لمؤازرة دولیة لحوار لبناني یؤدي لحلول للأزمات ، وبین السقفین كانت تتحرك مواقف
بكركي صعودا ونزولا حسب درجة السخونة في المواقف ومقتضیاتھا ، ویبقى السؤال عن
موقف الفاتیكان .
- قبل أیام قالت مصادر فاتیكانیة أن السقف الأدنى لمواقف بكركي ھو موقف الفاتیكان ، أي
الدعوة لتحیید لبنان عن سیاسة المحاور لا إعلان حیاده ، غیر الواقعي ، والدعوة لإحتضان
دولي لحوار اللبنانیین لا تدویل قانوني لملف لبنان ، وما یمثلھ من دعوة معقدة لا تتوافر
ظروفھا وما یمقثلھ من مخاطرة بسیادة لبنان ، وقالت المصادر أن من یرید معرفة موقف
الفاتیكان بإمكانھ العودة الى بیان الأساقفة الكاثولیك الذین تمثل كنیستھم إمتدادا ھرمیا مباشرا
للفاتیكان .
- -قبل یومین عقد مجلس الأساقفة الكاثولیك إجتماعا وصدر بنھایتھ بیان شدّد المجلس فیھ
"على وجوب تحیید لبنان عن الصراعات الإقلیمیّة طبقًا لما جاء في إعلان بعبدا في حزیران
2012 ،والذي وافق علیھ الجمیع یومئذ، وأبلغت الدولة الأمم المتّحدة بذلك في حینھ. لا
خلاص للبنان إلاّ بإبعاده عن الصراعات الإقلیمیّة. ما عدا الصراع مع إسرائیل الذي یجب
أن یبقى خارج دائرة أيّ حیاد. وطالب الآباء بالعودة إلى اتّفاقیّة الطائف التي أوقفت الحرب
الأھلیّة بین أبناء الوطن الواحد، وأعلنت تمسّكھا باتّفاقیّة الھدنة مع إسرائیل وبتطبیق كلّ
القرارات الدولیّة بما فیھا القرار 1701 الذي یحمي كلّ الحدود. وطالبوا بحوار وطنيّ شامل
یعالج ھذه المسألة بمؤازرة المجتمع الدوليّ كما حدث في الطائف " .
2021-03-12 | عدد القراءات 1452