اوقفوا مطبعة مصرف لبنان

اوقفوا مطبعة مصرف لبنان 
كتب ناصر قندیل
- خلال شھور انصرفت الاھتمامات بتشكیل الحكومة الجدیدة ، فیما كان مصرف لبنان 
یسیر على خطین ، تمویل التجار تحت شعار استیراد الضروریات ودعم الطبقات 
الفقیرة ، وتمویل طلبات مؤسسات الدولة للإنفاق من خلال طباعة المزید من الأوراق 
المالیة .
- بالنتیجة قفز سعر صرف الدولار %100 خلال شھور تكلیف رئیس الحكومة الذي لم 
یؤلف حكومتھ بعد ، والسبب معلوم ، عدا عن المضاربة التي تستفید من السیاسات 
المالیة ، لتوظیف ضغط سعر الصرف في المنازلات الحكومیة ، والمعلوم ھو أن 
تمویل الإستیراد یذھب لجیوب التجار وغالبا لتھریب الأموال الى الخارج بفواتیر 
مزورة للاستیراد او بشراء بضائع یتم بیعھا للخارج قبل وصولھا الى الاسواق او بعد 
وصولھا ، وتمویل الدولة یتم عبر طباعة مزید من الأوراق التي تشكل سببا طبیعیا 
للتضخم وتراجع قیمة اللیرة .
- اللبنانیون أمام أزمة حكومیة قد تستمر لنھایة العھد ، وقد تنتھي خلال أسابیع ، لكن 
تحمل بقاء الفراغ الحكومي مع الإنھیار المالي لم یعد ممكنا ن وھو یھدد بالذھاب الى 
الفوضى ، والفلتان الأمني ، وربما ظھور أشكال من الأمن الذاتي ، ولذلك تقع في 
الأولویة قضیة فصل الشأن المالي عن ملف الحكومة ، والطریق ھو قانون یصدر عن 
المجلس النیابي یحظر طباعة المزید من الأوراق المالیة وقانون التحكم بخروج 
الدولارات المعروف بالكابیتال كونترول ، بمثل ما صدر قانون منع بیع الذھب قبل 
ثلاثین عاما ، وھذا سیفرض تعدیلا جوھریا على السیاسات المالیة ، وربما یفرض 
التسریع بولادة الحكومة .

2021-03-15 | عدد القراءات 1462