الحركة العسكریة الأمیركیة في لبنان
كتب ناصر قندیل
- یؤكد الأمیركیون أنھ لیس لدیھم حتى الآن سیاسة واضحة تجاه لبنان ، سوى مواصلة
إعتبار حزب الله وحلفائھ موضوع إستھداف حتى تتبلور سیاسة أمیركیة إقلیمیة جدیدة
من مدخل مستقبل التفاھم على الملف النووي الإیراني ، مروا بفرص حل سیاسي
یوقف حرب الیمن ، وصولا لتفحص مستقبل التفاھم مع الروس في سوریة ، وفي قلب
كل ذلك إنتظار تبلور رؤیة لموقع الأمن الإسرائیلي ، وكلھا لا تزال فرضیات دونھا
الكثیر من العقبات ، ومخاطر التآكل في ظل الأثمان التي تفرضھا التسویات وصعوبة
التوفیق بین الأولویات التي تراھا الإدارة الأمیركیة الجدیدة ، وتریدھا جمیعھا معا .
- في ھذا الوقت الذي یبدو في الظاھر أن القادة العسكریین الأمیركیین ینتظرون مستقبل
المساعي السیاسیة المعقدة ، یبدو في الواقع أنھم یراھنون على فشلھا ، أو یسعون إلى
إفشالھا ، سواء من خلال تحفیز إعادة تنظیم داعش كخطر حاضر في سوریة والعراق
، أو الرھان على تصادم مع قوى المقاومة في العراق یفرض أمرا واقعا للبقاء ، أو
رفع أھمیة قوات قسد ومشروع الدویلة الكردیة إلى مصاف الثوابت التي لا یجوز
التخلي عنھا ، وبالتوازي دائما منح الأولویة لأمن "إسرائیل" المجمع علیھ أمیركیا ،
ورفع درجة الخطر التي تجلبھا التسویات الإقلیمیة على ھذا الأمن ، إلى مرتبة
المخاطرة الإستراتیجیة ، وصولا للرھان على إستھلاك الوقت للحفاظ على سیاسة
إدارة الأزمات ، ضمن ذات الثوابت ، على قاعدة فرضیة لا تصادم ولا تسویات .
- یقع لبنان من خلال مقاربة ثلاثیة ، العداء لحزب الله ، والتحالف مع كیان الإحتلال ،
والنظرة لمستقبل الوضع في سوریة ، في قلب الرؤیة الأمیركیة العسكریة ، وھذه
الرؤیة التي یترجمھا اجلنرال كینیت ماكنزي ، تستھدف أمرین ، الأول إستثمار الأزمة
الإقتصادیة والمالیة لربط الجیش اللبناني أكثر وأكثر بالمساعدات الأمیركیة ، والثاني
تكریس المكاسب الأمنیة الأمیركیة ، بحریة الحركة الجویة والبحریة كأمر واقع .
- في كل مناسبة یتاح للقیادة العسكریة الأمیركیة أن تتحرك لتثبیت الإستباحة للمیاه
والأجواء اللبنانیة بصفتھا مكاسب أمر واقع ، تحت عنوان التنسیق مع الجیش اللبناني
الذي یراد لھ ان یتحول الى رھینة للمساعدات الأمیركیة التي تتوسع لتشمل ما ھو أبعد
من الشق العسكري ، سوف نرى الجنرال ماكینزي في میاھنا أو أجوائنا ، لیحط في
قریة أو مدینة ، مفتتحا مزرعة أبقار أو بئر میاه أو توزبع كمامات .
2021-03-16 | عدد القراءات 1868