تحركات الشارع والعفویة
كتب ناصر قندیل
- قدم مشھد اللحظات الأولى في 17 تشرین نموذجا لما یمكن ان تكون علیھ التحركات
العفویة للإحتجاج الشعبي ، وقدمت صورة ما بعدھا نموذجا عن تحركات تنسب للعفویة
ولا یمكن تصدیق عفویتھا .
- خلال الأیام الماضیة تحرك سعر الصرف بصورة تفوق أي محاولة لربطھا
بالإعتبارات الإقتصادیة وكان واضحا وجود أیاد سیاسیة تقف وراء الضغط على سوق
الصرف لیسجل إرتفاعا یضاعف سعر الدولار خلال أسابیع رغم تراجع حجم
الإستیراد الى النصف وكان واضحا ان رھان الواقفین وراء اللعب بالسوق ھو استفزاز
الغضب الشعبي لتمتلئ الشوارع بالغاضبین ویسھل أخذ الأمور الى الفوضى .
- عملیا أظھرت التحركات التي شھدناھا جفافا شعبیا فالذین ظھروا في الشوارع في
بیروت والمناطق كانوا یلجأون الى قطع الطرقات ، بدلا من تكرار مشھد 17 تشرین
لأنھم یعرفون ضآلة أعدادھم ، فسقف المشاركین كان بالعشرات وأحیانا كان یقوم
شباب على الدراجات بإشعال الإطارات في منطقة والإنتقال الى منطقة اخرى لفعل
الشیئ نفسھ ، فتجد الإطارات المشتعلة ومكبات النفایات ولا تجد شبابا بقربھا .
- عملیا كان واضحا ایضا ان القوى الأمنیة تتعامل مع قطع الطرقات بخلفیة معرفة ان
قوى سیاسیة تقوم بھ ، وعندما تتحدث عن عدم نیة التصادم مع الشعب تقصد ھذه
القوى السیاسیة .
- الشعب كان خلال التحركات ضحیة مرتین ، مرة بنتائج إرتفاع سعر الدولار ، ومرة
بحجز حریتھم على الطرقات داخل سیاراتھم ، أحیانا لساعات ، مع استعادة مشاھد
الحرب الأھلیة بالخوف من تحول الطرقات الى ھویات طائفیة ، أو حدوث تصادمات
تعرض أمن العابرین للخطر .
- القوى الأمنیة والعسكریة مطالبة بحمایة المواطنین من الخطر وحمایة السلم الأھلي من
المخاطرة ، وقطع الطرقات یھدد الإثنین .
2021-03-18 | عدد القراءات 1407