الى الرئیس حسان دیاب
كتب ناصر قندیل
- الوضع الدقیق في لبنان یفتح إحتمال نجاح مساعي تشكیل حكومة جدیدة ، بمقدار ما
یبقي إحتمال الفشل قائما ، ومن حق الناس ان لا تتفھم أسباب تلكؤ حكومة تصریف
الأعمال بعدم تحمل مسؤولیاتھا ، والوقت لیس مناسبا لتقدیم سردیة سیاسیة تفسر الظلم
الذي لحق بحكومة الرئیس حسان دیاب ورئیسھا خصوصا من حلفائھا ورعاتھا ، سواء
بتخلیھم عنھا في محطات عدیدة أو بتسرعھم بالتخلي عن مبدأ وجودھا قبل ان یضمنوا
فرص تشكیل حكومة بدیلة برئاسة الرئیس سعد الحریري ، فالمسؤولیة الوطنیة
والدستوریة لا تستقیم مع إدارة الظھر للمسؤولیة تحت شعار لیتحمل اصحاب القرار
مسؤولیة قراراتھم .
- لم یفتح باب النجاح لحكومة الرئیس دیاب وھي كاملة الصلاحیات ، وھي لم تقصر في
إفشال نفسھا وتقدیم صورة غیر جاذبة لأداء العدید من وزرائھا ، لكن الوقت الآن لیس
للتقییم وتوزیع المسؤولیات ، بل للقول ان ھناك فرصة لتنجح الحكومة بعدما إتسقالت
بما لم یتحقق لھا وھي باكمل صلاحیاتھا ، وتحفظ إسم رئیسھا حیث یستحق ولم یتح لھ
خلال شھور عمر حكومتھ .
- الدستور لا یمنع إجتماع الحكومة ولا تحملھا مسؤولیاتھا في مرحلة تصریف الأعمال
خصوصا ما یشكل ضرورة وطنیة في زمن الأزمات الكبرى ، بما في ذلك عقد إتفاقات
دولیة وإقالة موظفین كبار ورسم سیاسات كبرى ، طالما ان حكومة جدیدة لا تولد والبلد
على شفا كارثة .
- إمتنع الرئیس دیاب عن تحمل مسوؤلیة تفعیل حكومتھ خلال شھور مضت وارتضى
التفسیر الأشد ضیقا لتصریف الأعمال ، وإنتظار ولادة حكومة جدیدة ، والآن یستطیع
إذا فشلت مساعي تشكیل حكومة جدیدة أن یجد بذلك مبررا لقبول الخیار الأوسع مدى
في تحمل المسؤولیة أمام المخاطر ، ولیضع خطة مواجھة یطلب الموافقة علیھا شرطا
لتحمل المسؤولیة .
- خطة تفعیل الحكومة تتضمن قبول العرض الإیراني لتأمین المحروقات باللیرة اللبنانیة
، وعقد إتافقات إستارتیجیة مع الصین ، تجلب الإستثمارات في المرفأ وسكك الحدید ،
و تفاھمات مع روسیا تشغل الأنبوب العراقي ومصافي النفط ، وأول القرارات منع
قطع الطرقات وإقالة حاكم مصرف لبنان وتعیین بدیل .ربما تؤدي معرفة خطة تفعیل الحكومة المستقیلة الى تسریع ولادة الحكومة الجدیدة
فتحقق احد الھدفین ، نحو الإنقاذ ، حكومة جدیدة تتحمل المسؤولیة ، أو خطة طوارئ
بدیلة ، ویكتب للرئیس دیاب عندھا فضل الخروج من النفق المظلم .
2021-03-19 | عدد القراءات 1534