صباحات ناصر قنديل

صباح القدس لبلال يؤذن لفلسطين وبلال شرارة الصديق والأخ الذي خسرناه كان من المؤذنين ، قد التقينا على العهد يوم كنا في مرتبة العشرين وكان بلال ابن بنت جبيل يفتح لنا ابواب المدينة التي يعشقها ويحول مواويل فلاحيها الى شعر واوراق تبغها الى دواوين وحبات زيتونها الى رصاص مناضلا لفلسطين يحمل الحبر والسلاح ، وكنا رهط مقالتين هجروا العاصمة الى الحدود ايمانا بان الجبهة هناك والعدو هناك ، وكان ذلك تزامنا مع دخول القوات السورية الى لبنان عام 76 وكنت في الثامنة عشرة ، واتولى قيادة ما اسسناه باسم القوات الثورية المشتركة لجمع يزيد عن المئة مقاتل ، وعلى تلة من تلال المدينة المقدسة بنت جبيل وفي احدى مدارسها المقفلة حط بنا الرحال ، وكان بلال ، وكانت رفقة القتال ، ورفقة الأدب والشعر والفلسفة ، وكان عماد ، الفتى الذي صار قائدا ، وبعد الاجتياح الأول تقطعت بنا السبل وتلاقينا بعد الاجتياح الثاني ، وبقي بلال الجنوبي الفلسطيني ، وكان استشهاد بلال فحص عريس الجنوب اول الآذان ليصعد بلال الثاني الى المئذنة ويتحول الى مبشر بالتحرير والمقاومة ، ويجد في مجلس النواب وقرب رئيسه مكانه لفلسطين ، في كل ندوة او مؤتمر ، شغله الشاغل تأمين نصاب فلسطين ، لا حل الا بالمقاومة ، لا تتركوا فلسطين فتخسرون الدنيا والآخرة ، ويستبد بكم الشياطين والسماسرة ، ولا تتخلوا عن سلاح المقاومة فتعرفون من أين تبدأون لكنكم تجهلون اين ستنتهي بكم  المساومة ، رحل بلال وبقي صوته صارخا للمقاومة وفلسطين ، وبقيت أشعاره والوثائق التي جمعها عن الإعتداءات الإسرائيلية خير ميراث ، لبلال شرارة دمعة وفاء ووردة حب ، وصباح القدس اجمل التحايا لمن احب فلسطين والقدس بلا حدود ، جاعلا منهما علة الوجود - ناصر قنديل

2021-03-23 | عدد القراءات 1755