الیمن یدخل سنة سابعة حرب في ظل معادلات الدرع ...وكیان الإحتلال نحو إنتخابات خامسة ؟
شیا قلقة من إنتخابات مبكرة ومن صھاریج البنزین بعد الأوكسجین ما لم تتشكل حكومة
الحریري یضع عند الراعي ترتیب لقاء في بعبدا : الداخلیة مقابل التنازل عن الثلث المعطل !
كتب المحرر السیاسي
تزامن حدثان إقلیمیان كبیران ، رسم مشھدا جدیدا في المنطقة ، فالحلیفین الكبیرین لواشنطن في مأزق
صعب وعمیق ، السعودیة تواجھ صلابة یمنیة مستندة الى دعم شعبي كبیر أظھرتھ مسیرات حاشدة شھدتھا
المدن الیمنیة خرج خلالھا مئات الآلاف لإحیاء یوم الضمود الوطني ، بعد كلام عالي السقف لقائد أنصار
الله السید عبد الملك الحوثي ، أكد خلالھ العزم على الصمود عند الثواتب املتمثلة برفض اي عرض لوقف
النار لا یتضمن فتح مطار صنعاء ومیناء الحدیدة وبالتالي وقف الحصار وإنسحاب القوات الأجنبیة ، وبین
الحدثین كانت ستة عشر طائرة یمنیة مسیرة وثمانیة صواریخ بالستیة تستھدف العمق السعودي وتشعل
الحرائق في ماوقع حیویة وإستراتیجیة ، مجددة معادلة الردع ، مثبتة الید العلیا للیمن في أمن الخلیج ،
وبالتوازي كان كیان الإحتلال یكتشف مأزقھ العمیق بظھور نتائج الإنتخابات الرابعة الھادفة لإنتاج أغلبیة
قادرة على تشكیل حكومة منسجمة ، وجاءت النتائج مخیبة لآمال الفریقین المتنافسین ن بحیث صار الكیان
بین خیاري تكرار مشھد الحكومة الإئىلافیة السابقة ، بالإتسناد اىل تحالف الخصوم ، لإستیلاد حكومة ھشة
برأسین لم تتسطع الصمود ، أو الذھاب إلى إنتخابات خامسة ، فقد نال فریق نتنیاھو 52 مقعدا في الكنیست
ونال خصومھ 51 مقعدا ، وإنحیاز كتلة نفتالي بینیت لأي منھما لا تكفي لتشكیل أغلبیة 61 نائبا لتشكیل
حكومة ، ویبقى ضم إحدى المجموعتین الفلسطینیتني لكل فریق ، حیث حلفاء نتنیاھو الفلطسینیین یملكون 4
مقاعد ، ةوحلفاء خصومھ یملكون 7 مقاعد ، وكل من حلفي نتنیاھو والخصوم سیتصدع إذا ضم شریكا
فلسطینیا ، فیخرج أكثر من كتلة من كل من الحلفین ، وتبقى المشكلة في إمتلاك الأغلبیة قائمة .
في الشأن الداخلي تناقل ناشطون اجتمعوا الى السفیرة الأمیركیة قبل أیام عنھا قولھا أن الأولویة یجب أن
تكون لتشكیل حكومة جدیدة ، وتسھیل ولادتھا وتخفیض سقف التحركات المعارضة ، مؤكدة انضمامھا الى
الساعین للتحرك للضغط لتسریع ولادة الحكومة ، وأبلغت دوروتي شیا للناشطین أسباب ھذا التبدل في
موقفھا ، بالخشیة من نتائج الإنسداد الحكومي ، حیث سیؤدي ذلك وفقا لما نقلھ الناشطون عن شیا الى تأزم
سیاسي قد یجعل الدعوة للإنتخابات المبكرة أمرا مطروحا على الطاولة بالنسبة للقوى السیاسیة الرئیسیة في
المجلس النیابي ، خصوصا بعدما استردت ھذه القوى الكثیر مما خسرتھ خلال بدایات انتفاضة 17 تشرین
2019 ، بینما لا تبدو قوى المعارضة جاھزة لھذه الإنتخابات ولا قادرة على تحقیق اختراق نیابي ذي قیمة
اذا جرت الإنتخابات على أساس القانون الحالي ، ولذلك یجب التركیز على اجراء الإنتخابات في موعدھا
وتجاھل الدعوات للإنتخابات المبكرة ، والخشیة الثانیة ھي من أن یؤدي تفاقم الأزمة الحكومیة الى فقدان
المزید من البضائع والسلع الحیویة من الأسواق كما ظھر مع فقدان الأوكسجین ، ومثلما ظھرت صھاریج
الأوكسجین السوري منقذا یخشى ان یتكرر المشھد بصھاریج المازوت والبنزین الآتیة من إیران ، وما یعنیھ
كل ذلك من تطبیق شعار التوجھ شرقا كأمر واقع یلقى الترحیب الشعبي في لحظة الإنھیار ، ولا یمكن لأحد
الإعتراض علیھ للإعتبارات الإنسانیة ، وكشف الناشطون عن دور تقوم بھ السفیرة لتعجیل تكشیل الحكومةلھذه الإعتبارات ، والتأكید على إجراء الإنتخابات في موعدھا كما صرحت شیا بعد لقائھا برئیس
الجمھوریة قبل یومین .
على الصعید الحكومي أكدت مصادر متابعة للمسار الحكومي ان لا جدید یمكن التحدث عنھ نحو حلحلة
التعقیدات والخروج من التأزم الذي ظھر بعد فشل الإجتماع الأخیر الذي جمع رئیس الجمھوریة العماد
میشال عون والرئیس المكلف بتشكیل الحكومة سعد الحریري ، لكن ما دار في اللقاء الذي جمع الرئیس
الحریري بالبطریرك بشارة الراعي كان محور متابعة من المھتمین برصد تطورات الملف الحكومي ،
خصوصا مع تسرب معلومات عن تحرك سیقوم بھ الراعي على خط بیت الوسط - بعبدا ، محوره ترتیب
زیارة جدیدة للحریري الى بعبدا بعد التوصل الى تحریك الملف الخلافقي نحو الحلحلة ، على قاعدة تثبیت
التخلي عن الثلث المعطل في حكومة ال18 وزیرا ، مقابل تثبیت وزارة الداخلیة ضمن حصة رئیس
الجمھوریة .
2021-03-27 | عدد القراءات 1389