فيينا تنتج لجان تقنية لخارطة طريق العودة للإتفاق ...ومالي يؤكد تأجيل ملفات الخلاف

فيينا تنتج لجان تقنية لخارطة طريق العودة للإتفاق ...ومالي يؤكد تأجيل ملفات الخلاف
حزب الله يؤكد شريك مبادرة بري ...والطريق سالك ولو ببطء ...وحراك عربي 
الحريري في بيروت والى الفاتيكان... والتدقيق الجنائي نحو تمديد المهل 
كتب المحرر السياسي 
تصدرت محادثات فيينا الخاصة بالإتفاق النووي الإيراني وسبل العودة الأميركية اليه ، مقابل عودة إيران إلى إلتزاماتها بموجباته ، أحداث العالم بما في ذلك الحدث الحكومي اللبناني ، وشخصت الأنظار نحو فيينا بإعتبار ما يجري هناك سيلقي بثقله على كل الملفات التي تتأثر بالعناصر الدولية والإقليمية تأزما وإنفراجا ، ولبنان في قلبها مهما قيل عن الأبعاد الداخلية الصرف للأزمة الحكومية .
في فيينا ، رغم الحديث عن مسار يحتاج وقتا كما قال الأوروبيون ، وعدم التفاؤل بنتائج قريبة كما قال الأميركيون ، وعن تفاؤل حذر كما قال الإيرانيون ، بقيت الإشارة الإيجابية المشتركة هي عبار البناءة التي وردت في كل التعليقات التي تناولت المحادثات بعد إنتهاء جلستها الأولى ، وكان أول الإنجازات إلتزام أميركي علني واضح بالفصل بين محادثات العودة للإتفاق والقضايا الخلافية الأخرى التي كانت تضعها واشنطن كملفات مكملة للبحث بالعودة ، سواء ملف البرنامج الصاروخي الإيراني أو ملفات النزاعات الإقليمية ، التي قال المبعوث الأميركي الخاص للملف النووي الإيراني روبرت مالي ، انها مؤجلة لما بعد العودة ، مشيرا إلى الإستعداد للبحث بسبل رفع العقوبات الأميركية عن إيران ، متمسكا بالمطالبة بخطوات إيرانية متوازية للعودة إلى الإلتزامات ، وهو ما ترفضه إيران التي تعتبر انها لم تخرج من الإتفاق وأن تخفيض موجباتها تم بموجب بنود خاصة في متن الإتفاق ، بينما على واشنطن أن تعود أولا إلى الإتفاق عبر بوابة رفع العقوبات ، بالعودة الى ما قبل عام 2018 وعندها تطالب إيران بالعودة إلى إلتزاماتها بموجب بنود آخرى في الإتفاق نفسه .
المحادثات أنتجت لجنتين تقنيتن لبحث فرضيات ما يمكن لإيران تقديمه من إلتزامات مقابل رفع العقوبات، أو جزء رئيسي منها ، وبالتوازي البحث مع الأميركيين بمسار إفتراضي آخر هو حجم العودة عن العقوبات الممكن قبل العودة الإيرانية للإلتزامات ، وحجم الممكن خلالها ، وما تبقيه واشنطن لما قبل الحزمة الأخيرة من العودة الإيرانية ، آخذا بالإعتبار أن إيران حددت موعدا لتصعيد التخصيب نحو ال40% في 22 أيار المقبل ، وأن اللجان يجب أن تنتهي بنتائج غيجابية قبل ذلك التاريخ كي تنجح بفتح طريق العودة للإتفاق ، بينما تعتقد واشنطن أن نهاية أيار هي المهلة المتوقعة لإمتلاك إيران المقدرات الكافية لإنتاج سلاح نووي ، وهو ما يجعل السير نحو التفاهم محكوما بوقت ضيق يستدعي تسريع عمل اللجان .
لبنانيا لا جديد على المسار الحكومي ، الذي كشف النائب حسن فضل الله موقع حزب الله كشريك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في مبادرته ، مشيرا الى أن الأمور تحتاج إلى مزيد من الوقت ، ولكن المساعي لا تزال مستمرة والإتجاه الإيجابي هو السائد ولو كان بطيئا ، بينما حل التحرك العربي مكان الحراك الفرنسي ، حيث يصل وزير الخارجية المصري سامح شكري الى بيروت بعد زيارة خاطفة الى باريس التقى خلالها وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان ، ويليه معاون الأمين العام للجامعة العربية حسام زكي ، في محاولة عربية لملء الفراغ الناتج عن تراجع وهج الحراك  الدولي  ، الذي يسجل زيارة للرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الى الفاتيكان في 22 من الشهر الجاري ، بعدما وصل أمس إلى بيروت ، ويمكن أن تسبق الزيارة  لقاءات باريس ، التي تنتظر تفاصيل تطال اللقاءات ومواعيدها ، وما إذا كان بينها اللقاء المرتقب للرئيس الحريري مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ، الذي لا يزال هدفا فرنسيا ، يشتغل لتحقيقه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم .

 

2021-04-07 | عدد القراءات 1405