المنطقة على حافة الهاوية فوق الصفيح الساخن
كتب ناصر قنديل
- بالتزامن مع انطلاق مفاوضات فيينا التي فرضت خلالها إيران شروطها لجهة إستبعاد المشاركة الأميركية في قاعة الإجتماعات ونزع العلم الأميركي من القاعة ، طالما لم تعد واشنطن للإتفاق النووي من بوابة رفعها للعقوبات على إيران ، بدأت جولة إستهداف إسرائيلية إتسفزازية مكثفة لإيران ، تضمنت خلال عشرة أيام عملية إستهداف لأحدى السفن الإيرانية في البحر الأحمر ، وغارات على مواقع إيرانية في سورية ، وعملية تخريب في منشأة نطنز النووية داخل إيران .
- الإنجاز الدبلوماسي الضخم الذي حققته طهران تجسد ، بقبول واشنطن أن عليها التقدم بالخطوة الأولى للعودة المتبادلة إلى الإلتزامات المنصوص عليها في الإتفاق النووي ، وقبول واشنطن بالتخلي عن اطروحات من نوع تعديل الإتفاق بالبنود النووية ومداها الزمني وتوسيع نطاقه ليطال الصواريخ البالستية الإيرانية والملفات الإقليمية ، وقبول عنوان العودة الحصرية للإتفاق كما تم توقيعه في عام 2015 ، وصولا لإعلان أميركي واضح بالإستعداد لرفع عقوبات لا تتسق مع الإتفاق النووي لضمان عودة إيران الى الإتفاق وموجباته ، خشية ان تبلغ إيران مرحلة إمتلاك مقدرات إنتاج سلاح نووي بينما المفاوضات تراوح وتستهلك الوقت .
- السعي لتخريب فرص التوصل للعودة للإتفاق معلن في كيان الإحتلال ، وطرق التخريب لم تعد متاحة من خلال إقناع الإدارة الأميركية الجديدة بفرملة الإندفاع نحو العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران ، والتباين واضح في مقاربة موقع الإتفاق النووي من السياسات في كل واشنطن وتل أبيب ، لذلك لجأت قيادة كيان الإحتلال الى بديل عملياتي هو الضغط الميداني الإستفزازي القائم على توسيع نطاق الأذى بإيران أملا ببلوغ حافة الحرب معها ، على قاعدة ان هناك معاهدة تعاون إستراتيجي ملزمة للأميركيين بدخول اي حرب يمكن لكيان الإحتلال التعرض لها او التورط بها .
- الواضح أن إيران وقوى محور المقاومة قد قرروا عدم الأخذ بالحسابات التي تراهن عليها قيادة كيان الإحتلال ، وعنوانها دفع إيران وقوى المقاومة للإنكفاء رغم التعرض للأذى وجرح الكرامة ، أملا بخلق مناخ يضغط على المفاوضات ، ويقنع الأميركيين بالقدرة على إضعاف إيران ، والتمهل قبل الموافقة على ما لا تريد قيادة الكيان ان يحدث ، فالواضح ان قرار الرد قد بدأ ، وهو متواصل وسيستمر ، وعلى الأميركيين أن يتحملوا تبعات معاهدتهم اإستراتيجية مع كيان الإحتلال ، مقابل سعيهم للعودة إلى الإتفاق النووي ، وإذا كانوا عاجزين عن ضبط أداء قيادة الكيان تحتح سقف يتيح مواصلة هادئة للمفاوضات ، فعليهم ان يختاروا بين الإتفاق والمعاهدة ، وتلك مشكلتهم وليست مشكلة إيران ولا مشكلة قوى المقاومة .
- الرد الإيراني كما تقول قيادة الكيان بدأ بصاروخ بعيد المدى على سفينة عائدة للكيان مقابل ميناء الجميرة في الإمارات ، وإيران تقول انها سترد على إستهداف منشأة نطنز سيكون في عمق الكيان ، وتقول ان تصعيد تخصيب اليورانيوم الى 60% هو احد الدرود على الإتسهداف طالما ان احدا لا يملك لا القدرة ولا الشجاعة لفعل ما يلزم للجم كيان الإحتلال .
- واشنطن وعواصم الغرب معا امام مفصل نوعي سيقرر الكثير ، والكرة في ملعبهم جميعا ، كما تقول إيران .
2021-04-14 | عدد القراءات 1393