الإنسحاب من أفغانستان
كتب ناصر قنديل
- أعلن الرئيس جو بايدن قبل نهاية المئة يوم الأولى من ولايته ، الخطوة اللاحقة في رسم سياسته الخارجية ، عبر الإعلان عن العزم على بدء الإنسحاب من أفغانستان في أول أيار المقبل ، بعدما تمثلت الخطوة الأولى بالإعلان عن أولوية العودة إلى الإتفاق النووي مع إيران .
- الإنسحاب من أفغانستان يأتي بعد فشل محاولات صياغة تسوية تضمن شرعنة البقاء الجزئي للقوات الأميركية ، من جهة ، والتحقق من صعوبة ربط مستقبل الوجود الأميركي في أفغانستان بمستقبل المواجهة مع الصين وروسيا ، بعدما بدا أن التحرك على خط الإستفراد بأطراف المثلث الروسي الصيني الإيراني يصطدم بتفاهمات عميقة بين هذه الأطراف .
- قرار الإنسحاب دون الحصول على ثمن سياسي أو عسكري يعني بدء مسار سيفرض نفسه على ساحات أخرى ، فمن يقرر الإنسحاب من أفغانستان يعلم ان الثلاثي الروسي الصيني الإيراني هو من سيملأ هذا الفراغ .
- من يقرر الإنسحاب من افغانستان وفقا لمنهج خياراته الجديدة ، سيفكر بذات المنهج في النظر لمستقبل تواجده في العراق وسورية ، على قاعدة مقارنة الكلفة بالعائدات ، وسيكتشف انه عائداته ضئيلة ان لم تكن معدومة مقابل كلفة عالية لهذا البقاء ، فالأميركي باق فقط لأنه يعتقد ان الإنسحاب سيتيح لخصومه ملء الفراغ ، وبينما هو يفعل ذلك في افغانستان حيث يتواجد وحيدا ، سيجد اسبابا اقوى ليفعل ذلك في العراق وسورية حيث لا يتواجد وحيدا .
- تصاعد أعمال المقاومة في وجه الإحتلال الأميركي في العراق وسورية سيجبره على التفكير بالإنسحاب على روزنامة غير روزنامته ، وقريبا .
2021-04-15 | عدد القراءات 1331