هل انت لبناني ؟ كيف يمكن ان تؤيد العقوبات على سورية ؟
نقاط على الحروف
ناصر قنديل
- لا يستطيع اللبناني لولا سيادة الشعوذة السياسية والكيد القائم على تسديد فواتير لبعض الخارج أن يكون مساندا للعقوبات التي تستهدف سورية ، حتى لو كان خصما للقيادة السياسية الدولة السورية ، وهو يقرأ كلام الدبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان ، الذي يعرف اللبنانيون على اختلافهم ، حجم عدائه لهذه القيادة السياسية ، وتحريضه لبعض قياداتهم على هذا العداء ، وهو يقول ان العقوبات تتسبب بالفقر والذعاب للشعب السوري ولفقرائه بصورة خاصة ، وأنها بلا معنى سياسي لأنها لم ولن تؤثر على سياسات القيادة السورية ولم ولن تؤثر على شعبيتها ، وهو ينتهي بالعدوة غلأى الإعتراف بالفشل الذريع والنتيجة البائسة سياسيا والمتوحشة إنسانيا لهذه العقوبات .
- لا يستطيع اللبناني الذي يسمع نقاشات داخل مجلس النواب الأردني توثق فشل إمداد لبنان بالكهرباء بسبب العقوبات الأميركية ، لأن خطوط الإمداد الكهربائي ستمر عبر سورية ، كما لا يستطيع أن يقف متفرجا على هذه العقوبات وهو يعلم ان أنابيب النفط الآتية من العراق الى لبنان لتشغيل مصفاة طرابلس يمكن أن تشكل مصدرا لحلول متعددة لأزمات لبنانية كثيرة ، وأن ما يمنع إحياء هذه الأنابيب هو قرار أميركي نابع من العقوبات الأميركية على سورية .
- لا يستطيع اللبناني الذي يعيش الأزمة الإقتصادية والإجتماعية الخانقة ان يكون حياديا تجاه العقوبات الأميركية على سورية ، وهو يعلم أن الأزمات تفرض البحث عن التكامل الإقتصادي بين دول الجوار الجغرافي ، وأن ما يجعل العراق ومصر والأردن يبحثون بأشكال من التلاقي الإقتصادي ، يجعل اللبنانيين الذين يقعون جغرافيا بين ثلاثية الإحتلال والبحر وسورية مجبرون بقوة الواقع على البحث عن التكامل مع سورية .
- لا يستطيع اللبناني الذي يعرف عبر التجارب والمشاهدة الحسية ان الصناعة والزراعة في سورية توفر آلاف السلع التي يستوردها لبنان بأصعاف السعار المتاحة لإستيرادها من سورية ، وأن مبادلة تجارية بين البلدين بالعملة الوطنية تشكل أحد الأجوبة على المشاكل الكارثية التي يواجهها اللبنانيون .
- لا يستطيع اللبناني الذي يعلم ان احد نتائج العقوبات ووجوهها على سورية يجعل منها عقوبات على اللبنانيين من خلال منع النازحين السوريين من العودة الى بلادهم ، أن يؤيد هذه العقوبات وهو شريك بدفع أثمانها .
- اللبناني الذي يؤيد المقاومة يجد اسبابا إضافية للووقف مع سورية بوجه العقوبات ، واللبناني المناهض للإرهاب يجد اسبابا إضافية للوقوف مع سورية بوجه العقوبات ، واللبناني المناهض للهيمنة الأميركية وعدوانية كيان الإحتلال يجد اسبابا إضافية للوقوف مع سورية بوجه العقوبات ، واللبناني المناهض للتورط الخليجي والمشاريع التقسيمية والإحتلال التركي والتطرف الديني يجد أسبابا إضافية للوقوف مع سورية بوجه العقوبات ، فهل يبرر لمن يقف سياسيا على نقيض ذلك ان ينسى كل الأسباب اللبنانية للوقوف ضد العقوبات والإنقلاب نحو تأييدها نكاية بخصومه من اللبنانيين الذي سيفرحون لرؤية سورية قوية عزيزة بوجه محاور دولية وإقليمية ؟
- هذا نداء للبنانيين للتفكير بهدوء ومن موقع المصلحة اللبنانية الخالصة في العقوبات التي تستهدف سورية ، ودعوة لبنانية من هذا الموقع المصلحي اللبناني لرفع الصوت ضد هذه العقوبات ، والتساؤل ، كيف يمكن لدول وحكومات حليفة للأميركيين أن تطلب إستثناءها من العقوبات الأميركية على إيران ، ولبنان لا يجرؤ على طلب الإستثناء من هذه العقوبات لملفات حيوية لا بديل عن سورية فيها ، كتجارة الترانزيت عبر سورية ، ونقل الكهرباء والنفط عبر سورية ؟
- ما رأيك كلبناني وأنت تتابع ملف ترسيم الحدود البحرية ، إذا علمت ان حكومات متعاقبة منذ 2007 تولت دراسة ملف الحدود البحرية تحت شعار حفظ ثورات النفط والغاز ، تدعي الدفاع عن المصلحة اللبنانية وتحكم بإسمها ، فاوضت قبرص مباشرة قبل ترسيم الحدود البحرية معها ، وإيداع الخرائط لدى الأمم المتحدة ، ورسمت حدودها مع فلسطين المحتلة بخرائط احادية واودعت هذه الخرائط لدى الأمم المتحدة ، لكنها دأبت خلال عشر سنوات على التواصل مع الأميركيين مطالبة بمفاوضات غير مباشرة مع كيان الإحتلال على هذه الحدود ، وبالتوازي فان هذه الحكومات المتعاقبة ، لم تبذل جهدا لترسيم رضائي للحدود البحرية مع سورية كما فعلت مع قبرص ، ولا فعلت شيا لتفاوض بعد الترسيم الأحادي ، سواء مباشرة أو بوساطة كما فعلت مع العدو ، بل اكتفت بترسيم احادي واودعت خرائطه لدى الأمم المتحدة ، وأخذت تلقي اللوم على سورية .
2021-04-15 | عدد القراءات 1563