غادة عون
كتب ناصر قنديل
- قد تكون هناك انتقادات محقة تطال اسلوب القاضية غادة عون بتجاهل الهرمية القضائية وحدود النصوص في الصلاحيات التي منحتها لموقعها القضائي وفي القضايا التي تلاحقها وبالطريقة التي تعتمدها في الملاحقة ، وقد تكون الإتهامات التي تطال القاضية غادة عون بالتحيز السياسي على قدر جدير بالتوقف والإنتباه ، لكن اللبنانيين اليوم ليسوا بين خيارين ، واحد هو القضاء الملتزم والمنضبط بالهرمية وحرفية النصوص يقوم بواجبه ويلاحق الفساد وفقا للأصول ، ويكشف المسؤولين عن الإنهيار المالي ويضعهم وراء القضبان ، بصمت ، وخيار استعراضي يريد كسب النجومية بالفوضى القضائية كي يختاروا بينهما .
- أمام اللبنانيين خيار هو قضاء صامت الى حدود صمت القبور ، حيث باسم الهرمية والنصوص إمتنع قضاة من اعلى الهرم الى ادناه وفي شقيه المدني والعسكري عن إصدار احكام واضحة بإخراج نترات الأمونيوم من مرفأ بيروت رغم مراجعات عديدة ، وباسم الهرمية والنصوص امتنع قضاة من اعلى الهرم الى ادناه عن إنهاء أي ملاحقة في ملفات عديدة فتحت تحت عنوان مكافحة الفساد لبلوغ النهايات المنتظرة ، وبالمقابل قاضية ليست وحدها ممن ينتسبون لخيار سياسي معين ، بل هي بين اقرانها من ذات الخيار ، اختارت ان تذهب الى النهاية في القضايا المفتوحة امامها ، بعناوين الفساد وتهريب الأموال وسرقة الودائع وصرف النفوذ والفيول المغشوش وسواها .
- ينقسم اللبنانيون حول القاضية غادة عون سياسيا وطائفيا ، لكن الذين ينتقدونها ويهاجمونها يتمنون في لحظة صفاء في سرهم لو ان القضاة المحسوبين على خياراتهم السياسية يتجرأون على فعل ما تفعل ، لأن اللبنانيين سئموا إنتظار ما ستنتجه الهرمية وحرفية النصوص ، وهم يرون البلد يتلاشى أمامهم وينهار ، والكلام كثير عن الفساد والمسؤوليات ، لكنهم لا يرون فاسدا يساق امام القضاء ، بل يرون القضاء في دول أخرى يتحرك في قضايا الفساد اللبنانية بينما ليس في القضاء اللبناني من يتحرك الا غادة عون ، فمن يريد الهرمية وحرفية النصوص عليه ان يبادر ويتقدم ويرفع الصوت ويضربق بيد من حديد ليستعيد الثقة ويصدق الناس ان القضية مع القاضية غادة عون هي قضية الهرمية وحرفية النصوص .
2021-04-17 | عدد القراءات 1356