القرار السعودي والرسالة السياسية
كتب ناصر قنديل
- يمكن ان يكون لدى الأجهزة الأمنية السعودية وقائع كافية للشكوى من تهريب مخدرات عبر إستغلال الصادرات اللبنانية الى السعودية ، لكن النقاش لا يدور حول صحة او عدم صحة هذه المعلومات ، بل حول كيفية معالجتها بين دولة مقتدرة كالسعودية ، ودولة تقارب الإنهيار الإقتصادي كلبنان تتطلع نحو مساعدة بسيطة من شقيق بذل اللبنانيون ماء وجوههم وهم ينتظرون تجاوبه مع دعواتهم ، التي وصلت بالبعض حد إعلان الحرب الشعواء على شركائهم في الوطن ، أملا بأن ترضى السعودية جريا على عادات الشعوب القديمة بتقديم القرابين للأنهار الكبيرة من أبنائهم وبناتهم أملا بنيل الرضى .
- الغضب السعودي من لبنان بذريعة الغضب على حزب الله غير كاف للإقناع بتفسير كل الخطوات السعودية التصعيدية وهذه اكبرها بعد قرار منع السياح السعوديين من زيارة لبنان ، خصوصا أن أمامنا مشهد شقيق آخر هو سورية دأب فريق لبناني كبير على الإساءة اليه ، وصولا الى ارسال المتفجرات وليس المخدرات فقط ، وعندما قصده اللبنانيون طلبا للمعونة لم يبخل بما يستطيع ، وسورية تحت الحصار وتعاني ظرفا أصعب من ظرف لبنان .
- القرار السعودي لولا وجود إعتبار سياسي كان ممكنا ان يترجم دعوة لمدير عام قوى الأمن الداخلي ، كمسؤول أمني كبير قادر على وضع آليات للتعاون لكشف شبكات التهريب وقطع دابرها ، لكن تحويل الأمر مدخلا لإعلان سياسي عن إقفال الحدود ، هو فتح لباب سياسي عنوانه تحرك للمتضريين وهم كثر وفي ظرف الإنهيار الإقتصادي يمثلون مصدرا لحاجة حيوية للبنان ، فيتسابقون على أبواب السياسيين الذين يعتقدون أنهم يقدرون على دق باب السعودية طلبا للتعاون وتعليق القرار ، ونيل موافقتها ، وهنا سيكون بيد السعودية إعلاء شأن من تشاء ، وإظهار أبوابها المقفلة أمام من تشاء ، وفي ذلك رسالة داخلية وخارجية ليست بعيدة عن كل المسار الحكومي ، وعلينا ان نترقب النتائج لنعرف صحة ما يقال عن ان القرار مدخل لإعلان غير مباشر لخطوط مقفلة بين الرياض والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري وتظهير عجزه عن الحل ، وربما لبداية تظهير عال المستوى لمكانة شقيقه بهاء عند ولي العهد السعودي ، للقول للبنانيين الذين يريدون الحكومة لنيل دعم مالي ، يقولون ان السعودية مصدره الرئيسي ، من يمكن ان تقبل به السعودية مرجعا للتخاطب معها !
2021-04-24 | عدد القراءات 1535