هل يتحول 7 أيار إلى يوم عالمي لدعم إنتفاضة القدس ؟
نقاط على الحروف
ناصر قنديل
- يؤكد الناشطون في القدس أن المواجهات الدائرة هذه المرة في القدس تختلف عن سابقاتها لجهة فرص التصعيد ، فالمستوطنون إزدادوا توحشا ودموية ، وهم يستشعرون أن المشهد المحيط بكيانهم لا يوحي بالأمل رغم التطبيع الخليجي ، وتمتلئ المواقع التابعة للجهات التي تقود الجماعات المتطرفة من المستوطنين بالدعوات لخوض ما يسمونه بحرب الاستقلال الثانية ، تشبيها للوضع بما كان عليه عام 1948 ، ويتحدثون عن ضرورة "تنظيف القدس وتطهيرها" من الفلسطينيين ، بإعتبار ذلك إكمالا للمهمة التي نفذها مؤسسو الكيان في القدس الغربية قبل أكثر من سبعة عقود ، وبالمقابل فإن المقدسيين ليس أمامهم سوى المواجهة دفاعا عن بيوتهم وحقوقهم البسيطة في الحياة ، وهم يستذكرون كيف خاضوا معارك البوابات الإلكترونية وربحوها ، ويقرأون هشاشة الكيان السياسية أمام أعينهم ، وتحولات المنطقة ، وتصاعد قوة محور المقاومة ، وإنسداد فرص التسوية السياسية ، والتحقق من أن شرط إحيائها هو تخلي الفلسطينيين عن أي مطلب في القدس .
- يصيف الناشطون المقدسيون الى الصورة ، عاملين فلسطينيين ، الأول هو إنسداد فرص الوصول لتسوية حول حصار غزة بعد سنوات من المعارك والوساطات ، وصعوبة تفهم أبناء القطاع لتحمل إستمرار الحصار في ظل شعورهم بفائض القوة لدى فصائل المقاومة ، وتساؤلاتهم عن كيفية توظيفه في فك الحصار ، والثاني هو إنهيار منظومة التعاون الأمني بين سلطة رام الله وكيان الإحتلال ، رغم بقاء هياكلها على المستوى القيادي ، ما أتاح هوامش واسعة لحملة التضامن التي تشهدها مدن وبلدات الضفة الغربية ، والمواجهات التي تشهدها ، بما ضم إنتفاضة القدس إلى مشهد فلسطيني أوسع ، يتمثل بمواجهة ممتدة على مساحة الضفة الغربية من جهة ، وحرب محدودة على غلاف غزة ، من جهة مقابلة ، وكل منهما قابل للتوسع هذه المرة .
- يجمع الناشطون ان صاروخ ديمونا كان له فعل السحر في إطلاق مناخ معنوي على ضفتي فلسطين والاستيطان ، حيث يخيم القلق والإرتباك على المستوطنين في تقبل الرواية التي قدمتها القيادة العسكرية ، ويتداولون الخشية من أن يكون الصاروخ إيذانا بمرحلة جديدة لا يكون فيها لكيانهم تلك المهابة العسكرية التي عرفوها في الماضي ، وما ينتج عن ذلك من تجرؤ فلسطيني على المزيد من التحدي ، وبالمقابل إستشعر الفلسطينيون بأن الرسائل التي حملها الصاروخ قد وصلتهم ، وأن كل سردية جيش الإحتلال لا تعنيهم ، وأن هناك شعور فلسطيني عام بأن موازين القوى تتغير ، وبأن فرض توازن جديد داخل فلسطين وخصوصا حول القدس بات بمطال اليد .
- خلال خمسة عشر يوم ، سيأتي يوم السابع من أيار ، الذي يحل فيه اليوم العالمي للقدس ، في آخر جمعة من شهر رمضان ، الذي سيحييه الفلسطينيون ، والمقدسيون بوجه الخصوص ، كما كل مرة ، ولكن في ظروف الانتفاضة هذه المرة ، وسيشهدون ما يجري في مدن العالم تحت عنوان التضامن مع القدس بصفته دعما لإنتفاضتهم ، ويتوقعون أن تكون المواجهات القادمة في كل فلسطين ملحمية في هذا اليوم ، وقد تمتد حتى أيام عيد الفطر بعد أسبوع ، حيث يحيون صلاة العيد في المسجد الأقصى ، وما يقوله الفلسطينيون ، بحماس وفرح ، يردده محللو الكيان وتتداوله مواقع المستوطنين بخشية وقلق ، بحيث تتهيأ الجبهات كلها ، للحظات شديدة التوتر ، ومناخ إنفجار كبير .
- الأسئلة الكبرى التي تفرض نفسها تتصل بما سيكون عليه الحال عندها ، على جبهة غزة ، وجبهة المواجهة المتصاعدة بين كيان الإحتلال ومحور المقاومة على خط حرب السفن بين إيران والكيان ، وحرب الغارات والصواريخ بين سورية والكيان ، وقد بدأتا تصبحان جبهة واحدة مع استهداف ، سفينة النفط الإيرانية في بانياس والرد المتوقع ، فهل نبلغ الخامس والعشرين من ايار ولبنان يحتفل بعيد التحرير ، والمنطقة على برميل بارود ، عنوانه القدس هذه المرة ؟
2021-04-26 | عدد القراءات 1634