عملية زعترة وعودة الروح
كتب ناصر قنديل
- منذ سنوات وبصورة تزامنت مع تصاعد موجات الإرهاب التي تعرضت لها سورية ، عاشت المواجهات الفلسطينية مع كيان الإحتلال حال كمون ، لم تلبث ان تفجرت بكل إتجاهاتها وعناوينها ، إنطلاقا من القدس ، فشملت مدن وبلدات الضفة الغربية ولم تلبث ان حركت جبهات غزة عسكريا ، وبقيت العمليات الفدائية في الضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48 التي كانت رفيق الإنتفاضة عام 2000 ، هي الغائب الأكبر حتى أطلت عملية زعترة قرب نابلس لتعلن عودة الروح مجددا الى هذه العمليات .
- يقيم قادة كيان الإحتلال السياسيون والعسكريون حسابا كبيرا للعمليات الفدائية التي تلاقي مناخا شعبيا منتفضا ، ويتابعون بدقة المسارات الجغرافية والزمنية لهذه العمليات كمؤشر على درجة المخاطر التي يواجهها الكيان ، وكانوا يتباهون بتحقيق نجاحات في وضع حد لهذه العمليات ، أو بفرض تباعدها الزمني أو حصرها جغرافيا ، ومع الإنسداد في عمليات التفاوض من جهة ، وفي المشهد السياسي الحكومي للكيان من جهة أخرى ، تتقدم هذه العمليات كمصدر أول للقلق بين قادة الكيان .
- عملية زعترة أول الغيث ، وهي مجرد بداية لا بد أن تتوالى شقيقاتها ، وتتسع جغرافيتها وتتلاحق زمنيا ، فالإرهاق الحقيقي لأمن الكيان يتأتى من هذه الخاصية في المواجهة ، التي تمنح قدرا من الحصانة للإنتفاضة وتخفف من وحشية قوات الاحتلال في التعامل مع المنتفضين تلافيا للعقاب الذي تمثله العمليات ، وتخفض من منسوب جرائم المستوطنين الذين يخشون إتسهداف العمليات الفدائية لتجمعاتهم ردا على الجرائم التي يرتكبونها .
- كلما اتسعت جغرافيا العمليات وتواترت وتلاحقت مواعيدها ، دخل قادة الكيان في مرحلة العجز عن التعامل معها ، وأصبحت صاحبة اليد العليا في رسم المشهد داخل فلسطين المحتلة ، ويكفي ان نتذكر ان الشاباك وصل الى حد اعداد تقرير شهري عن العميات في أيامها الذهبية كمصدر قلق أول ، وفي تقريره الفصلي عن الربع الأول للعام 2010 ، يتحدث التقرير أنه من ضمن 89 عملية حدثت في الضفة الغربية في شهر مارس هناك 79 عملية كانت لإلقاء زجاجات حارقة، مقابل 40 عملية وقعت في شهر فبراير من ضمنها 36 عملية لإلقاء زجاجات حارقة ، ويقول انه في الضفة الغربية والقدس وقعت 5 عمليات لإطلاق نار من سلاح أوتوماتيكي، وعدة عمليات إلقاء أجسام مشبوهة وحجارة، و 79 عملية إلقاء زجاجات حارقة، منها 25 عملية وقعت في القدس ، في شهر مارس 2010 .
2021-05-03 | عدد القراءات 1536