صباح القدس لشهر المواجهات ، من القدس والشام الى كل الجبهات ، فالذين يعجزون عن تحمل كلفة التسويات ، والذين لا يجدون طريق النزول عن شجرة التصعيد ، يحاولون تعويض الضعف بالتهديد ، ويناورون كل يوم بجديد ، لكن القطار قد انطلق ، قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ، من شر حاسد اذا حسد ، عيونهم على هذا البلد ، ففي سورية أمن الكيان ، وفي سورية عمق لبنان ، وفي سورية كسرت الألعوبة ، وتسهلت الصعوبة ، لأن سورية قلب العروبة ، وملاذ العرب ، من صمد ومن هرب ، يلجأون اليها استعدادا لحرب او راحة من تعب ، طلبا لشفاعة رأوها حصرما في حلب ، وها هي اليوم أينعت وصارت عنب ، والكيان الذي يزيد على الفلسطينيين عذابا وجورا ، ويزيد في السياسة فجورا ، يغامر بلعبة الربع الأخير من الساعة ، أملا بجذب الإنتباه ولو عبر الإشاعة ، وطلبا للتعويض ، ورفعا لسعر الصمت ، وهو عالم برسم الإتجاه ، واستحالة التقويض ، فيخفض الصوت، والعودة للغارات بعد بدء التموضع الجديد وإدراك سقوط خط التطبيع ، محاولة يائسة وخطة بائسة ، لقطع طريق المتغيرات ، والتحكم بالسياسات ، وانذار علني للخليج ، بأن ما كتب لا تراجع فيه فهو ليس خطوة تكتيكية ، فيثير الضجيج ليحصل على الضمانات الأمريكية ، بأن التطبيع باق ، وبأن التمويل آت ، للتعويض عن لقاءات العراق ، وعن زيارات ولقاءات ، وان دمشق العائدة الى صناعة قرار العرب ، لن تخل الموازين مهددا باشعال النار الآن والمنطقة حقل قصب ، عساه يقبض مالا وفيرا ، ويحصل على التزامات يأمل منها كثيرا ، والا يقلب الطاولة على طريقة شمشمون ، وليكن ما يكون ، لكنه لن يحصل على حربه في لحظة الجنون ، فالصبر أيضا شجاعة ، كما انتظار المطر ، فلن تفيده شماعة ادعاء الخطر ، لأن الكلام الفصل في فلسطين ، حيث تنتظره أيام التصعيد المتين ، فيوم القدس يوم التمكين ، ويوم المنتفضين والفدائيين والإستشهاديين ، والأيام الفاصلة قليلة ، فليلعب اليوم لعبته الهزيلة ، وينتظر الغد ، والغد يوم الجمعة ، حيث سيصعب عليه العد ، وهو يدير خدا بعد خد ، ولا يعرف مصدر الصفعة ، فالأرض ستنادي النار لتشتعل به سعيرا ، وقد ضاقت به ذرعا كثيرا ، ولن يجد ملاذا يختبئ ، ولا خط رجعة اليه ينكفئ ، وسيذكر عندها كل غارة بحارة ، وكل تهديد بتصعيد ، عندما تشتعل الحجارة ، وتطلق الصفارة ، للجمع بين الإنتفاضة والمقاومة ، وبين الجليل وغزة والضفة والقدس ، وسيتوسل من النار السلامة ، للمستوطنين الذين أعمى أبصارهم البؤس ، وأصل المعادلة الجديدة ، لا أثمان للتهدئة ومحور المقاومة لا يقبل التجزئة ، والأصل يبقى فلسطين ، نارها لا تقبل التأجيل ، بحجارة من سجيل ، فإياك إياك والعرين - ناصر قنديل
2021-05-05 | عدد القراءات 2024