الترسيم مؤجل والمرسوم مؤجل ...وواشنطن ستعيد ترتيب أوراقها قبل توجيه دعوة جديدة

الترسيم مؤجل والمرسوم مؤجل ...وواشنطن ستعيد ترتيب أوراقها قبل توجيه دعوة جديدة
موقف سعودي يضعف المظلة الفرنسية ...والحريري : خيارات مفتوحة وهوامش ضيقة
نصرالله يطل اليوم : التطبيع لن يحمي الكيان ..ومحور المقاومة صاعد وخصومه للتراجع
كتب المحرر السياسي
رأت مصادر دبلوماسية في تجميد المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية ، بعد جولة رد الإعتبار للمسار خطوة أميركية طبيعية ، وضعت معادلة تأجيل الترسيم مقابل تأجيل المرسوم الذي توقف عند بوابة قصر بعبدا ، وأن التحريك الذي نتج عن تلويح رئيس الجمهورية بالتوقيع لا يزال فاعلا لمنع ذهاب كيان الإحتلال نحو بدء الإستثمار في حقل كاريش ، بإنتظار إعادة ترتيب الأوراق اميركيا ، وهو ما لايمكن توقعه قبل تبلور المشهد الإقليمي الجديد ، سواء على مسار الإتفاق النووي مع إيران ، أو العلاقات السعودية الإيرانية والسعودية السورية ، وإنعكاسها جيمعا على الوضع اللبناني ومسار حكومته الجديدة من جهة ، ومستقبل مسارات أنابيب الغاز في المتوسط العالقة بين واشنطن وموسكو ، ومستقبل العلاقات الروسية الأميركية التي تنتظر قمة الرئيسين فلاديمير بوتين وجو بايدن ، وبالتالي فإن التحريك قد يتم مجددا لإبقاء الأمور على حالها حتى الصيف حيث يمكن أن تكون الصورة قد تبلورت بما يتيح توقع إمتلاك الجانب الأميركي مشروعا للوساطة قابل للتداول كبديل عن خط هوف .
في الشأن السياسي ينتظر لبنان نتائج زيارة وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان الذي وصل منتصف الليل الى بيروت ، بعدما ترك غموضا حول لقاءاته خصوصا لقاءه بالرئيس المكلف بتشكيل المكلف سعد الحريري ، والكلام المتداول من فريق الرئيس الحريري بالتلويح بالإعتذار ، فيما بدا أنه ربط للإعتذار باللقاء بلودريان ، أو بالضغط الذي قد حيمله لودريان على الحريري للقاء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، تحتح طائلة إعتبار الحريري مصدر تعطيل المبادرة الفرنسية ، ورأت مصادر متابعة للملف الحكومي أن أصل الجو الفرنسي السلبي الذي تمثل بتراجع المظلة الممنوحة للرئيس الحريري مرتبط بضغط سعودي تداولته مصادر إقليمية عديدة ، عنوانه رفض أي محاولة لإعتبار ترؤس الحريري للحكومة إلزاما للسعودية بدعم هذه الحكومة ، وقالت المصادر أن ما تصفه المصادر المقربة من الحريري بالخيارات المفتوحة ، بين الإعتذار والنجاح بتشكيل حكومة ، وبقاء الأمور على حالها ، ليس تعبيرا عن شعور بالراحة السياسية بل بالهوامش التي تضيق أمام الحريري ، خصوصا إذا بقي على سقوف متشنجة ف يمقاربة الملف الحكومي ، الذي يمكن حلحلته ببعض المرونة المتبادلة ، فيما يخص كيفية تسمية الوزيرين المسيحيين اللذين لا تشملهما تسمية المرجعيات النيابية والسياسية ، لأن الإعتذار سيصيب الحريري أكثر من معارضيه الذين ينتظرون الإعتذار ويراهنون على إنفتاح سعودي للمشاركة في تسمية البديل ، وسيكون وضع الحريري صعبا ، وسيكون أشد صعوبة إذا ذهب لتحريك شارعه في ظروف سيتهم فيها خارجيا وداخليا بالمسؤولية عن أخذ لبنان إلى الفوضى ، بينما إبقاء الوضع على حاله سيضعه في أزمة متصاعدة مع الفرنسيين ، خصوصا أن مخارج واقعية يمكن إيجادها وفقا لمساعي فرنسية يتشارك فيها مع باريس رئيس مجلس النواب نبيه بري ، لإقناع الحريري بالعقلانية والواقعية ، وتحميل فريق رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر مسؤولية الفشل إذا لم يتم التجاوب مع هذه الحلول .
في مشهد المنطقة تتجه الأنظار نحو الداخل الفلسطيني مع إحياء يوم القدس ، في ظل تحضيرات وتهديدات وجهتها الفصائل الفلسطينية لجيش الإحتلال ، ومن المنتظر أن يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم في كلمة مخصصة للمناسبة ، بعدما كانت له مشاركة في إحياء لقادة محور المقاومة تحضيرا لفعاليات يوم القدس ، قال السيد نصرالله خلالها ، أن كيان الإحتلال إلى زوال وأن مشاريع التطبيع لن تحميه ، وبالمقابل فإن محور المقاومة صاعد ويزداد قوة وحضورا ، بينما تتراجع محاور خصومه .

 

2021-05-06 | عدد القراءات 1477