لبنان وإحتمالات الحرب
كتب ناصر قنديل
- ليس الوقت الآن للدخول في نقاش الفرضيات التي يمكن أن تجعل لبنان أمام خطر حرب مع كيان الإحتلال ، فالمناورات التي أعلن جيش الإحتلال تجميدها كانت مناورة إستعداد لحرب على لبنان ، والذين لا يشاركون في برامج الترويج للسياسات المعادية للمقاومة يعرفون أن إحتمال الحرب قائم دائما عندما تعتقد قيادة الكيان أن إحتمالات الخروج من الحرب دون خسائر وجودية صارت بمتناول اليد ، وأن الذي يمنع ذلك هو ما تملكه المقاومة من قدرة ردع وليس أي سبب آخر يقع في حسابات السياسات الدولية والإقليمية .
- هذه المرة عندما تصل المواجهات في فلسطين إلى فشل كبير لجيش الإحتلال ويبدو أن صواريخ المقاومة في غزة ، ترافقها إنتفاضة في الضفة والأراضي المحتلة عام 48 ، وثبات المقدسيين وبسالتهم ، وأن عمليات المقاومة عادت الى أيام مجدها السابق في عمق الكيان ، وأن الطريق الوحيد لوقف المواجهات هو تسوية مذلة تقوم على التسليم بحرمة المسجد الأقصى والإمتناع عن مسار تهويد القدس الشرقية وإخلاء المنازل من أهلها لتسليمها للمستوطنين ، سيخرج من يقول في قيادة الكيان أن الأفضل هو توسيع دائرة المواجهة لإستدراج العالم لفرض تسوية أشمل تضيع في قلبها التنازلات الخاصة بالقدس ، وسيكون لبنان هو الوجهة الطبيعية للحرب ، وسيحدث الشيئ نفسه غذا تمكن الكيان من قمع المقاومة والإنتفاضة وإجهاض قدراتهما على فرض وقائع جديدة ، فعندها سيتوجه جيش الإحتلال نحو لبنان ليصرف أرباحه في تثبيت قواعد إشتباك جديدة ، وستقع الحرب .
- في ظل الإهتراء السياسي والإقتصادي الذي يعيشه لبنان ، من حق اللبنانيين الذين يعرفون مقدرات مقاومتهم ويثقون بأهليتها لتدير المرحلة بحكمة وشجاعة ، أن يسألوا كل المتعاطين في السياسة ماذا يفعلون ، وما هي مسؤولياتهم تجاه بلدهم في لحظة مصيرية كهذه ، وهل تستحق العناوين التي ينقسمون حولها أن يكون البلد في حال فراغ ، وهل سيبقى من عناوين خلافاتهم شيئ له قيمة عندما تقع الحرب أو عندما تنتهي ؟
- هل يتحرك المسؤولون في بلدنا بحس المسؤولية ليكون لبنان على قدر من الإستعداد لمخاطر لا تبدو مجرد تكهنات ؟
2021-05-11 | عدد القراءات 1934