توازن الدم والدمار يتحقق للمرة الأولى كتب ناصر قنديل

توازن الدم والدمار يتحقق للمرة الأولى

كتب ناصر قنديل

- منذ قيام الكيان بإغتصاب فلسطين وبدء المواجهات الشعبية والرسمية نجح الكيان بما لقيه من دعم تسليحي وحماية قانونية بجعل توازن القوى مختلا بقوة لصالحه ، بحيث انه حتى في المعارك التي ربحها العرب كانت كلفتها خسائر في الدم والعمران على العرب أكثر مما هي على الكيان ، فكيف عندما يخسرون ؟

- عندما بدأت المقاومة تشق طريقا جديدا يعدل موازين القوى التي إنتهت بإلزام كيان الإحتلال على سحب جيشه من جنوب لبنان ، وتوجت بإنجازات بحجم إنتصار تموز 2006 ولاحقا عندما نجحت المقاومة في فلسطين بإنتزاع تحرير غزة وبعدها بصد العدوان عليها ، كان توازن الرعب الذي خلقته قوى المقاومة غير متوازن ، فهو قائم على خوف الكيان من الحرب لما تسببه من تداعيات في جبهته الداخلية تعتبر الحرب عبثا لامبرر له ، وترى أكلافها قد فاقت أرباحها المتوقعة ، لكن كل هذه المواجهات التي إنتهت بغير صالح الكيان في لبنان وفلطسين بقيت أكلافها بالدم والعمران على اللبنانيين ولفلسطينيين أعلى بكثير من كلفتها على الكيان ، حتى أن بعض المناوئين للمقاومة في لبنان وفلسطين كانوا يتخذون هذا الفارق الهائل في الخسائر لتشكيك بحقيقة النصر .

- قدمت المواجهة الدائرة حاليا في فلسطين صورة مغايرة ، فبالإضافة لتوازن الرعب وتوزان الدرع ، وما ينتج عنهما من خوف من التورط في الحرب ، بحساب الخسائر والجدوى ، تحقق لمرة الأولى نوع من التوازن في الخسائر بالدماء والعمران ، فالخراب الذي يصيب غزة هائل لكن الخراب الذي يلحق بمدن الكيان ليس بقليل ، وعدد الشهداء والجرحى في غزة كبير لكن عدد قتلى وجرحى الكيان ليس مسبوقا في مواجهات مماثلة ، والضغط النفسي على الفلسطينيين فوق قدرة التحمل لكن الضغط الموازي الذي يعيشه المستوطنون يصيبهم بالذهول .

- للمرة الأولى يمكن القول أن الحرب باتت مكلفة على الكيان بحجم الدماء والدمار الذي سيدفعه الكيان من التورط فيها ، وان هذه الجولة من المواجهة التي تشهدها فلسطين محكومة بتوازن جديد في إستمرارها وفي نضج توقيت توقفها .

2021-05-13 | عدد القراءات 18570