غدا سيقول السوريون في لبنان كلمتهم كتب ناصر قنديل

غدا سيقول السوريون في لبنان كلمتهم 

كتب ناصر قنديل

- تفتح أبواب السفارة السورية يوم غد الخميس أمام السوريين المقيمين في لبنان والنازحين اليه للمشاركة في الإنتخابات الرئاسية ، ولم تعد المشاركة الكثيفة مفاجأة كما كانت عام 2014 ، بمقدار ما تشكل إستفتاءا على العودة الى سورية هذه المرة ، فسورية التي خاضت لعشر سنوات حربا ضارية بين مشروعين كبيرين ، بدا أنها في ضفة تختبر مشروعا يقوم على تقسيم سورية وإقتسامها ، وتغييب فكرة الدولة عن مستقبلها ، وتركها طعما للفوضى والإرهاب والإحتلال ، وبالمقابل ضفة فيها مشروع دولة موحدة وسيدة يرمز إليها رئيس وجيش وتضحيات جسام .

- مهما  حاول أعداء سورية إخفاء الحقائق فهم لا يستطيعون إنكار الفارق بين الغياب التام للهوية السورية عن المشروع المناوئ للدولة ، مقابل مشروع دولة  حمله الرئيس بشار الأسد وجسده الجيش السوري ، بحيث بقيت الدولة السورية بهويتها محورا فاعلا في شبكة التحالفات التي أقامتها لمواجهة المشروع المقابل ، الذي طغت عليه هويات أجنبية ظهر السوريون فيها  كخدم وعبيد للأجنبي وحروبه على تعدد هوياته  ، أو مجرد وقود لعمليات القتل والذبح ، أو مرتزقة للقتال في أي مكان يتم تصديرهم اليه ، بينما بقي غير السوريين الذين وقفوا مع الدولة السورية من دول وحركات مقاومة ، حلفاء  لدولة يحترمون مؤسساتها وحساباتها وهويتها ، وليس أبسط من دليل على ذلك عجز المشروع المناوئ للدولة السورية عن صناعة زعامة مناوئة للرئيس بشار الأسد يجتمع خصومه حولها وتتجرأ على منازلته في صناديق الإقتراع ، رغم ما يمكله هؤلاء الخصوم من فرص تفوق مالي وإعلامي ، وقدرة على فرض رقابة دولية على صدقية الإنتخابات ، التي هربوا منها تحت ذرائع واهية ، سترا لفضيحة غياب القدرة على المنافسة وتقبل نتائجها .

- في لبنان دب الذعر في نفوس الذي راهنوا على سقوط سورية مع مشهد المشاركة الشعبية السورية في إنتخابات 2014 ، وستكون إنتخابات 2021 تأكيدا لهذا المشهد ، ولكن بصورة أشد تنظيما ، وستكون إستفتاءا للسوريين على العودة الى سورية ، في ظل دولة تضمن أمنهم وتقدم لهم الخدمات ، وترعاهم بعد عذابات النزوح ، وإذلال الإستغلال ، والرئيس بشار الأسد رمز لهذه العودة الكريمة  ، واللبنانيون الذين يجمعون على وجود مصلحة لبنانية بوجود دولة سورية قادرة على رعاية العودة للنازحين ، وقادرة على ملاقاة الدولة اللبنانية بخطط مشتركة لضبط الحدود والتعاون الإقتصادي وترسيم خرائط النفط والغاز ، أصحاب مصلحة بتشجيع أوسع مشاركة سورية في هذه الإنتخابات كعلامة على عودة التعافي الى سورية ، فيما تفتح سفارات سورية في عدد من الدول العربية وغير العربية أبوابها للإنتخابات للمرة الأولى ، بعدما سلمت حكومات هذه الدول بما تمثله الدولة السورية من مشروع وحيد موجود على طاولة مستقبل سورية ، فرض وجوده وحضوره بقوة الإنتصارات والتضحيات  .

2021-05-19 | عدد القراءات 1396