ماذا لو بقيت الحرب حتى كلمة نصرالله ...او تخطت شهرها الأول ؟ كتب ناصر قنديل

ماذا لو بقيت الحرب حتى كلمة نصرالله ...او تخطت شهرها الأول ؟ 

كتب ناصر قنديل

- تكشف الإتصالات التي رافقت المساعي الأميركية لوقف النار في غزة ، أن سؤالين أميركيين كانا على طاولة النقاش الدائر مع المستويات السياسية والعسكرية في كيان الإحتلال والتي تولاها كل من الرئيس جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن ووزير دفاعه لويد اوستن ، ويطال السؤال الأول كيفية تصرف قادة الكيان إذا ما تواصلت الحرب لموعد الإطلالة التقليدية للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد التحرير في 25 أيار ، أما السؤال الثاني فهو ماذا سيكون عليه الحال في 10 حزيران ، أي عندما ينقضي شهر على اندلاع الحرب ؟

- توضح المصادر التي وصلتها بعض وقائع الإتصالات الأميركية بقادة الكيان ، أن التوقعات الأميركية كانت ترتكز على توقعات  تقول أن كفاءة القبة الحديدية ستتراجع كلما طال أمد الحرب وأن مخزون غزة الصاروخي تجاوز خطر الإصابة ولن يتعرض للنقص الخطير ، وبالتوازي فإن احتمال لجوء حزب الله الى تنفيذ وعده بعملية انتقامية ، وجعلها موجهة تلزم جيش الإحتلال بالرد ، قد تكون إحدى سيناريوهات دخوله الحرب ، أما مرور شهر على الحرب فسيفتح الباب لتحول 10 حزيران إلى يوم أسود بالنسبة للكيان مع خطر دخول قوى محور المقاومة بقيادة إيران في الحرب ، ولذلك فإن المسارعة للخروج من الحرب بلا أوهام تحقيق مكاسب يشكل الإستجابة المطلوبة للمخاطر .

- يدرك الأميركيون حجم المخاطر الذي ينتظر الكيان مع نهضة محور المقاومة من جهة وتحكم التطرف بخيارات الكيان من جهة أخرى ، بخضوع المستويين السياسي والعسكري لقطعان المستوطنين بخلفية اللعبة الإنتخابية ، ولذلك فإن واشنطن التي كان قرارها الإبتعاد عن تبني أي مبادرة لحل الصراع حول فلسطين ، وجدت نفسها أمام ضرورة التورط مجددا والانخراط في طرح المبادرات ، فصفقة القرن التي ولدت ميتة تم دفنها مع أنقاض المباني التي دمرتها الحرب ، وحملات التطبيع التي تباهى بها قادة الكيان ظهرت هشة وتافهة وسخيفة ، بقياس التحديات التي يطرحها النهوض الفلسطيني المستند الى صعود محور المقاومة .

- سيتحرك الأميركيون على خط العودة لتوصيات بايكر هاملتون ، كما يفعلون في التعامل مع الملف النووي الإيراني ، وكما سيفعلون في سورية ، و سيجدون أن العودة لدولة على أراضي العام 67 عاصمتها القدس الشرقية ، وتكريس حق العودة للاجئين ولو مؤجلا وعلى مراحل ومحاولة استبداله بالتعويض ، خيارات لامفر منها ، لكنهم سيكتشفون ان دونها حربا اهلية يهودية يهودية يخوضا المستوطنون والمتطرفون بلا هوادة ، تسابقها انتفاضة فلسطينية تشاركها عمليات المقاومة ، في ظل الحضور الوازن لسكان الأراضي المحتلة العام 48 ، واستحالة شمولهم بأي حل تفاوضي ، وسيجدون أنفسهم في سباق بين حربين ، دون خارطة خروج تضمن تفادي احداهما .

- مشكلة الأميركيين كما كان يقول المفكر الراحل محمد حسنين هيكل انهم يدركون الحلول مبركا لكنهم يبقون يسعون لتفادي كلفتها بالبحث عن بدائل يتوهمون قدرتها على النجاح ، وعندما يحزمون أمرهم لفعل ما يجب يصلون متأخرين . 

2021-05-22 | عدد القراءات 1542