قبيل منتصف الليل يبدأ الصباح بتجميع حزم الضوء ليصير صباحا وقبيل منتصف الليل يستجمع البرد حبيبات الندى لتتكور لسع نحل في الأجساد و قبيل منتصف الليل تتشكل نواة حبات الكماة في دير الزور ....
لكن قبيل منتصف الليل كان جنيد أحمد خيال مدفعية دير الزور يستجمع بطولات الشهداء ليصير شهيدا و يرتقي من رتبة رائد الى رتبة شهيد حيث الشهادة لا تراتبية فيها فيصير الامام الحسين والحاج عماد و سجل شرف طويل مجرد رفاق ....
قبيل منتصف الليل تجيئ رؤيا الموت والدم فتراها الام والاخت لكن يزهر الياسمين في عيون الشهداء وبوح انفاسهم يصير طيبا و فرح عطر لا ينقطع بانقطاع النفس تجتهد الام والاخت والزوجة من يواسي من ويجتهد الاب والشقيق في تنفيذ الوصية زغردن منع عليكن البكاء وزميلتنا الدكتورة رأفات احمد شقيقة الشهيد تقول خجلت من نفسي ان اميز بينه وبين الشهداء الذي يرتقي من بينهم كل يوم ابطال تخرج الامهات فنتعلم دروسا في الوطن فهل اقول استشهد اخي وكل الشهداء اخوتي او اقول اريدكم معي وانا انتدبت نفسي لتدريب الاسر على كيفية التعامل مع نبأ إستشهاد عزيز كاول درس في علم نفس تلقي الصدمات ....
الصباح كان حزينا يومها منذ أسبوعين ولم نعلم الا امس لان سوريا تخجل التعريف عن شهدائها كحزن ومأساة ولأنه مصدر فخر فيجب ان تعرف وحدك وتبارك ، سالت الصباح هل اعرف الشهيد فقال ان رسائل دير الزور التي كان تصلك لبرنامج ستون دقيقة الذي ادمتنت حامية دير الزور ومطارها على متابعته كان يرسلها الشهيد بالنيابة عن زملائه ..
تذكرته وتذكرت شقيقته الزميلة الغالية الدكتورة رافات لكنني تذكرت انه بالنيابة عن زملائه راسلني وبالنيابة عن زملائه إستشهد ...
صباح الخير لكم ايها الشهداء ...
صباح الخير لامهات واخوات وزوجات تليق بهن الشهادة فتسشتهد شهادة ابنائهم كي لا يقال ان ثمة مراتب بالقربى بين الشهداء والناس او فيما بين الشهداء أنفسهم فكل الشهداء أخوة وكل الشهداء أخوتي وكل الشههداء بالنيابة عن زملائهم يستشهدون وكل الناس زملاؤهم فالبنيابة عنهم يستشهدون ...
لهم تحية الصباح
2014-12-20 | عدد القراءات 2602