ملايين السوريين من حلب الى دمشق والساحل يفوضون الأسد قيادة الإعمار بعد التحرير
الأسد من الغوطة :الإستحقاق تتويج للتحرير...وشعبان : تطورات إيجابية قريبة مع الرياض
نصرالله يرسم معادلة الردع التاريخية : المساس بالقدس يعادل حربا إقليمية تنهي الكيان
كتب المحرر السياسي
كشفت مصادر على صلة بالملف الحكومي ل"البناء" وجود تقدم نوعي على مسار حلحلة العقد التي شكلت عائقا أمام تأليف الحكومة ، وتوقعت المصادر ان تشهد اليام القليلة القادمة إختبار جدية هذا التقدم بعد معاودة الرئيس المكلف سعد الحريري نشاطه من بيروت ، مشيرة الى ان مشاورات بين التيار الوطني الحر وحزب الله من جهة ، وبين حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة أخرى ، قد نقلت أفكارا جديدة يمكن أن تسهم في بلورة فرص الحلحلة المنشودة ، بإنتظار أن يتم التداول بهذه الأفكار وأفكار أخرى أعدها الرئيس بري ، مع الرئيس الحريري الذي أبلغ قبيل عودته الى بيروت انفتاحه على مساعي الحلحلة وصولا لتقديم تشكيلة حكومية متكاملة من 24 وزيرا ، عندما يتأكد من أن الطريق بات سالكا نحو ولادة الحكومة ، كما قالت مصادر مقربة من الحريري .
المصادر المتابعة للملف الحكومي رأت في المشهد الإقليمي حافزا لتسريع مسار ولادة الحكومة ، فسورية التي شهدت طوفانا بشريا بالملايين التي ملأت ساحاتها وشوارعها ، وامتد نهرها المتدفق من الشمال الى الجنوب ، وصولا الى الساحل ، حيث فاضت المدن بسكانها ، وشهدت صناديق الإقتراع حشودا لم تشهدها في محطات مشابهة من قبل ، بحيث بدا المشهد أقرب لعرس إحتفالي عبر خلاله السوريون عن فرحتهم بإنجازات الجيش السوري ، وما تحقق من تحرير بقيادة الرئيس بشار الأسد ، الذي مارس حقه الإنتخابي من غوطة دمشق ، معتبرا أن الإستحقاق الإنتخابي جاء تتويجا للتحرير ، ورأت مصادر دبلوماسية في نتائج هذه المحطة الدستورية السورية نقطة إنطلاق لتطورات داخلية وخارجية تستعيد معها سورية مكانتها ودورها الإقليمي ، معتبرة أن السوريين يفوضون الأسد قيادة مرحلة الإعمار بعدما أنجز عمليا الجزء الرئيسي من مرحلة التحرير ، كما قال الأسد خلال الإدلاء بصوته من مدينة دوما التي إختارها لرمزيتها خلال الحرب ، لتوجيه رسالته حول العلاقة بين الإستحقاق الرئاسي والتحرير، وكان ملفتا تزاوج الإتسحقاق الرئاسي مع نضج المساعي العربية والدولية للإنفتاح على الدولة السورية رغم صدور بيانات تبدو موجهة نحو فصائل المعارضة لإرضائها أكثر مما تعبر عن سياسات اصحابها الذين تزور وفود تمثلهم دمشق بإنتظام ، ويستعدون لفتح سفاراتهم المغلقة منذ عشر سنوات في سورية ، وفي السياق ذاته علقت مستشارة الرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان على مشاركة وزير السياحة السوري في مؤتمر في الرياض بتوقع خطوات إيجابية قريبة بين الرياض ودمشق.
المشهد الإقليمي الذي شكلت الإنتخابات الرئاسية السورية وما يرافقها ركنه الأول ، شكلت الحرب التي حملت نصرا فلطسينيا تاريخيا ، ركنه الثاني ، وجاء كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في عيد التحرير والمقاومة ليشكل ركنه الثالث ، راسما المعادلة التاريخية للردع التي تتوج كل معادلاته السابقة ، مع وضعه مستقبل القدس في عهدة محور المقاومة ، وإعلانه التحضير لمعادلة جديدة لمحور المقاومة قوامها ، كل إستهداف للقدس يعني حربا إقليمية ، والحرب الإقليمية ستعني نهاية الكيان ، وفقا لما أظهرته الحرب من نتائج تتصل بضعف الكيان وهشاشة قبته الحديدية أمام صواريخ المقاومة في غزة ، بما يسمح بالقول بمالقارنة بما لدى قوى المقاومة ودولها من مقدرات ، بإنهيار الكيان في أي حرب شاملة .
2021-05-27 | عدد القراءات 1500