كيان الإحتلال في مواجهة شعوب العالم
كتب ناصر قنديل
- قبل عقود قامت عصابات المستوطنين بأكبر عملية إجرامية في الترايخ بقتل وتهجير شعب بكامله خارج أرضه ، لكنها حظيت بتفهم وحماية شعوب العالم وحكوماتها ، فقد كان الإعلام الحكومي المصدر الوحيد للمعلومات ، وكان الغرب منخرطا بقوة الدفاع عن قيام كيان الإحتلال في فلسطين أملا بدوره المتقدم في مواجهة حركة التحرر في المنطقة ومنعا لقيام اي نهضة توحدها وتحقق استقلالها ومصالحها ، ولعب استغلال الهولوكوست او ما عرف بالمحرقة اليهودية للتغطية على كل جرائم المستوطنين وتبرير سيطرتهم على فلسطين .
- خلال العقود الماضية كان هذان العاملان في تراجع مطرد ، فقيمة الكيان في خدمة مشاريع الهيمنة كانت تتراجع أمام صعود قوى المقاومة ، وسطوة السيطرة على الإعلام ومصادر المعلومات كانت تتراجع هي الأخرى ، وخلال هذه العقود كان ثمة شيئ آخر يتراجع ايضا وهو الصورة المزورة التي جرى تعميمها حول الكيان كدولة مدنية متحضرة ، يواجه مجموعة من الشعوب المتخلفة الجاهلة الغارقة في بداوة تجمع الجهل والدموية ، وتظهر تدريجا صورة الكان الحقيقية حيث واجهة سياسية أنيقة تتقدم بنية كاملة يحكمها مستوطنون متوحشون متطرفون هم نسخة من تنظيم داعش الذي أريد له ان يبدو كنسخة تمثل شعوب المنطقة ، بينما برزت أجيال متعلمة ومنخرطة بالتقنيات والعلوم من الفلسطينيين داخل فلطسين وخارجها متمسكة بهويتها وقد بذلت جهودا مثابرة على التعريف بهويتها .
- ما يجري اليوم هو إنفجار مركب لهذه العناصر ، فقد ضاق العالم ذرعا بكيان المستوطنين وأكاذيبهم وجرائمهم ، وسقطت الكثير من اسباب تمسك حكومات الغرب بصورة عملياء للدفاع عنهم ، وصارت كلفة هذا الدفاع داخل بلدان الغرب وفي المنطقة أعلى بكثير عن وهم الخدمات التي يمكن للكيان أن يؤديها ، وصبحت وسائل التواصل الاجتماعي مصادر معلومات خارج نطاق سيطرة الحكومات والمؤسسات الخاضعة لسيطرة لوبيات تحركها المصالح الغربية الداعمة لكيان الإحتلال والاستيطان ، ونهض الفلسطينيون بجيل جديد يتقن كيفية خوض معاركه خارج علب الأحزاب والفصائل ، وظهرت مقاومة فلسطينية ذكية وشجاعة تعرف كيف تدير معاركها وحروبها وتكشف وهن الكيان وضعفه وتراجعه .
- ما يجري اليوم هو تغيير جذري في معادلات الصراع يصعب اعادته الى الوراء ، وكما في هذه الجولة توزات خسارة الكيان في الميدان مع خسائره في السياسة ، وكما وقف عاجزا عن الإختيار بين مواصلة حرب ميؤوس منها وبين تسويات تقوم على التخلي عن موقع الإستيطان في بنيته وتكوينه ، ستحمل كل الجولات القادمة ، المزيد من هذه الخسائر وهذا العجز ، وقد تجاوز الفلسطينيون عنق الزجاجة ودخلوا عصر الإنتصارات .
2021-05-28 | عدد القراءات 1583