حديث الجمعة مع صباحات ناصر قنديل

مقدمة 
حديث الجمعة هذا الأسبوع رغم تدفق الأحداث العظيمة التي تفيض بها الصباحات انتصارات من فلسطين الى لبنان وسورية ، تتسع الصفحة لبعض المشاركات التي تعطي الحديث نكهة مميزة ، وفي المشاركات بعض من نبض الحب والغزل والوان الحياة والثقافة ، لتزهو الصباحات بنبض النصر وحضور القضايا الكبرى ، وتتجلى نصوصا تحاكي باللون والكلمة الأيام التاريخية التي تعبرها بلادنا وتكتب فيها صفحاتها المشرقة 

 

صباحات
27-5-2021
صباح القدس للسيد وبحة الصوت الظاهرة والغصة بالدمعة اليمنية ، لحظة وجدانية غامرة من العشق والرفعة والإنسانية ، والقدس حاضره الأكبر ، لها هو الأشتر ، وللقدس معادلة جديدة تجيب على اسئلة معلقة ، خارج الكلمات المنمقة ، وصباح القدس للشام تصحو وتنام ، وترسم صفحة المستقبل الأجمل ، تحت عنوان الأمل بالعمل ، وتبايع بشارها مواصلة المسيرة ، بعد أيامها العسيرة ، تتويجا لنصرها احتفالا بعرسها بعدما سدد مهرها واشترت فرح حاضرها بتضحيات أمسها ، وتباهي الكون بقائد الإنتصارات ، رئيسا لا يهاب العاتيات ، لاعب الموت وانتصر ، وتجاوز المطبات والأفخاخ والحفر ، وبين النيران شق لها ألف معبر ، وها هي في بر الأمان تعبر المخاطر ، رغم الكيد والمكر والف متآمر .
في أيار صار عيد النصر والمقاومة بدلا من اتفاق العار ، وفي ايار صار عيد الحرب في غزة مصدرا للعزة بدلا من يوم التقسيم وارثه السقيم ، فالتاريخ يكتبه المقاومون وفيه لهم الحضور ، ويبدلون فيه موقع الأيام والشهور، فتحل أيام النصر مكان الهزيمة ، وتثبت الأمة التي أهانوها أنها امة عظيمة ، وان شعوبها أهل للنصر والفخر ، متى امتلكت العزيمة ، ولما لبنان وفلسطين وسورية ،  تظهر انها على الكسر عصية ، تنهض الأمة للمنازلة ، ويخشى العدو الحرب الشاملة ، وقد جاءه السيد يعدل المعادلة ، ويغير قواعد الإشتباك ، بعدما اقفل المقاومون على الكيان الدخول من الباب وخطة الفرار من الشباك ، وصار نهاره ليل سديم ، امام الصبر العظيم ، وما أعدته المقاومة من عدة لحرب طويلة المدة ، حيث لا قبة تحميه ، وقد استعد الجمع ليلاقيه ، في منازلة شاملة ، لا مناص حاصلة ، مهما تبرم وتقلب ، وتملص أوتهرب ، فالقدس أقرب ، شعار المرحلة للحرب المؤجلة ، مهما جاء الأميركيون بمناورات ، ومبادرات ، فالحرب لا ريب آتية ، والريح عاتية ، والدم دين سيسدد ، والنصر مسدد ، والمسألة تنتظر توقيتها ، في لحظة لا يمكن تفويتها ، عندما تأزف الساعة ، ستقاتل القناعة ، وتقاتل الروح ، وسيشهد العالم كيف يكتب التاريخ ، وتنهمر الصواريخ ، من الشرق والشمال والغرب والجنوب ، وكيف تخاض الحروب ، ويقاتل الشهداء ، وتقاتل الأرض والسماء ، والبشر والحجر ، ولن يكون لهم الا البحر  ممرا ، او مستقرا ،  ليعودوا كما جاؤوا ، سواء أبوا ام شاؤوا ، فالساعة آتية لا ريب فيها ، ربما في حزيران او في تشرين ، فليتهيأوا لمعانيها ، ومعهم كل المراهنين والمطبعين والمنافقين ، فقد اشتاقت العيون للقدس كما يشتاق الحبيب ، بانتظار العرس ، وان غدا لناظره قري
25-5-2021
صباح القدس ليوم النصر في ايار صباح ممتد على مدى الليل والنهار ، صباح يعد بسنوات القهر ويجلوه نور الفخر ، وتعلوه صيحات تحرر الأسرى ، يتردد صداه في المسرى ، وكلما قلنا انتفاضة الأقصى تذكرنا العيد في بنت جبيل ، وكلما صبحنا أمسى قلنا آن ان ينتهي هذا الليل ، فالقدس هي الوجهة الحتمية لكل مقاوم ، واللبس موجود فقط في عقل المساوم ، ومنذ مطلع الألفية شباب جيل جديد يحملون راية القضية ، جيل مبدع غني بثقافة التقنية ، جيل متمرد على كل الاساليب التقليدية والانتماءات الفصائلية ، وجيل ممتد الى العالمية ، ببساطة الحق والباطل ، يحاور ويجادل ويقاتل ، جيل يؤمن بحقه المطلق ، وليس عنده باب جامع مغلق ، فلكل مشكل حل ، واصل الدود في الخل ، وهذا الجيل قد قرر ان القدس هي المحور ، ليس لأنها قضية الأوقاف ، فالقضية في حق انسان يتحرر وحق انسان لا يخاف ، والقدس في الشيخ جراح وحي العمود ، قضية حق مستباح ووجود ، وليس مهما عنده فكرة الدولة ، ولا نظرية الجولة ، فالقضية التي لا تتسع للرملة واللد لا تعنيه ، لأن الحدود هي حدود كرامة الإنسان ، وهي حدود لا تقبل النسيان ، ومثلها قضية العودة وكل حق مهدور ، وعلى الساسة ايجاد طريق تسوية الامور ، اما النضال فعليه اثارة القضايا وتحديد العناوين ، والحلول التي لا تتسع للقضايا ساقطة بحكم مبدأ التعيين ، هكذا تتحرك الأفكار هذه الأيام ، وينتظم حولها الشباب ويتفاعل ، فالنقاش لا يبدأ بالممكن والمستحيل ، ولابمشروع متداول ، او  بالحلول المتداولة ، فالقضية عند هذا الجيل ترفض مبدأ المقاولة ، وقد تلاقى جيل الألفية في العالم حول حق فلسطين لأنها قضية الإنسان ، والحق المجرد ، بالأبيض والأسود ، واحسن الجيل الجديد طرح المسألة في لحظة فاصلة ، فتفجر كل جيل الألف الثالث على نداء الحق الضائع ، وصارت قضية كل شباب العالم ، وتلاقت القضية في المسامع ، مع نهضة محور مقاوم ، فكانت الحرب والجولة الأولى ، لقاء في الدرب بين الخطوط ، وعلى اللاعبين في السياسة وعباقرة التخطيط أن يفكوا ارتباط الخيوط ، بين مقاومة قضيتها كل فلسطين ، وجيل قضيته كل الانسان وكل انسان ، وكلمة السر في حيفا وفي يافا وفي الرملة ، فما الحل الذي يبدأ من هناك ، تلك قضية بلينكن وبايدن في هذه الجولة ، والشباب جاهز ليعيد الإشتباك ، والمحور جاهز لجولة جديدة تظهر البأس الشديد ، من جديد ، ففكروا بحل غير فكرة الدولة ، وتساءلوا عن جوهر أزمة الكيان والاستيطان ، قبل ان تتوهموا ان الإعمار يشكل الجواب ، أو تصدقوا ان التفاوض علة الأسباب ، فتلك هموم واهتمامات الهوامش الطفيلية وليست جوهر القضية ، فالحرب في أصلها لها عنوان ، هو الانسان والهوية والذاكرة والنسيان ، ومنذ ايار التحرير في بنت جبيل قال السيد وسمع الشباب ، ان الحق لا يموت ، وان الكيان اوهن من بيت العنكبوت ، دمروا ما شئتم من بيوت فلن تتغير الحقائق ، لا بموج تطبيع منافق ، ولا بتجنب الحقيقة ، فأنتم في زمن الصواريخ الدقيقة ، وستبقى القضية معلقة كحبل المشنقة حتى يعود الحق الضائع وليس هناك حق مائع وجزاء الصبر العظيم نصر أعظم ومن صبر تعلم
24-5-2021
صباح القدس ليوم مشهود ، يوم برائحة البارود ، يوم انقلاب الصورة ، وبدء مسار جديد ، يوم انهزم المحتل للمرة الأولى ، ففقد حضوره ، وفل الحديد الحديد ، وتحرر الجنوب من الناقورة الى حولا ، والجيش الذي كان لا يقهر قهر تحت الأضواء ، وظهر جنوده أذلاء ، وظهر الإذلال على العملاء ، وتطهرت الأرض من رجس المحتل ، وتصحح الميزان المختل ، وللمرة الأولى سقطت معادلة عمرها منذ ولادة الكيان ، بأنه قدر لا يهان ، فمتى قرر الحرب فاز بها ، ومتى احتل الأرض صار صاحبها ، فجاءت المقاومة تحفر الجبل بإبرة ، وفي سنوات تكتب العبرة ، ان الشعب اذا اراد الحياة فلا بد للقيد ان ينكسر ، وان المقاومين الحفاة اقوى من كل جيش منتصر ، وان النصر صبر ومثابرة ولو اسميت المقاومة مغامرة ، وان الحرب علم له أصول في مدرسة المقاومين وليس فعل مجانين ولا ضربة حظ أو فطرة قد تصيب لمرة ، فالحرب فكرة ، وبالفكر رسمت لها طريق محسوبة ، وخطط مكتوبة ، ورصدت لها دماء وسار عليها شهداء ، وقدمت فيها تضحيات ، وقادها عباقرة ، يستحقون المفاخرة ، غيروا قوانين الحرب على مقاس شعوبهم ، واحسنوا اختيار دروبهم ، فكان النصر في أيار ، وكان الرد على أيار وحزيران ، فالنكبة والنكسة معادلتان لما سمي بحق القوة ، ونصر التحرير رد اعتبار لقوة الحق بالقوة ، فلا قوة للحق بلا جيش يحميه ، وبلا ثبات ، والحق الذي لا يحتاج الى اثبات يحتاج الى التضحيات ، فلن يسلم اللصوص بالحق لما تقول النصوص ، هكذا قالت فلسطين ، وهكذا علم الجنوب ، وهكذا قالت حطين وهكذا علم الحروب ، وقد علمنا الذين استشهدوا والذين اسروا والذين عبروا والذين بقوا والذين استحقوا ، ان الطريق محتوم النصر ، وان الطريق محكوم بالصبر ، وان الطريق يوصلنا الى القدس وحيفا ، وان الحرب كطريق النمل خط موصول ، نعيده كل عام ، لا نرتاح عند الوصول ، ولا نغفو او ننام ، وان ما جرى في جنوب لبنان قابل للتكرار في الميدان ، وهكذا كانت غزة ، وهكذا صار للمقاومة محور ، وصارت القدس أقرب ، وهكذا تنال العزة ، وهذا المحور يتطور ، ماؤه من نفس المشرب ، نقية وفية مطهرة صادقة مظفرة ، وها نحن اليوم نحيي العيد بدل العيدين ثلاثة ، عيد للسيد وعيد للأسد وعيد لهما مع فلسطين ، فالنصر مرآة مقعرة ، يتكرر فيها مرارا ، ومنذ النصر في حطين والأمة مدمرة تنتظر كرارا 
23-5-2021
صباح القدس للنصر تجلى فانتبهوا ، وصباح القدس لزمن الهزائم قد ولى فلا تشتبهوا ، صباح القدس لأهل النصر وقد صاروا عرضة سباق ، والأفكار أيضا لها أسواق ، بضائع شتى باتت تتدفق ، وأسئلة حتى نرهق ، فانتبهوا ولا تشتبهوا ، فنصر الجولة الاولى ليس موضع تشكيك ، واستكمال النصر يحتاج مزيدا من التشبيك ، وهذا يكفي ، أما الذين يرسمون لنا المخاطر للتهويل ، ويجمعون كل شبهات الأرض بهدف التدليل ، ان النصر أيضا مؤامرة ، ويبدون الحرص علينا ، ويقولون ان ما نراه مجرد تظاهرة ، للإلتفاق على ما لدينا ، حتى  نصدق ان الجيش المحتل انهزم ليخدعنا ، وان اهل التطبيع ينتصرون ، واننا لا ندري وقد صار العدو في مخدعنا ، وكم هو جبار ما يخططون ، فذلك ليس الا تزوير للتاريخ ، لرد الإعتبار لمن هزمته الصواريخ ، والحديث عن تمويل الإعمار وما فيه من أخطار ، لنتخيل عدوا جبار ، ونرتبك وننهار ، وننسى من انتصر في الحرب ، ومن بدأ يتأقلم ويبحث عن درب ، وننشغل بالمخاوف ويقتلنا الحذر ، ونستشعر في كل حدث خطر ، ونتوه عن استثمار طوفان الاحداث المزهرة ، حتى يبدو ان الحرب كلها كانت مسرحية مدبرة وباعونا نصرا وهو مجرد مسخرة ، وقد فعلوا ذلك يوم التحرير ، وقالوا انسحب الاحتلال بحسن التدبير ، واعادوا الكرة في تموز العدوان ، وقالوا حجم الموت هو معيار النصر ، وكأن التاريخ يكتب بالنسيان ، ومتى كان افضل عيش في القبر ، فيعقدون لنا المسألة ويكثرون من الأسئلة ، فهل تثقون بحماس ، وهل يكفي حل الإلتباس ، وماذا عن الأتراك ولا زال في سورية الإشتباك ، وماذا عن قطر ومبادراتها مصدر خطر ، ولا تنسوا الجزيرة والاعيبها الخطيرة ، والجواب يا صناع النصر كالعادة ، ان ما نشهده ليس الأصل بل الإعادة ، فهذا ما كان في تموز العدوان ولم يأخذنا بعد النسيان ، ومثله كان في التحرير ، فالنصر جذاب للتزوير ، لكن الحرب عقول ، وقد انجزنا فوق المعقول ، فلا يعقل ان نواطير الكاز اقدر من شعب اليمن ، والا اين هم بمقياس الزمن ، واسطورة امريكا عقل لا يهزم  ، يكذبها مسار حروب لو نعلم ، فمنذ سقوط جدار برلين ، وهي تتلعثم بين نهاية التاريخ وحرب الحضارات ، والحصارات ، وها هي الصين تنهض وروسيا تتربض ، وإيران تتمرد ، والمقاومة تتمدد ، والا كيف انتصرت سورية ، وكيف ساد عليهم أسد الشام وقد جاؤوه بكل حشود اللئام ، وقد هزمت دواعشهم ، والشعب كاشفهم ، واين هي السطوة واين هي القوة ، واين القبب الحديدية ، ووهم السيطرة الأبدية ، فالأتراك مأزومون ، وعن فتات الدور يبحثون ، والخليج تائه في التهريج ، وأصل الجواب في الحساب ، هل لديهم حل للاستيطان ، هل يستطيعون ترك القدس والأقصى والشيخ جراح ، هل يملكون جوابا لتراكم نوعي في السلاح ، فالحذر مطلوب ، والإنتباه شرط النصر في الحروب ، لكن المبالغة تسبب جروحا بالغة ، وتشوش العقول ، وتخرب المحصول ، فيا صانع استثمر على النصر نصرا آخر ، واخرج للناس وتفاخر ، فأنت من الضعف صنعت القوة ، وردمت الهوة ، ودليل الامكان هو الوقوع ، وقد نهضت من الوهم والخضوع ، واطلقت مسار الحرب ، وسلكت نصف الدرب ، فاكمل ، وكما تخطيت الألغام ، وبنيت الأنفاق ، وجهزت الصواريخ ، اياك ان تنام ، وان يخدعك النفاق ، ولك التاريخ
22-5-2021
صباح القدس لنصرنا الآتي والنصر مسار صبر وتراكم ، في نصفه الأول تحمل للعاتيات وفي نصفه الثاني النصر تقادم ، والنصر في مسيرتنا الطويلة يقاس بالمحصلة ، كم اقتربنا وكم ابتعدنا وفقا للبوصلة ، منذ أربعين عاما عندما وقعوا ما اسموها معاهدة السلام واخرجوا مصر من جبهة حربنا ، واجتاحت جحافل الإحتلال لبنان وامعنت في ضربنا ، وطوقوا ايران واعلنوا الحرب عليها ، وهمشوا العراق واستعدوا لاسقاط روسيا ، واستنزفوا سورية ، وبقوا يخططون حتى توصلوا ، لإغراق فلسطين في مستنقع أوسلو ، وخلال عشرين عاما كانت تميل لهم الكفة ، وبالصبر والبصيرة نقلب الدفة ، فكان اول الانجاز هو التحرير في الجنوب ، وكان الرد عليه بمزيد من الحروب ، فاسقطوا العراق وجاؤونا في تموز ، وتهيأوا لاسقاط سورية ، وحاصروا ايران ، وها هي العشرين الثانية ، وقد عادت سورية بأسدها ، وها هو جيشها يستردها ، وها هو العراق سند قوي للمقاومة رغم اوضاعه العائمة ، وها هي المقاومة في لبنان سنديانة عتيقة ، قد امتلكت صواريخها الدقيقة ، وهذا اليمن السعيد يقول لفلسطين انا الصاروخ البعيد ، وايران صارت قوة ضاربة ، تقود جبهتنا المحاربة ، وفي الجولة الأولى لحرب فلسطين نسأل عن حالهم وعن حالنا ، هل تاهت البوصلة ، هل ضاعت الطرق الموصلة ، هل تفرق جمعنا ، هل تشوه وعينا ، هل ضعفت احلافنا ، هل تفرقت صفوفنا بخلافنا ، وبالمقابل من نقاتل ، هل لا زال جيش الإحتلال لا يقهر ، ام كلما بدا قويا تعثر ، وهل زادوا حليفا قويا ، ام اختاروا طريقا سويا ، ام كلما أنشأوا حلفا تفرق ، وكلما قرعوا دفا تمزق ، وها هي روسيا ناهضة والصين مفاوضة وايران مناهضة ، والاميركي يخرج من الإشتباك ، وهو في حال إرتباك ، يبحث عن فرص للتشبيك ويسميها بالتكتيك ، واللعبة واضحة وحلفنا لا يترك سانحة ، فيقول تعالوا نشبك ونحن أيضا نتكتك ، وفي لحظة فاصلة رادعة تقع عليهم الفاجعة ، فغزة وحدها تلقنهم الدروس ، واحلافهم كأم العروس ، وقبتهم الحديدية خرقة ممزقة ، ودول التطبيع على القلق معلقة ، والشعب في فلسطين يشحذ السكاكين ، والعروبة التي قالوا انها ماتت في العروق استفاقت ، والصحوة العالمية التي قالوا انها ضاعت في العولمة صارت معولمة ، فتعالوا نتخيل العشرين القادمة ، ونحن في مسيرة لا تساوم ، ترفع راية لمقاومة ، وتخيلوا حرب الشعب المقاوم ، فلا تفاوض ولا صلح ولا اعتراف ، بل تمتين وتصحيح للأحلاف ، وتصويب لكل خلاف ، وبناء المزيد من المقدرات وتعزيز للمعنويات ، وقادة يثبتون في الملمات ، وقلاع لا تهزها الأزمات ، والمحور الجديد يعرف ما يريد ، بالأنفاق والصواريخ يكتب التاريخ ، قادته عظام وخصومه اقزام ، وطريق التسويات حول فلسطين مقفلة ، والحروب على غيرها مؤجلة ، وبالقياس لما كان تخيلوا ما سيكون ، وثقوا اننا يا قدس قادمون ، فالنصر صبر وبصيرة وتسديد للمسيرة ، ونهضة للشعوب وثبات في الحروب ، ومن رأى في أهل الحق أقلية فليعلم اننا مع الحق  أغلبية ، ومن شهد شعاع الشمس أغرب فليعلم ان الصبح بات اقرب 
21-5-2021
صباح القدس للنصر المبين وصباح القدس لفلسطين والمقاومين ، صباح القدس لغزة العزة والقسام والسرايا والضيف والسيف والمحور يتوحد عند الأسد وال48 تعود روح فلسطين وللضفة تقلب الدفة ، وقد عادت القبة حبة وعاد الكيان الى العلبة ، وجاء الثأر من نكسة عام ال67 ، وباتت مدن الكيان كالعصف المأكول ، تعصف فيها الصواريخ بالعرض والطول ، وطيور أبابيل تصليها حجارة من سجيل ، وضاع كل خراب الربيع والتطبيع ، فتوحد الشارع العربي وراء المقاومة ، يهتف رفضا لأي مساومة ، وسقطت الألاعيب السخيفة والمؤامرات المخيفة ، وظهر محور السادة والسيادة والتاريخ صاحب القرار بقوة الصواريخ ، واستعيد للمبادرة الزمام كما عاد لدوره القسام ، وخرجت الأمة للعيد بعد الصوم ، وقد استفاقت من النوم ، وليس لأحد أن يسأل أين الإتفاق لأن الإتفاق يعني بث الروح في المفاوضات وتضييع الإنجازات ، فالذي انتصر خيار المقاومة ويريد النصر بالضربة القاضية بعد تراكم النقاط  ، ولن يحلم من يريد صرف النصر بإعادة الروح للتفاوض على حل الدولتين بفك الرباط ، فالذين رابطوا في ارض ال48 ليسوا زائدة تاريخية على القضية وعودة اللاجئين ليست ترفا فكريا ولا سراب ، والدولة لا تعنينا الا على كامل التراب ، ولينعق بعيدا كل بوم اوغراب ، فاليد العليا ستكون للمقاومين في كل فلسطين والحرب سجال ، وقد راحت أيام الفر وبدأ الكر والقتال ،  اليوم سقطت اوهام الحرب في الكيان وسقط الكيان كله في الامتحان ، وفي الجولة القادمة سيكون السلاح في الضفة يمسك الدفة ، وستنتفض الأرض في يافا وحيفا والبيرة ، وسترسم معالم جديدة للمسيرة ، وتتحصن القدس بالمتغيرات والانتصارات ولم تعد وحيدة ، ولم يعد الشيخ جراح مجرد قصيدة ، بل عنوانا للصراع ، لا يشترى ولا يباع ، ولمن لا يقرأ الحقائق فلينتظر الساعات والدقائق ، وسيشهد كفة من هي الراجحة وحسابات من هي الرابحة ، ومن خسر الموازين وكسرت يده وسقطت منه الراية ، وبات اسيرا عند سيده يطلب الحماية ، فما تحقق أعظم من عظيم والطريق مفتوح للمنازلة ، وقد تغيرت المعادلة ، وانتظروا الأيام القادمة ، ستكشف كيف تغير المشهد بقرار بدخول الحرب من بيروت لبغداد وصنعاء والشام ومشهد ، وما لم يقف القتل المستباح فسيتكلم ما لم ترونه من السلاح ، حتى تراكض المندوبون وتحرك المبعوثون وأمسكوا بيد الجنون ، وقالوا اوقفوا حربكم فقد بلغت الأرواح الحناجر ، وقرار المحور حرب من الآخر ، ومقابل جنونكم سيخرج مجانينهم وليس لدينا لمدنكم قبة تغطيها ، وسينقلب عاليها واطيها ، وتنكركم الحجارة ، ولن تجدوا ما تلجأون اليه مع الصفارة ، لا قنصلية ولا سفارة ، فسارعوا للتوقف وقد اجتمع الأحلاف في الشام برئاسة الأسد ، وطووا صفحة الخلاف الى الأبد ، وكما النصر في حلب لا يقبل التشكيك ، فهذا المحور يسبق الكل بالتشبيك ، والرسالة واضحة ،  فلا تتركوا السانحة ، واسبقوا موعد كلمة نصرالله في عيد التحرير ، حيث سيعلن ان المسار يدخل التغيير ، وان استمر القتل حتى العاشر من حزيران ستكون الحرب الشاملة على الكيان ، وآخر الكلام للقدس سلام وهذه  المعادلة الحاكمة ليست عرضة للمساومة ، والأيام قادمة 

2021-05-28 | عدد القراءات 1939