معادلة السيد وكلام السنوار
كتب ناصر قنديل
- كما في كل محطة تاريخية في الصراع مع كيان الإحتلال تشخص الأبصار نحو قيادة المقاومة التي لا يزال يبدع السيد حسن نصرالله في التعبيرعن أهليتها القيادية لهذا الإشتباك التاريخيي بين شعوب المنطقة وكيان الإحتلال ، خرج السيد نصرالله هذه المرة بعد جولة حرب كاملة خاضتها المقاومة في فلطسين ومعها إنتفاضة الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والأراضي المحتلة عام 48 ، كسرت خلالها آخر بقايا هيبة الكيان وأهليته لخوض حرب ، ورسم السيد معادلة جديدة للصراع .
- دائما كان هناك سؤال يتصل برسم الحدود بين الوطني في مسؤوليات حركات المقاومة تجاه بلدها ، والقومي المشترك بينها مجتمعة ، وبقي السؤال دون جواب ، فالمواجهة مع الكيان أكبر من حجم قدرات وامكانات الشعب الفلسطيني ومقاومته ، وبالمقابل فان قوى وحكومات المقاومة لا تستطيع ان تحمل شعوبها أعباء حرب فلسطين كلها ، وكما أن نظرية الإكتفاء بالدعم المعنوي للمقاومة في فلسطين تنصل من المسؤولية ، فإن نظرية الحرب الشاملة حمل ثقيل ، وقد جاء السيد ليرسم المعادلة ، ومضمونها أن القدس تقع في مكانة وجودية للكيان تشكل هزيمته فيها تهديدا وجوديا لبقائه ، بمثل ما تمثل قضية وجودية وعقائدية لشعوب المنطقة ، ما يتيح أن تكون معادلة القدس مسؤولية إقليمية ، كافيا لتحديد المسؤوليات ، بجعل المواجهة من أجل القدس خير ما يمكن ان تقدمه حركات وحكومات المقاومة للمعركة من أجل فلسطين ، والتزام بمسؤولية لا يستطيع المجادلة بشرعيتها أحد في دول المنطقة ، واعتبار تحمل مسؤوليتها حملا يفوق قدرة هذه ادلول وشعوبها وحركات المقاومة فيها .
- بعد كلام السيد نصرالله جاء كلام قائد حركة حماس في غزة ، يحي السنوار ، وما تضمنه من تأكيد على مستوى التكامل بين المقاومة في فلطسين والمقاومة في لبنان ومحور المقاومة ليقول ان المنطقة دخلت مرحلة جديدة ، وأن كيان الإحتلال بدأ في مرحلة الأفول ، وان نهوض محور المقاومة وجهوزيته لم يعد مجرد عامل ردع ، بل بدأ بالتحول الى عنصر مبادرة وخطط فعل تضع خيار التحرير على الطاولة .
2021-05-29 | عدد القراءات 1784