لبنان في مواجهة خطر الفوضى ...والقومي يحيي ذكرى الرشيد : ارادوا بإغتياله لبنان المفكك
بري يكسر جليد الجمود الحكومي : الفرصة الأخيرة بين التقدم النسبي والعقد المستعصية
الحريري يلاقي بري بنصف تقدم أسوة بباسيل ...والنصفان متقابلان لا يكمل أحدهما الآخر
كتب المحرر السياسي
حل المساء واللبنانيون يعيشون أجواء ترقب يخيم عليها التفاؤل بحدوث اختراق في جدار تأليف الحكومة الجديدة ، بعد الأجواء التفاؤلية التي انتشرت لمجرد انعقاد اللقاء المنتظر بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ، وخلال ساعات تبدد التفاؤل ليحل مكانه التشاؤم في ضوء الوقائع المسربة عن نتائج الاجتماعات التي بدأت بين بري والحريري وتواصلت بين وفد قيادي لحركة أمل وحزب الله مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، فقد لخصت مصادر تابعت ملف المشاورات المشهد بالقول ، ان بري كان قد حصل على نصف تقدم من باسيل شارك حزب الله في تأمينه ، لجهة المرونة في التعامل مع ملف خريطة الحكومة الجديدة ، لجهة توزيع الحقائب على الطوائف والمذاهب والمرجعيات التي تتولى التسمية ، ومثلها لجهة عدم التمسك بتولي رئيس الجمهورية تسمية الوزيرين المسيحيين أو أحدهما ، وعندما اجتمع بري بالحريري حصل منه على نصف تقدم مواز تجاه التعامل مع خريطة توزيع الحقائب طائفيا وسياسيا ، أو لجهة عدم التمسك بتسمية الوزيرين المسيحيين أو أحدهما ، وعندما نقل المعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل ، ومسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله الحاج وفيق صفا ، خلاصة لقاء بري مع الحريري ، تبين أن الحريري لم يحسم مسألة التخلي عن حق إقتراح تسمية الوزيرين ، معتبرا هذا الحق جزءا غير قابل للتنازل من صلاحيته كرئيس مكلف بتشكيل الحكومة ، مبديا الإستعداد لقبول حق مواز لرئيس الجمهورية بطلب تعديل أي إسم حتى يتم الوصول للتوافق ، بينما يتمسك التيار الوطني الحر برفض هذا الطرح على قاعدة المطالبة بالتوازي معه بحق مقابل لرئيس الجمهورية بتسمية وزير من الطائفة اسنية بالآلية ذاتها ، وكان الحريري قد ترسمل بموقف رؤساء الحكومات السابقين لتأكيد تمسكه بموقفه بهذا الشأن ، وفيما بدأت مصادره بتوزيع مناخات الحديث عن طريق مسدود وتحميل التيار الوطني الحر مسؤولية إفشال مسعى بري ، بدأت صمار التيار بتوزيع مناخات معاكسة عن مسؤولية الحريري عن الفشل تعبيرا عن تهربه من مسؤولياته بتقديم تشكيلة حكومية جديدة ، تأسيسا على ما تقوله هذه المصادر عن أزمة مصدرها العلاقة السيئة بين الحريري و ولي العهد السعودي ، ولا تزال تشكل عائقا دون قيامه بتسهيل ولادة الحكومة .
المصادر المتابعة لم تقفل الباب أمام فرص جديدة يعمل بري على إستكمال مبادرته من خلالها بالتعاون مع حزب الله ، لإيجاد منطقة وسط جديدة بين طرحي الفريقين ، المتمثلين بالحريري وباسيل ، ورأت المصادر فيما سربه الفريقان عن تلويحهما بالذهاب إلى إنتخابات نيابية مبكرة عبثا سياسيا لا يقدم ولا يؤخر ، ولا يملك مصداقية التحقق إلا لمن يريد أخذ البلد إلى الفوضى ، لأن إسقاط المجلس النيابي قد لا تعقبه إنتخابات مبكرة في الوضع المتصاعد و المأزوم ، وقد تكون الفوضى هي البديل المرجح الذي ينتظر لبنان ، وعلى من يخاطر بمصير المجلس النيابي أو يلوح بالإتسعداد لهذه المخاطرة أن يتحمل مسؤولية أخذ البلد الى الفوضى ، ورأت المصادر أن العقدة لا تزال كامنة في كون الفريقين يقاربان الملف الحكومي بمعايير لا تتصل بمضمون النقاط الخلافية المتداولة بل بحسابات تتصل بالنظر لكيفية التأسيس عبر التفاوض على الملف الحكومي لفرص طائفية شعبوية يراهن على تاثيرها لحسابه في الإنتخابات المقبلة ، معتبرة أن الفريقين يدركان أن جدل الصلاحيات مفتعل ، وأن الحلول ممكنة ، من قلب الدستور والأعراف المتراكمة بشأن كيفية تشكيل الحكومات بتعاون رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ، وأن قضية الصلاحيات لا تهدف إلا لحشد مشاعر طائفية تعقد الوصول الى تسوية ، ويراهن أصحابها على مساهمتها بتعزيز مكانتهم في شوارعهم الطائفية ، محذرة من عواقب هذا الشحذ للعصبيات والعزف على وترها ، وما سينجم عنه إذا فشلت مساعي تشكيل الحكومة ، وبلوغ الإنهيار وما يليه من فوضى لن تكون الإنتخابات ورادة في ظلهما ، بل ما سيكون هو متاريس لشوارع طائفية مشتعلة متقابلة تجعل الحديث عن مخاطر تهدد السلم الأهلي حديثا واقعيا ، لا يبدو أن المعنيين يضعونه في حسابهم حتى الآن .
في مناخ القلق من الفوضى والخوف من المشاريع الفتنوية ، تحل ذكرى إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رشيد كرامي ، وما مثله الإغتيال من مشروع للفتنة والفوضى كما وصفه رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي وائل الحسنية ، في تصريح بالمناسبة مشيدا بمناقب الشهيد الرشيد ، مشيرا الى ما كان ولا يزال يتهدد لبنان من مشاريع فتن وفوضى ، وصولا للبنان المفكك الضعيف ، بدلا من لبنان الموحد القوي بمقاومته ودولته .
2021-06-01 | عدد القراءات 1479