حكومة إئتلافية للكيان تقصي نتنياهو بتحالف اليمين واليسار والحركة الإسلامية ...بدعم واشنطن
الراعي يدعو من بعبدا لحكومة أقطاب ...وارسلان بعد لقاء الأسد : العالم يعود الى سورية
سجال بعبدا وبيت الوسط يعقد مهمة بري وحزب الله ...والثنائي يؤكد مواصلة المحاولات
كتب المحرر السياسي
للمرة الأولى منذ خمسة عشر عاما نجحت محاولة اخراج بنيامين نتنياهو من رئاسة الحكومة ، بعدما أدت جولة الحرب الأخيرة الى فتح الباب أمام مخاطر حرب إقليمية ، وتدخلت واشنطن لمواجهة احتمال توريطها بخلق ظروف هذه الحرب عبر أخذ الوضع الى مزيد من التصعيد اذا بقي نتنياهو في الحكم ، في ضوء التباينات الحاصلة بينه وبين واشنطن في عدة ملفات حساسة حول السياسات في المنطقة ، خصوصا توجه ادارة الرئيس جو بايدن للعودة الى الاتفاق النووي مع إيران ، ووفقا لمعهد ستراتفور الأميركي المقرب من وكالة المخابرات الأميركية فإنه " في أعقاب التصعيد الأخير في غزة، من المرجح أن تركز الولايات المتحدة على إدارة التوترات الإسرائيلية الفلسطينية بدلا من الانخراط بعمق في عملية سلام جديدة. ولكن مع عدم حل النزاع، من المرجح أن يستمر ضعف الدعم من الحزبين في الولايات المتحدة ل "إسرائيل" ما يؤدي إلى توتر دبلوماسي جديد وشكوك في العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل” ، وكان ملفتا تزامن اعلان الحكومة الجديدة برئاسة ثنائي نفتالي بينيت ويثير ليبيد وشراكة بني غانتس مع دعوة غانتس وزير الدفاع لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس بايدن ، مع تسريبات صحفية عن مخاطر اقدام نتيناهو على افتعال عمل عسكري يستهدف ايران عشية توقيع واشنطن لقرار العودة للاتفاق النووي ، وضرورة تحذير المستويات العسكرية في كيان الإحتلال للتنبه إلى أوامر من هذا النوع ، بينما جاء انضمام منصور عباس رئيس الحركة الإسلامية الجنوبية الى الائتلاف ليزيد الإشارات الى الرعاية الأميركية للحكومة الجديدة ، انطلاقا من علاقته بالسفارة الأميركية وتنسيقه لمواقفه معها .
وفقا لمصادر دبلوماسية سيكون الوضع الإقليمي تحت المجهر خلال الأيام المقبلة حيث سيكون أمام الحكومة الجديدة اثني عشر يوما لنيل ثقة الكنيست ، هي تقريبا ذات الفترة المتوقعة لاكتمال عقد تفاهمات فيينا في طريق العودة الأميركية إلى الإتفاق النووي ، ولذلك تقول المصادر فإن المنطقة ستكون في هذه المرحلة الإنتقالية أمام مخاطر مغامرات قد يقدم عليها نتنياهو ، إضافة لمساعيه لتفكيك التحالف الجديد قبل وصول الحكومة الى الكنيست ، بعدما بدأت ملامح ضغوط شعبية وسياسية يقف فريق نتنياهو وراءها تستهدف رموز الحكومة الجديدة .
ورغم طغيان المشهد الحكومي في الكيان وتسارع التفاهم على العودة للإتفاق النووي مع إيران على الوضع الإقليمي ، بقيت الحالة الشعبية التي حملتها الإنتخابات الرئاسية السورية ، موضوعا لتعليقات ومواقف دولية ، وتقارير تشير الى الإنفتاح على سورية والإتجاه لفتح سفارات عربية وغربية قدرتها مصادر دبلوماسية بإثنتي عشر سفارة قبل نهاية العام ، وقد حضر هذا الإنفتاح الخارجي على سورية في الكلام الصادر عن النائب طلال ارسلان بعد زيارته دمشق ولقائه الرئيس بشار الأسد مهنئا بنتائج الإنتخابات .
لبنانيا بدت مساعي تشكيل الحكومة الجديدة قد اصيبت اصابات بالغة ، ضاعفت من التعقيدات التي كانت تواجهها ، بعدما اندلع سجال حاد بين مصادر قصر بعبدا وبيت الوسط ، تم خلاله تبادل الاتهامات بعرقلة تشكيل الحكومة وانتهاك الدستور واتفاق الطائف ، وقالت مصادر مواكبة للملف الحكومي أن التعقيد يزداد رغم الإجماع على وجود خطر إنهيار شامل ، بينما أكدت مصادر ثنائي حركة أمل وحزب الله مواصلة الجهود لتقريب وجهات النظر رغم التعقيدات الجديدة ، فيما كان الجديد ما صرح به البطريرك بشارة الراعي من بعبدا بعد لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، داعيا لتشكيل حكومة أقطاب مذكرا بما جرى في مطلع عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب .
2021-06-03 | عدد القراءات 1570