في ذكرى رحيل الإمام الخميني
كتب ناصر قنديل
- لايملك اي داعية للتحرر إلا أن يشهد للقيادة الإستثنائية للإمام الخميني في صناعة ثورة فذة حررت الشعب الإيراني من نير نظام الشاه ، الذي شكل قاعدة للسيطرة الغربية على المنطقة ولعب دور الشرطي في مواجهة حركات التحرر التي شهدها الخليج ، وبقي يمثل السند الإقتصادي والاستخباري والعسكري لكيان الاحتلال ، وجاءت الثورة التي خطط لها وقادها الإمام الخميني لتشكل حدثا دوليا استثنائيا بالاستناد إلى الاحتجاجات الشعبية المليونية التي بذلت الدماء بسخاء حتى نجحت بتفكيك الجيش وأجهزة الأمن وشل فاعليتها ممهدة الطريق لعودة الامام الخميني الى طهران وإعلان انتصار الثورة .
- لا يملك بالتوازي كل مقاوم لكيان الإحتلال إلا أن يشهد للموقع الخاص الذي منحه الإمام الخميني في مشروعه لفلسطين والقدس ، ووهبهمها صدقه وإخلاصه وواظبت القيادة الإيرانية من بعدة وعلى رأسها الإمام الخامنئي بمتابعة طريقه ، الذي بدأ بإعلان الوعد ، اليوم إيران وغدا فلسطين ، وتلاه بإعلان يوم عالمي للقدس في آخر جمعة من شهر رمضان سرعان ما تحول الى يوم تحتشد فيه الملايين تحيي مكانة القدس في الذاكرة ، وصولا الى دعم مفتوح لحركات المقاومة في المنطقة بعيدا عن أي اعتبار فئوي او عقائدي او ديني او مذهبي فلقي كل من يقاتل كيان الاحتلال دعم إيران بلا شروط ، وشكل فيلق القدس الذي قاده واستشهد في ميادينه الجنرال قاسم سليماني كنصير بلا حدود لكل حركات المقاومة ومؤسس لمحورها ، وجاءت انتصارات فلطسين الأخيرة ووصول صواريخ غزة الى تل أبيب لتقول ان ما تهربت منه انظمة عربية عديدة بداعي استحالة هزيمة الكيان كذبه واسقطه الدعم الإيراني محولا الهرولة الى التطبيع الى خيانة وعمالة ، بعدما كانت ذريعتها الضعف اوالعجز ، لتثبت ثورة الإمام الخميني العكس تماما ، أن إنتصار فلطسين حتمي وليس ممكنا فقط ، وها هو الكيان يتربك ويهتز ويقع في العجز أمام تنامي وصعود محور المقاومة .
- لا يملك أي مراقب للمشهد الدولي الا أن يعترف بأنه لولا وجود إيران المنتصرة بثورة الإمام الخميني لتحول انهيار الإتحاد السوفياتي الى مناسبة لتكريس أحادية دولية بقيادة واشنطن ، فالدعم الإيراني لحركات المقاومة في العراق وأفغانستان هو الذي أحبط مشروع الهيمنة ، والموقف الإيراني الداعم لسورية في مواجهة حرب الإخضاع الأميركي من بعدها ، هي العناصر التي استندت اليها روسيا للتموضع العسكري في سورية ، وللنهوض في استعادة الدور الدولي ، والسعي لعالم متعدد الأقطاب بالشراكة مع الصين ودول البريكس .
- في ذكرى رحيل الإمام الخميني ، مناسبة لشهادة على عظمة الدور والموقف ، وعرفان بالمكانة التي أسس لها في رسم معادلات جديدة في العالم والمنطقة ، وفي طليعتها توازنات جديدة بوجه الهيمنة الأميركية وكيان الإحتلال ، حتى بات شعار القدس أقرب واقعيا في ظل هذا التأسيس .
2021-06-03 | عدد القراءات 1500