المقداد : سقطت محاولات التشويش على الإنتخابات ...وشعبان : اولوية الأسد تحرير الأراضي المحتلة
تخبط سياسي في الكيان عشية الحكومة الإئتلافية...والبيت الأبيض يبدأ تمهيد العودة للاتفاق النووي
إختناق سياسي ومالي وخدماتي يدفع لبنان الى الانفجار...والمبادرات أفكار تسقط تباعا قبل أن تولد
كتب المحرر السياسي
تتقدم سورية بثبات القوة التي ضخها الحضور الشعبي في الانتخابات الرئاسية نحو تأكيد نصرها العسكري بإنتصار سياسي يتمثل بكسر القيود التي فرضت عليها خلال الحرب التي استهدفتها خلال عقد كامل ، وهو ما تحمله المؤشرات المتزايدة كل يوم على تسليم خصوم سورية وأعدائها ومن تورطوا بالحرب عليها بحقائق المرحلة القادمة ، وعنوانها انتصار سورية ورئيسها الدكتور بشار الأسد ، وهو ما تعبر عنه تباعا العودة المتلاحقة للسفارات التي أقفلت في دمشق كتعبير عن قرار دولي عربي بمحاصرة سورية وصولا لخنقها ، لتترجم العودة سقوط هذا القرار الذي فقد كل قيمة وصار عبئا على أصحابه ، وإنتهت آخر أوهامهم مع مشهد سوري متواصل منذ عشية الإنتخابات الرئاسية تحمله الصور الآتية من المدن السورية لحشود الناس وفرحها ، وتعابير عرس وطني رافق تجديد التأييد الشعبي للرئيس الأسد وخياراته التي أثمرت نصرا ، وفي هذا السياق جاء كلام وزير الخارجية السورية الدكتور فيصل المقداد عن سقوط محاولات التشويش على الانتخابات ، بقوة الإرادة الشعبية التي أظهرها السوريون بما لا يحتمل اللبس والتأويل ، وعبرت عنه المستشارة السياسية للرئيس السوري الدكتورة بثينة شعبان بقولها أن سورية لا تعير اهتماما للذين يتحدثون عن عدم شرعية إنتخاباتها الرئاسية ، مضيفة أن أولويات سورية مع الرئيس الأسد ستكون تحرير الأراضي المحتلة .
في المنطقة الى جانب الحدث السوري المستمر حدثان ، الأول يمني يتمثل بالكلام الصادر عن زعيم حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي حول إلتزام اليمن والأنصار بالمعادلة التي رسمها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بإسم محور المقاومة ، والتي تقوم على إعتبار أي مساس بالقدس سببا لحرب إقليمية ، والثاني في كيان الإحتلال المتخبط بتداعيات فشله الكبير في الحرب الأخيرة على المقاومة بعنوانها الشعبي في القدس والأراضي المحتلة عام 48 والضفة الغربية ، وما تسببت به من هز أركان الكيان ، وعنوانها العسكري المتمثل بصواريخ المقاومة في غزة التي طالت عمق الكيان وأظهرت عجز قبته الحديدية وعجز جيشه عن تثبيت معادلة الردع ، وتتقدم محاولة تشكيل حكومة إئتلافية تقصي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بدعم أميركي كتعبير عن محاولة إبعاد كأس الحرب الإقليمية المرة ، التي قد يرتكب نتنياهو حماقة تتسبب بها كما يعتقد الأميركيون ، ويظهر التخبط في الكيان في أوضح مظاهره في التجاذب الدائر حول استقطاب نواب الكنيست ، حيث تتبدل الصورة بمجرد انزياح عدد قليل من النواب ، كما أدى انزياح مشابه لفتح طريق الحكومة الإئتلافية ، ويبذل نتنياهو جهودا مكثفة للضغط على معسكر اليمين لتحقيق ذلك .
واشنطن التي ترعى الحكومة الإئتلافية في الكيان وتستقبل أحد أركانها بني غانتس ، تسارع الخطى لتمهيد الطريق للعودة إلى الإتفاق النووي مع إيران ، ضمن ذات سياق مساعيها الأصلية لتفادي المزيد من الفشل الناتج عن سياسات الرئيس السابق دونالد ترامب ، لكنها مدفوعة هذه المرة بخشيتها من خطر الحرب الإقليمية على كيان الإحتلال ومن محاولات توريطها بهذه الحرب التي يتهم المسؤولون الأميركيون نتنياهو بالرغبة بإشعالها لوضع واشنطن امام خيارات صعبة ، وقد ظهر التمهيد في بيانات للبيت الأبيض حول الإتفاق النووي بتعبيرات واضحة عن الإقتراب من تفاهم العودة اليه عبر عنوان أن الهدف هو منع ايران من امتلاك سلاح نووي ، وهو ما ردده غانتس من واشنطن مؤيدا ، بعدما كانت أهداف واشنطن وتل أبيب تتحدث عن برامج إيران الصاروخية وعن دعمها لحركات المقاومة .
لبنان الواقف في قلب الإنهيار يواصل السير نحو الإنفجار في ظل اختناق سياسي ومالي وخدماتي ، تعبر عنه الخطابات السياسية التي تبتعد معها فرص تشكيل الحكومة كل يوم ، وتجسده القرارات المالية العشوائية التي ينفي بعضها بعضا وتحمل كل يوم جديد لا يلبث أن يتغير أو يتعثر كحال منصة تسعير الدولار التي فشلت بتحقيق وعد مصرف لبنان بتثبيت سعر الصرف على سعر ال12000 ليرة ، بعدما قفز فوق حاجز ال13000 ليرة ، وخدماتيا تحاكي أزمة الكهرباء أزمات البنزين والدواء والسلع المفقودة و الغلاء المستشري ، ووسط غليان الشارع وبدء إشارات عودة التظاهرات تحت ضغط القهر والقرف معا ، تبدو المخاطر الأمنية حاضرة في ظل القلق من الفوضى ، بينما تبدو المبادرات السياسية مجرد أفكار لا تلبث ان تتبدد قبل أن تولد كحال دعوة البطريرك بشارة الراعي لحكومة اقطاب ، فيما يجري الحديث عن مبادرة جديدة لا تزال فرصها قيد الإختبار ، تقوم على مسعى بكركي لعقد لقاء رئاسي ثلاثي في قصر بعبدا يضم رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة .
2021-06-04 | عدد القراءات 1687