تثبت جبهة النصرة و داعش في كل يوم صحة ما يحكى عن الوضع الحرج الذين باتوا يقبعون تحته في جرود لبنان من عرسال و غيرها المحاطة جغرافيا بظروف غير مشجعة للاستمرار خلف الجبال الوعرة في موسم مثلج .
بالمعلومات لا تزال حتى الساعة بعض الممرات مؤمنة و مفتوحة لتامين الغذاء و حاجيات المسلحين و الذخيرة و لمرور او تهريب بعض العناصر بين قادة و افراد يتنقلون بين جرود لبنان و سوريا و لا تزال عرسال البلد هي مصدر تامين كل هذا لهؤلاء بممرات خاصة .
لا تريد النصر ولا داعش بالتاكيد التفاوض لاخراج اي من المخطوفين لديها و لا يحتمل اي منطق اعتبار ان اي جهة اقحمت نفسها في يوميات الداخل اللبناني تريد تسليم ورقة قوية لديها و الانتهاء منها و الخروج من التداول في البلاد و انها بسهولة تود انهاء الملف و ليس انسحاب القطريين من الملف سوى دليل على رغبة باطالة عمر الملف اكبر وقت ممكن .
يفيد التذكير ان في سوريا مخطوفين باعداد كبيرة لدى الدولة السورية لدى وحدات الجيش السوري تحديدا و لم تقم لا داعش و لا النصرة في سوريا للضغط على الحكومة السورية لاخراجهم . فهل لدى داعش و النصرة " اسرى بسمن و اسرى بزيت "؟
كل ما جرى اكد ان لا نية باخراج العسكريين اللبنانيين بل استخدام ورقتهم حتى انقطاع النفس و ورقتهم الوحيدة هي العمل عبر الضغط بمختلف اشكاله لايجاد منفذ امن و ممر طبيعي و حركة طبيعية بين عرسال البلد و جرودها و ضمان ان الجيش اللبناني لن يتعرض للمسلحين و فصل الشتاء متعب للغاية بالنسبة لحرية الحركة عند هؤلاء لا بل متعب لناحية حاجاتهم للبقاء على قيد الحياة .
فجاة ياتي تهديد رسمي عبر شريط فيديو وصل لاحد القنوات اللبنانية تهدد فيه داعش و النصرة كل من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع .
يقرا المقاتل الذي يتلو البيان بالفرنسية إن رسالته الى حلفاء فرنسا في لبنان هي ان "داعش" في حرب ضد حزب الله، ويتهم المقاتل في الفيديو القيادات الثلاثة بأنهم مجرمون اضافوا جرائم جديدة الى جرائمهم من خلال تعاونهم مع "حزب الله" و انهم فقط المسؤولون عن مصير اسراهم فمستقبلهم حياتهم او موتم يتوقف على قرارهم".
قرارهم اي قطع العلاقات مع حزب الله مثلا او بطريقة و باخرى تحكيل حزب الله امام الاهالي و اللبنانيين مسؤولية مقتل ابنائهم .
محاولات الضغط هذه المرة تتجه بشكل واضح هذه المرة لتشكل تدخل و ضغط بالعلاقات السياسية الداخلية بين الافرقاء اللبنانين و في توقيت منسجم مع اجواء الحديث عن لقاء محتمل او حوار بين حزب الله و تيار المستقبل الذي اول ما يعود بتاثير .
تحاول المجموعات الارهابية في كل مناسبة ان تزج حزب الله في واجهة الاحداث و ان تعمل على تحميله مسؤولية كل ما يجري مع علمها المسبق بعدم اهتمام حزب الله بكل هذه المحاولات و الاصح عدم مبالاته بها او اعتبارها خبرا او جديدا على صعيد الازمة .
جبهة النصرة و داعش او ما يعادلهما تحاولان فرض وجودهما كلاعب اساسي في الساحة اللبنانية و المعارك السياسية و من يدري اذا لم يتم حسم الامور داخليا او عسكريا فان داعش او النصرة قد تصل الامور الى ان تصبحان لاعبان مؤثران "انتخابيا" اذا استمر العجز في هذا الملف الشائك و من يدري ..
بعد الذبح , ثاني اشكال ضغوط داعش " سياسية " فهل حكم على اللبنانيون انتظار اشكال اخرى متتالية طالما ان هناك من يريد رهن البلاد و هيبة عسكرييه للمجهول ؟
2014-12-20 | عدد القراءات 3817