بايدن الى أوروبا لأسبوع يتوجه بلقاء بوتين ...ومواكبة تطور مفاوضات النووي في نهاياتها
المسار الحكومي بين الدوران في حلقة مفرغة والإصرار على مواصلة مساعي الحلحلة
مصادر الخليلين : تم إنجاز التوافق على توزيع الحقائب وبقي منح الثقة وتسمية الوزيرين
كتب المحرر السياسي
غادر الرئيس الأميركي جو بايدن واشنطن الى لندن في اطول زيارة رئاسية أميركية الى أوروبا ، حيث يشارك في قمة الدول السبع في لندن وفي قمة حلف الأطلسي في بلجيكا ، وينتهي في جنيف بلقاء القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، ويكون مواكبا عن قرب لما يجري في فيينا في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني التي تشارف على نهاياتها .
سيتاح لجولة بايدن الأوروبية أن تشكل مناسبة لترجمة عناوين سياسته الخارجية التي تبلورت صورتها مع الأيام التي مضت على دخوله الى البيت الابيض ، حيث حل السعي للانخراط مع الصين تجاريا مكان الحرب التجارية برفع العقوبات الأميركية عن الشركات الصينية التقنية ، كما حل السعي للتفاوض مع روسيا حول إمكانيات التعاون بدل المواجهة ، بعدما ظهر تشدد الرئيس بوتين في الرد على التصعيد الأميركي ، وتحدث المسؤولون الأميركيون عن مخاطر حرب باردة جديدة لا يريدون التورط فيها ، بينما دخلت واشنطن فعليا مسار التفاوض مع إيران حول ملفها النووي ، وفي المنطقة بعدما كانت واشنطن تربط مفاوضاتها مع إيران بضبطها لحركات المقاومة ، فرضت عليها التطورات أن تقوم هي بكبح جماح كيان الإحتلال منعا لتصعيد يستفز محور المقاومة وينتهي بحرب إقليمية ، لا تريدها ، وبدلا من التطلعات الأميركية لتغيير في سورية يأتي بمن يلائم حساباتها وجد بايدن وإدارته أنفسهم منخرطين في تغيير في قيادة كيان الاحتلال وحكومته منعا للإنزلاق لحرب ، بدت خطرا حقيقيا بعد الإنتصار السوري وما وفره لمحور المقاومة من حضور أظهرته معركة سيف القدس كنموذج مصغر للحرب القادمة .
لبنانيا سجلت تعليقات سلبية هامشية على الكلام الذي قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حول الوضع الداخلي ، بشقيه السياسي والاقتصادي ، بينما كانت النتائج الأهم هي تفاعلات إيجابية عبرت عنها المساعي المستمرة لمواكبة المسار الحكومي الذي بقي يراوح مكانه ، رغم التسريبات عن انتقال الكرة من ملعب الى ملعب ، بينما الكرة لا تزال وسط الملعب ، والتقدم لا يزال بطيئا لا يسمح بالتفاؤل ، طالما أن استمرار المساعي ينفي التشاؤم ، واقتصاديا كان التفاعل الإيجابي عراقيا ، حيث أعلن العراق مضاعفة الكمية المخصصة للبنان من النفط العراقي الى مليون طن ما يعادل نصف الاستهلاك اللبناني لعام كامل ، يمكن مقايضتها بمشتقات نفطية .
في الملف الحكومي قالت مصادر على صلة بالمساعي التي يبذلها ثنائي حركة أمل وحزب الله ، أن المسار لا يزال مختصرا بالمراوحة في حلقة مفرغة ، والإصرار على مواصلة مساعي الحلحلة ، فالتقدم المنجز مؤخرا هو تكريس لما تم إنجازه في اليوم الأول من مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري حول توزيع الحقائب ، على الطوائف والمذاهب والمرجعيات السياسية ، لكنه مشروط ليتحول نهائيا بالتوافق على بندي منح الثقة وآلية تسمية الوزيرين المسيحيين الأخيرين في حكومة ال24 وزيرا ، حيث يختلف النظر لحصة رئيس الجمهورية من قبل الرئيس المكلف إذا لم تحسم قضية منح الثقة من التيار الوطني الحر ، بينما بقيت مسألة آلية تسمية الوزيرين المسيحيين عالقة في مكانها دون تقدم ، وكانت مصادر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل قد اشارت الى ان تقدما حصل في توزيع الحقائب وثمة افكار حول تسمية الوزيرين المسيحيين يتم التداول بها ، وتبقى مسألة الثقة في نهاية البحث ثمرة التوافق على المسألتين الخلافيتين ، مشيرة الى لقاءات ستعقد مع كل من الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، لمواصلة الحوار المستمر حول القضايا التي تعيق ولادة الحكومة العتيدة .
2021-06-10 | عدد القراءات 1603