واشنطن تبدأ برفع حزمة عقوبات على ايران رسميا ...ومواجهات في القدس مع "مسيرة هزيلة"
حرب البيانات بين الفريقين الرئاسيين تكشف عمق الأزمة ...والمساعي لن تتوقف
جعجع ينتقد مبادرة نصرالله للبنزين الإيراني ...وأسئلة عن سبب عدم القيام بمثلها؟
كتب المحرر السياسي
أعلنت وزارة الخارجية الأميركية بصورة مفاجئة عن رفع العقوبات عن عدد من الأسماء العائدة لأفراد وكيانات إيرانية كانت مشمولة بالعقوبات ، معلنة أنها تتابع المفاوضات في فيينا بأمل التوصل الى اتفاق لأنها تؤمن بالدبلوماسية طريقا لحل المشاكل ، وهو ما اعتبره مراقبون يتابعون الملف النووي ومفاوضات فيينا تعبيرا عن بدء تنفيذ روزنامة التفاهمات ، كإشارة لبدء التراجع الأميركي عن العقوبات ، بإنتظار أن تعلن إيران من جانبها عن خطوات رمزية تدل على بدء تراجعها عن الإجراءات التصعيدية التي تشكل تخفيضا لإلتزاماتها بالاتفاق النووي ، وتعتقد المصادر أنه بالرغم من الحديث المستمر عن تعقيدات في المفاوضات ، لتبرير التأخر في الإعلان عن الوصول للتفاهم المنشود ، فإن الاتفاق قد أنجز ، وان التفاوض مستمر حول آليات العودة ، وكيفية رسم خطوات مدروسة من الطرفين الأميركي والإيراني لترجمة مواقفهم الجديدة ، أخذا بالاعتبار للأوضاع الداخلية في البلدين من جهة ، وخصوصا لمراعاة أوضاع حلفاء واشنطن من جهة أخرى ، في ظل عمليات فك وتركيب للمشهد السياسي في كيان الإحتلال ، ومساع مستمرة لتفادي موجات تصعيد جديدة في القدس يخشى الأميركي من خروجها عن السيطرة نحو مواجهة إقليمية في ظل تهديدات محور المقاومة ، وبالتوازي السعي لإنجاح الجهود العمانية لبلوغ تسوية حول الحرب في اليمن ، تحفظ ماء وجه السعودية التي يسبب لها رفع الخصار احراجا معنويا كبيرا ، بينما يصر اليمنيون على ربط وقف النار برفع الحصار ، وقالت مصادر عمانية ان المخرج قد يكون بتفاهم عماني سعودي على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة ، وبالتوازي تفاهم مشابه عماني يمني ، بينما كانت القدس على موعد مع أول إختبار جدي لمرحلة ما بعد وقف النار مع إصرار الجماعات المتطرفة على تنظيم مسيرة الأعلام في القدس وإصرار المقدسيين على مواجهتها ، مع تحذيرات حاضرة للمقاومة بالتصدي لأي تصعيد ، وقد ظهرت المسيرة هزيلة ، وتمكن أبناء القدس من صد المتظاهرين ومواجهتهم ومنعهم من مواصلة مسيرتهم نحو أحياء القدس والمسجد الأقصى .
لبنانيا تواصلت تعبيرات المأزق الحكومي بالتصعيد السياسي بين فريقي رئيس الجمهورية والرئيس المكلف بتشكيل الحكومة عبر حرب بيانات ، حالت دون الحديث عن مساعي الوساطة التي يقوم بها رئيس المجلس النيابي نبيه بري ويدعمه بتسويقها حزب الله ، بعد التأويلات التي أعطيت لجولة المساعي الأخيرة ، في بيانات الفريقين الرئاسيين ، وقالت مصادر معنية بالاتصالات ، أن المساعي ستستأنف ولا يأس من الطريق المسدود ، لأن لا خيار آخر سوى حكومة جديدة لمواجهة مخاطر الانهيار .
على الصعيد المالي ومع استمرار أزمات الدواء والمحروقات وارتفاع سعر الصرف ، يواصل مصرف لبنان البيانات التي تطمئن لجهة فتح الإعتمادات ومنصة الصرف وسداد جزء من الودائع ، لكن هذه البيانات لم تعد تقنع الناس لتكرارها دون أي خطوات عملية تنعكس في الأسواق أموالا و سلع ، بحيث باتت استعادة الصدقية تنتظر ترجمة ملموسة لم تظهر بعد ، وبالتوازي تواصلت التعليقات حول دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لإستيراد المحروقات من إيران بالليرة اللبنانية ، وإعلان استعداد حزب الله ليفعل ذلك مباشرة إذا دخل البلد مرحلة الإنهيار وبدا اليأس من قيام الدولة بمهامها ، وكان أبرزها كلام رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال ان الهدف من كلام السيد نصرالله هو تأمين تمويل الحزب من ايران عبر البنزين ، متسائلا عن كيفية تخزين المحروقات والمستودعات العائدة للدولة والشركات ستتسبب بالعقوبات لأصحابها إذا سمح باستعمالها ، وقالت مصادر مقربة من حزب الله ، أن إيران لم تشترط أن يوقف الذين يهاجمونها في لبنان هجماتهم ، كي يتذرع هؤلاء للتهرب من فعل الشيئ نفسه الذي وعد به السيد نصرالله بالإستناد الى حلفائهم في الخليج الذين لا يواجهون الحصار الذي تعاني منه إيران ولا يمثلون خطرا بالعقوبات ، فلم لا يبادرون ويفعلون ذلك ، ويكفي ان يتم الاستيراد بالليرة اللبنانية ليخف الضغط في سوق الصرف وتكون الفائدة الرئيسية للبنانيين بهبوط سعر الصرف وتحسن وضع الليرة ، اضافة لتأمين المحروقات دون اذلال للشعب اللبناني ، وعندها لن يجادل احد جعجع ماذا سيفعل بالليرات اللبنانية .
2021-06-11 | عدد القراءات 1580