حافظ الأسد وبشار الأسد
كتب ناصر قنديل
- سيبقى اسم الرئيس الراحل حافظ الأسد يثير الكثير في وجدان وعقول كل المدافعين عن الحق العربي والحالمين بيوم يستعيد فيه العرب مكانتهم في العالم ويقفون بكرامة بوجه الغرب ويتحررون من عقدة النقص تجاه كيان الاحتلال ، وستبقى كلماته عن توريث الاجيال القادمة قضية محقة يفتخرون بالنضال لاجلها بدلا من توريثهم استسلاما مهينا ومذلا يخجلون به ويصعب عليهم تحمل تبعاته ، معادلة حاضرة تدين كل المطبعين والمستسلمين وتلهم المقاومين وتضع اسم الرئيس حافظ الأسد في مكانة القادة التاريخيين .
- واجهت سورية خلال عشر سنوات حربا عالمية ، وواصل الرئيس بشار الأسد ما بدأه الرئيس حافظ الأسد ، فكان الجيش العقائدي هو الوصفة السحرية للصمود والانتصار ، وكان الاقتصاد الوطني القائم على الإكتفاء الذاتي هو بوليصة التأمين بوجه الحصار والعقوبات ، وكانت الدولة المدنية التي لا تميز بين ابنائها على أساس الأعراق والأديان هي شبكة الأمان بوجه مشاريع الفتن ، وتحولت سورية بصمودها ونصرها الى معجزة يصعب تفسيرها .
- كان للرئيس حافظ الأسد بعد انتصار الثورة في إيران موقف تاريخي معها ، وخلال الحرب العراقية الايرانية كان موقف سورية حاسما بإسقاط محاولات تحويل الحرب الى حرب عربية فارسية ، وكان يقين الرئيس حافظ الأسد أن إيران دولة صادقة بالعداء لكيان الاحتلال والسعي للاستقلال ، وأنها شريك أيام قادمة ، وعندما شنت الحرب على سورية كانت ايران السند والحليف الصادق ، الذي يشهد له السوريون بتضحياته وموقفه وشراكته في صناعة الانتصار ، بينما تسابقت العديد من الدول العربية على طعن سورية بخناجر مسمومة لنيل الرضى الأميركي .
- عندما انهار الاتحاد السوفيتي وتسابقت الدول التي كانت ضمن المنظومة الاشتراكية على التبرؤ من روسيا والخروج من أي حلف معها ، و انخرطت في أحلاف للتآمر عليها ، تمسك الرئيس حافظ الأسد بروسيا حليفا ، وعندما بدأ زمن الصعود الروسي والعودة الى المسرح الدولي بقيت سورية الحليف الذي لا يمكن التخلي عنه ، وجاءت أيام الحرب على سورية لتقول ان بعد نظر الرئيس حافظ الأسد ، جعله حاضرا في كل يوميات حربها .
- مع اجتياح جيش الاحتلال للبنان وضع الرئيس حافظ الأسد كل ثقل سورية لدعم حركات المقاومة ، وفي التسوية التي أنتجها اتفاق الطائف عام 1990 جعل الرئيس حافظ الأسد المقاومة تحت رعايته المباشرة منعا للتآمر عليها ، وتوطدت علاقته بقيادتها وعلى رأسها السيد حسن نصرالله خلال عدوان نيسان 1996 ، وجاء التحرير عام 2000 وقال سيد المقاومة أنه لولا سورية حافظ الأسد وبشار الأسد لما كان الانتصار ، وكرر القول بعد عدوان تموز 2006 ، وعندما تعرضت سورية لحرب الإسقاط والتفتيت ، وقفت المقاومة لتقدم الدم دفاعا عن سورية وشعارها لن نسمح بأن يكسر ظهرنا ولن نبادل الوفاء الا بالوفاء وسنكون حيث يجب ان نكون .
- في مثل هذا اليوم ودعنا الرئيس حافظ الأسد ، وتحمل الرئيس بشار الأسد مسؤولية دفة القيادة في أشد الظروف صعوبة على سورية والمنطقة ،وجاءت السنوات لتقول ان سورية بألف خير والقضية بألف خير ، لأن الرئيس بشار الأسد جسد معايير القيادة التاريخية التي حمت سورية وحققت الإنتصار الذي غير المنطقة والعالم عبرها .
2021-06-11 | عدد القراءات 1738