مواجهة الإحتكار قرار
كتب ناصر قنديل
- سواء استمر الدعم أو توقف فالاكيد ان سببا وجيها لاحتكار السلع يدفع بعدد من كبار التجار لاخفاء ما لديهم من سلع تم شراؤها على سعر دولار منخفض ، لبيعها بسعر السوق ، في الداخل اللبناني اذا تم رفع الدعم او تهريبها للخارج اذا استمر الدعم ، والاكيد ان الدول بكل انواع انظمتها الاجتماعية لا تقوم على الرهان على اخلاقيات التجار وحسن نواياهم وامانة تصرفاتهم ، ولهذا توضع القوانين وتصدر القرارات وتوجد أجهزة الرقابة .
- تحدث بعض السياسيين ممن يفترض أنهم يمثلون شرائح شعبية عن لا شرعية مداهمة مستودعات التجار بداعي منع الاحتكار ، وهذا الكلام الغريب العجيب الذي يتلطى بالحديث عن حرية السوق والتجارة ، ويتهم الدعوة لملاحقة الاحتكار بتغيير النظام الاقتصادي في لبنان من اقتصاد حر الى اقتصاد موجه ، والبعض يقول اشتراكي تأميمي وبعض آخر شديد العبقرية قال شيوعي .
- لا يحتاج الأمر الى عبقرية لكشف موقع هؤلاء الشريك للاحتكار ، فوفق القانون اللبناني كل عمليات الاستيراد التي تمت بدولار مدعوم ، تعني عمليات شراء لبضائع بالشراكة بين الدولة والقطاع الخاص ، فعندما يكون الدولار في السوق ب15000 ليرة ويكون تمويل الاستيراد قد جرى على شراء الدولار من مصرف لبنان التابع للدولة ب1500 ليرة تكون الدولة مولت 90% من العمليات والتاجر مول 10% فقط ، أي ان الشعب اللبناني الذي يتصرف مصرف لبنان بودائعه في عمليات الدعم شريك ب90% والتاجر شريك ب10% في شركة استيراد واقعية لكل عملية استيراد ويتولى التاجر ادارتها بالأمانة ، وللشعب ممثلا بالدولة الحق بالاطلاع على دفاتر الأمانة والتدقيق بكيفية التصرف بال90% من المال العائد للشعب .
- التاجر الذي يريد تجارة حرة فليقم بشراء السلع بدولار من السوق لا يمر عبر دعم مصرف لبنان ، وكل عملية استيراد استفادت من دولار مدعوم هي عملية شراكة تملك الدولة حق مراقبتها ليس لمنع الاحتكار فقط ، وهو يسري على كل تجارة ، بل ايضا لمعرفة كيف تم التوزيع وبكم تم الشراء ، والى اين ذهبت البضائع ، وكيف بتم تخزينها .
- الذي يجري هو العجيب ، أن التاجر يحصل على الدولارات ، لقاء شراء كميات من سلع بأسعار ، ولا احد يدقق هل وصلت كامل الكميات المصرح عنها الى لبنان ، ام وصلت على الورق الذي تم تصديقه في المرفأ ، وما ادراك ما المرفأ ، ولا احد يعلم صحة الأسعار المصرح عنها ، ولا الى اين ذهبت السلع وكيف تم توزيعها ، وهل بيعت في الخارج قبل وصول بعضها الى لبنان ، وما وصل الى لبنان اين تم تخزينه وكيف يتم توزيعه ؟
- الأشد غرابة اننا نسمع من مجموعات تدعي ملاحقة الفساد والفاسدين ، تهتم بتصفية حسابات سياسية وفتح ملفات خصوم ، لكننا لم نشهد صحافة استقصائية تلاحق مليارات الدولارات التي انفقت باسم الدعم ، لكشف مصيرها ، ومعرفة المستفيد الحقيقي منها ، حتى تهريب البنزين الى سورية المصمم لتخريب الاقتصاد السوري وليس لنجدته بالمحروقات ، فالتهريب يسحب الدولارات السورية الى سماسرة التهريب خارج سورية ، يجري الحديث عنه للتصويب السياسي على سورية كمستفيد ، لكن احدا لا يكلف نفسه عناء الملاحقة للمستفيدين الحقيقيين .
2021-06-12 | عدد القراءات 1542