نهاية الدور الإقليمي للكيان والانتقال الى خلف الجدران ...و بلينكن يرحب بحكومة بدون نتنياهو
اجتماع دار الفتوى وسجال باسيل - خليل يعقدان المشهد الحكومي المعقد ...وبري يمدد المهل
الدولار يقفز فوق ال 15000 ومنصة سلامة على الورق ...وشكوى الحليب والدواء تتصاعد
كتب المحرر السياسي
بينما كان الرئيس الأميركي جو بايدن يبحث في قمة السبعة الكبار عن وصفة لمواجهة الصين ، كاشفا القلق من خطة الحزام والطريق ، لتخرج القمة بمواجهة الأفعال بالأقوال ، عبر التنديد ببيع الصين لمنتجاتها بأسعار رخيصة ، وعدم الأخذ بمعايير الغرب لتصنيف الدول وفق سلم إستحقاق التنمية ، تحت شعار النفاق السياسي المسمى بمعايير حقوق الإنسان ، التي يصير بموجبها كيان الإحتلال في طليعة الأنظمة المستحقة ، رغم مواجهته لعشرات الدعاوى بجرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية أمام المحاكم الأوروبية والمحكمة الجنائية الدولية التي أنزل بها رئيس أميركي العقوبات ، كان وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن يحتفل بأول انجازاته ، مع رحيل بنيامين نتنياهو من رئاسة حكومة الكيان بفارق صوت واحد ، مع نيل حكومة الثنائي نفتالي بينيت ويائير لبيد ثقة الكنيست ب 60 صوتا مقابل 59 ، بعدما أنتجت معركة سيف القدس فراغا أمنيا وعسكريا استدعى طلب الحماية الأميركية ، مع تسليم الجيش والاستخبارات في الكيان بالعجز عن تثبيت معادلة الردع في مواجهة غزة وحدها ، والقلق من معادلة الحرب الإقليمية التي كشف عنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، كرد على أي تهديد لهوية القدس وعبث بمقدساتها ، وبعدما أثبتت حرب الأيام العشرة فشل القبة الحديدية في صد صواريخ المقاومة التي تهاوت على تل أبيب ومدن الكيان ، وسحب خيار الحرب البرية من التداول مع ظهور صواريخ الكورنيت في الأيام الولى للمعركة ، وظهرت عنتريات نتيناهو ورئيس الركان افيف كوخافي خالية من أي قدرات حقيقية ، وبدا ان هدف كل تصعيد وتهديد هو توريط واشنطن بحرب حماية للكيان يقررها حكامه .
مع نتنياهو فقد الكيان استقلاله وانتهى زمن ملوك "بني إسرائيل" ودخل الكيان عهد الإنتداب الأميركي ، وهذا ما قاله نتنياهو في دره على خطاب بينيت ، مشير الى ان واشنطن ذاهبة للعودة للإتفاق النووي مع إيران وللضغط لوقف الإستيطان وهما أمران لاتملك حكومة بينيت ليبيد التمرد على واشنطن فيهما ، لكن نتنياهو لم يقل ان فشله كان السبب ، وأن المبالغة بمزاعم قدرة الكيان على لعب دور إقليمي تباهى به نتنياهو ، أدت الى خسارة هذا الدور كليا ، ودفعت بالكيان وراء الجدران وحولت حكوماته الى حكومات تصريف أعمال تهتم بشؤون المعيشة الداخلية وتخفيض سقوف التوتر ، التي أعلن نتنياهو العزم على تصعيدا طلبا للعودة للحكم ، خشية الزج به في السجن جراء ملاحقته بدعاوى الفساد .
يوم غد الثلاثاء سيكون أول امتحان داخلي للفريقين ، الحكومة ونتنياهو ، مع موعد مسيرة الأعلام الصهيونية في القدس ، ودعوة لجنة المتابعة الوطنية في الأراضي المحتلة عام 48 للتعبئة الشاملة لمواجهة المسيرة ودعوتها لقوى المقاومة في غزة ولبنان للإستنفار تحسبا للمستجدات .
في لبنان المشهد الحكومي المعقد الى المزيد من التعقيد ، بعد اجتماع دار الفتوى الذي رسم اطارا مذهبيا لموقع رئاسة الحكومة وربط به أي تكليف وتأليف ، وما أشيع عن نوايا الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة سعد الحريري الذهاب للإعتذار عن تأليف الحكومة ، ثم تراجعه نزولا عند رغبة رئيس مجلس النواب نبيه بري ،بينما رأت مصادر سياسية في الإجتماع وما رافقه من حشد لخطباء الجمعة والمجلس الشرعي للطائفة رسالة للسعودية بمثل ما هي رسالة لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي عنوانها ، ان الحريري مرشح وحيد لرئاسة الحكومة ، وجاء السجال بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ، والمعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل ليزيد على التعقيد تعقيدا ، ما استدعى من رئيس مجلس النواب تمديد المهل أملا بإستعادة مناخ التهدئة لإستئناف مساعيه .
على المستوى المالي تجاوز سعر صرف الدولار ال 15000 ليرة ، بينما بقيت المنصة التي أعلن عنها حاكم مصرف لبنان رياض سلامة حبرا على ورق ، وفي ظل انفراجات مرتقبة في ملفات الكهرباء والمحروقات ، تفاقمت أزمة فقدان الأدوية وحليب الأطفال من الصيدليات ، بينما كان وزير الصحة حمد حسن الذي نجح بتنظيم مارتون التلقيح للمرة الثانية ، قد نجح بمداهمات لمستودعات معدات طبية أظهر معها التسعير المتضمن أرباحا فاحشة للتجار ، واخفائهم للبضائع في مستودعاتهم .
2021-06-14 | عدد القراءات 1626