كلام الأسد في المسألة القومية
كتب ناصر قنديل
- خلال استقباله لوفود عربية مهنئة بالإنتخابات الرئاسية ، وما أظهرته من حضور شعبي يؤكد حجم التفاف الشعب السوري حول الرئيس الأسد وقيادته التي تجسد المشروع القومي ، قدم الرئيس الأسد مقاربته للمشروع القومي على ركيزتين رئيسيتين ، الأولى دعوة للمثقفين والنخب بتقديم المشروع القومي بصفته مشروع انتماء وتخفيف الجرعات العقائدية من الخطاب القومي ، فالهوية جامعة للمصير والمصالح بين مكونات الأمة ، إرتضوا ام أبوا الإنتساب الى مفهوم قومي عقائدي ، والثانية دعوته لصياغة خطاب قومي قادر على ربط المشروع القومي بمصالح الناس .
- في قضية الهوية القومية والانتماء القومي ، سبق للرئيس الأسد مرارا أن خاض في نقاشات مع شخصيات دينية وعلمانية ، وهو يدعو لفهم المسالة القومية من موقع كونها موضع الهوية الجامعة التي يعاملنا الصديق والعدو على أساسها ، وهذه المرة يضيف زاوية مقاربة تتصل بخطر التقسيم الذي عندما يصيب بلدا سينتقل كالعدوى إلى بلاد أخرى ، ويمكن ان نضيف انه في تجربة سورية كان تجذر الإرهاب خطرا إذا نجح في سورية فسيستهدف سواها ، فقاتلت سورية عنها وعن أمتها ، وقبل سنوات كان المشهد الطائفي يحاصر سورية من جنباتها اللبنانية والعراقية ، ولم يتأخر الداء عن محاولة الفتك بسورية ، وما انتصارها عليه إلا بشارة خير لفرص مشابهة في لبنان والعراق ، فتبني سورية نموذجا للدولة لنفسها ولأمتها .
- في قضية العلاقة بين الإنتماء القومي ومصلحة الناس ، يقدم الأسد وصفة مباشرة للعمل القومي ، فبدلا من مجادلة حول عناصر العقيدة ، لن تستقطب الا نخب ضيقة ، لماذا لا يخوض المثقفون وتتولى النخب ، تناول المشتركات المصلحية التي تربط مكونات الأمة ، ففكرة السوق المشرقية على سبيل المثال ، وما تشكله من أساس لتكامل بلدان قادرة على التساند والتبادل وصولا الى نسبة عالية من الإكتفاء ، بين بلد قوي في الزراعة والصناعة وآخر بالنفط والطاقة وثالث بالخدمات التعليمية والصحية ، وبدلا من اعتماد العملات الاجنبية التي تستنزف الثروات لم لا يقوم التبادل بين هذه الدول بالعملات الوطنية ، ومثل ذلك اسئلة عن معنى ربط دولنا بخطوط سكك حديدية ، وسواها من العناوين التي يستشعر الناس فيها مصالحهم .
- نصر سورية كان فعل قيادة ، والمشروع القومي سواء كان على حجم سورية الطبيعية أو على حجم البلاد العربية ، يحتاج قائدا كالأسد تجمع حوله القوى والنخب القومية ، وربما يكون التكامل المشرقي اول الإنجازات التي يجب أن ينتجها هذا المشروع .
2021-06-16 | عدد القراءات 1834