ورطة أردوغان في أفغانستان وأذربيجان تغضب بوتين ...وبايدن لتنازلات أمام بوتين في سورية
الإنتخابات الإيرانية : مشاركة قياسية مقارنة بسابقاتها ...والمفاوضات في فيينا غير متصلة
عزل الشارع عن التجاذبات وتهدئة الخطاب ...بعد تحميل بعبدا لبري إحباط إعتذار الحريري
كتب المحرر السياسي
ينقل مصدر دبلوماسي تابع قمتي بروكسل لحلف الأطلسي وجنيف الرئيسين الروسي والأميركي ، ما يعتبره أبرز ما حملته القمتان . فقد نجح الرئيس الأميركي جو بايدن بعقد صفقة مع الرئيس التركي رجب أردوغان تقوم على تخفيض الإعتراض الأميركي والأطلسي على الكثير من السياسات التركية ومنها شراء صواريخ أس أس 400 الروسية ، إذا وافقت تركيا على الحلول مكان القواعد الأميركية في مطار كابول وأذربيجان . ويقول المصدر أن أردوغان إعتقد أنه يستطيع إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتغطيته في هاتين المهمتين المتصلتين بأمن روسيا ، بصفته حليفا لروسيا موجودا ضمن حلف الأطلسي ، خصوصا أنه رفض التخلي عن صواريخ أس أس 400 . لكن المفاجأة التي صدمت أردوغان ولم تكن مستغربة أميركيا وأطلسيا ، هي أن بوتين أبلغ الأتراك رفض روسيا المطلق لأي تواجد للناتو على حدود روسيا ، خصوصا أن تولي الأتراك الإنتشار في أفغانستان وأذربيجان قطع الطريق على تجاوب أميركي مع دعوة روسية للتعاون في مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي .
بالتوازي تقول معلومات المصدر أن الرئيس الروسي أجاب الرئيس الأميركي على مطالبته بتسهيل مهمة الممرات على الحدود السورية التركية ، بأنه سبق وأبلغ أردوغان رفضه لذلك ، وان الحل يبدأ من بحث مستقبل سورية ، حيث كل المعترضين على الدولة السورية لا يقدمون تصورا للحل ، وأن بوتين دعا بايدن لسحب قواته من سورية بمعزل عن مستقبل تواجده في العراق حيث يدير مفاوضات مع الحكومة الشرعية ، بينما يتواجد في سورية خارج القوانين الدولية ، مبديا استعداد موسكو لتسهيل المهمة ، ورعاية حلفاء واشنطن الأكراد ، وفتح قنوات الحوار بينهم وبين دمشق ، ولم يستبعد المصدر أن يكون بوتين قد حصل على إشارة أميركية إيجابية على هذا الصعيد ، ضمن إطار تعاون لتنشيط المسار السياسي بين الحكومة السورية والجماعات الكردية .
في المشهد الإقليمي تصدرت الإنتخابات الرئاسية الإيرانية الصورة ، حيث غابت التحليلات عن هوية الفائز المتوقع ليتم التركيز في كل المقاربات الدولية والإقليمية على حجم المشاركة الشعبية في الإنتخابات ، خصوصا أن غياب مرشح رسمي يمثل التيار الإصلاحي جرى تسويقه كعامل إضعاف للمشاركة ، مضافا إليه تأثيرات كورونا ، بما سيتيح للأميركيين القول إن العقوبات التي تسببت بإلحاق الأذى بالاقتصاد الإيراني وأصابت شرائح كثيرة من الشعب الإيراني ، بعدما أدت الى إصابة سعر العملة الوطنية الإيرانية ، تقف وراء هذا الاعتكاف الشعبي عن المشاركة ، تعبيرا عن نوع من الإضراب السياسي ضد النظام ، وجرى وضع عتبة ال38% التي سجلتها المشاركة في إنتخابات الرئاسة السابقة معيارا ، وراهن الكثير من المحللين الغربيين والخليجيين على انخفاض هذه النسبة إلى 25% ، ومع تقدم ساعات النهار ثم ما شهده المساء والساعات المتقدمة من الليل والتمديدات المتتابعة لمهل إقفال الصناديق ، بدأت رسائل مراسلي الوكالات الغربية تتحدث عن نسبة ال50% وربما تخطيها ، بما يعيد الى الذاكرة نسبة مشاركة لم تعرفها إيران منذ ثمانينيات القرن الماضي مع الإنتخابات التي حملت إلى الرئاسة كلا من الإمام الخامنئي ومن بعده الشيخ هاشمي رفسنجاني ، بينما توقع البعض تخطي هذه النسب أيضا ، في رسالة رد شعبي واضحة على الضغوط الغربية والميركية خصوصا ، وتأكيد حيوية وتماسك العلاقة بين الشعب الإيراني ونظامه السياسي ، بينما كانت كل التقارير الواردة من فيينا تؤكد أن المفاوضات مستمرة بذات وتيرة اليام الماضية ، وان لا صلة أمكن تسجيلها بين المفاوضات والمسار الإنتخابي ، وأنه إذا حصلت إيران على مطالبها فإنها عائدة للإلتزام بموجبات الإتفاق مهما كان إسم الرئيس الفائز .
لبنانيا قالت مصادر توالب المسار الحكومي والعلاقات السياسية على مثلث بعبدا بيت الوسط وعين التينة ، أن المساعي التي قادها حزب الله نجحت بالتفاهم على عزل الشارع عن التجاذبات عشية يوم الإضراب الذي دعا إليه الإتحاد العمالي العام وأيده الأطراف الثلاثة ، تيار المستقبل والتيار الوطني الحر وحركة أمل ، وأن الدعوات للتهدئة بدأت تظهر في تراجع الخطاب التصعيدي الذي بلغ أعلى درجات السخونة أول أمس ، بينما لا يبدو أن هناك جديد على المسار السياسي حتى لوعادت مبادرة رئيس مجلس النواب الى التداول ، وقالت المصادر أن الإنفجار السياسي الذي شهده البلد كان نتيجة قناعة رئيس الجمهورية وفريقه ان فرصة إعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري كانت قد لاحت ، بعد تأكدها من تلقيه نصيحة من ولي عهد الإمارات محمد بن زايد بعدم التورط بتشكيل حكومة دون الرضى الكامل لولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، وهذا غير متوفر ، وأن لا مصلحة بالدخول في رهانات تغيير موقف ابن سلمان بفرض امر واقع قد يتسبب بإغضابه أكثر ، وتقول المصادر أن الحريري كان على عتبة الإعلان عن الإعتذار قبل أن يتدخل بري ويحمله مسؤولية ما سيحدث بعد ذلك ، لأن الإعتذار سيفتح باب الإستشارات وتسمية بديل لرئاسة الحكومة ، ولن يكون مقبولا من الحريري إعتبار الشراكة في ذلك إستهدافا له ، فتراجع الحريري عن الإعتذار ، وكان وقع الأمر صادما في بعبدا التي شعرت أن "اللقمة وصلت الى الفم وضاعت " ، لكن المصادر تقول ان الأمر إنتهى الآن والحريري صرف النظر عن الإعتذار على الأقل مرحليا ، وتوقعت ان يعود رئيس التيار الوطني الحر للإعلان عن دعوة رئيس مجلس النواب لإستئناف مبادرته ، لتشكيل حكومة برئاسة الحريري .
2021-06-19 | عدد القراءات 2295