يوم الانتخابات الإيرانية رسالة تحت المجهر كتب ناصر قنديل

يوم الانتخابات الإيرانية رسالة تحت المجهر

كتب ناصر قنديل

- كثيرة هي المضامين التي يقدمها اليوم الانتخابي الطويل الذي شهدته إيران أمس وامتد حتى ساعات فجر اليوم ، لكن يبقى أن هذه الإنتخابات الرئاسية هي في جانب منها أهم وأول اختبار لدرجة حيوية العلاقة بين الشارع الإيراني والنظام السياسي القائم ، بعد مرحلة الضغوط القصوى التي استهدفت تجويع إيران وتجفيف مصادر الحياة فيها ، وراهنت على دفع الإيرانيين إلى الإنقلاب على نظامهم أو على الأقل فك علاقتهم به .

- يقدم المشهد الإنتخابي الرئاسي في إيران جوابا حاسما على السؤال حول جدوى نظام العقوبات في صناعة التغييرات السياسية ، بعدما سلم الأميركيون بمحدودية قدرة قوتهم العسكرية على فعل ذلك وتوهموا أن ما لم تنجزه القوة العسكرية ستتكفل العقوبات بإنجازه .

- تهافت الناخبين على مراكز الإقتراع وتجاوز نسب الاقتراع المسجلة في خمس دورات إنتخابية سابقة واحتمال تخطيها النسب التي سبقتها في انتخابات الثمانينيات من القرن الماضي عندما تولى الرئاسة كل من السيد علي الخامنئي والشيخ هاشمي رفسنجاني ، وهذا يعني أن في هذه المشاركة جانب من الرد الشعبي المتعمد على الرهانات الخارجية ، للقول أن مشاكل إيران تخص افيرانيين وحدهم ، وأنه مهما إرتفع صوت الإيرانيين بوجه حكوماتهم فهذا لا يعني للحظة أنهم مستعدون لتسليم بلادهم للأجنبي ، وأن على هذا الأجنبي إدراك حقيقة أن الإيرانيين موحدون في مواجهته دفاعا عن استقلالهم ، الذي يشكل الإنجاز الأهم للثورة والجمهورية الذي لن يفرطوا به .

- نجحت القيادة الإيرانية ممثلة بالإمام علي الخامنئي بالفصل التام بين مسار العملية الانتخابية ونتائجها ، وبين مفاوضات فيينا الخاصة بالملف النووي ، في رسالة لا تقل أهمية ، مضمونها أن إيران ليست أميركا ،  فالذي يفاوض وسيوقع هو الدولة الإيرانية ، وليس رئيس يغادر أو رئيس يأتي ، وأن ما ترتضيه الدولة الإيرانية لا يتأثر بتغير مراكز الحكم فيها ، فهي دولة مؤسسات وليست دولة افراد .

2021-06-19 | عدد القراءات 1525