إعلام محور المقاومة كتب ناصر قنديل

إعلام محور المقاومة 

كتب ناصر قنديل

- فجأة ودون سابق إنذار تم إغلاق مواقع تابعة لقنوات تلفزيونية  لمحور المقاومة ، وأعلن على صفحاتها الرئيسية أنها تغلق بقرار من وزارة العدل الأميركية ، والإغلاق سواء كان رسميا أو عبر قراصنة هو تعبير عن هشاشة المزاعم الأميركية حول التمسك بحرية الرأي والإعلام ، والسابقة ليست جديدة فهي تعبير عن استمرار سبقه الكثير من إجراءات القمع التي بدأت مع تصنيف مؤسسات إعلامية على لوائح الإرهاب ، وكانت البداية مع قناة المنار .

- الملفت أن هذا يجري في بداية ولاية الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن ، الذي جعل في مقاربته لإعادة صياغة سياسات بلاده عنوان حقوق الإنسان المرجع الذي يوجهها ، وأول هذه الحقوق حق التعبير ، فعندما تفاوض واشنطن مع طهران لرفع العقوبات والعودة إلى الإتفاق النووي ، لا تفعل ذلك بحساب الإعتراف بحق الشعب الإيراني ، بل دفعا لما تعتقده الأصعب وهو امتلاك إيران لسلاح نووي ، والسياسة الفعلية لواشنطن هي ما يجسده قرار إقفال موقع قناة العالم ومواقع قناة المسيرة اليمنية وقناة الكوثر العراقية وقناة فلسطين اليوم ، وكلها مواقع إعلامية لا تحمل إلا الآراء .

- في الوقت نفسه يصمت الأميركي عن انتهاكات جدية ومؤلمة لحقوق الإنسان ، واعتداءات موصوفة على حرية التعبير ، فتسقط المعارضة الإماراتية آلاء الصديق في حادث مدبر في لندن ، كانت واشنطن ستشكل له لجنة تحقيق دولية لو كان المعني منشقا روسيا ، وستتخذ من باب الإحتياط عقوبات فورية حتى ينتهي التحقيق ، وبالمثل بعد شهور من الوعود بالسير حتى النهاية في تحميل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية قتل الصحافي جمال الخاشقجي ، قرر بايدن وقف اي ملاحقة بحق ابن سلمان .

- يحظى نظام البحرين برعاية وحماية واشنطن رغم فضائح الإنتهاكات التي توثقها كل الهيئات الدولية الأممية والمنظمات الحقوقية ، حيث آلاف معتقلي الرأي يقبعون في السجون مهددين بتفشي وباء كورونا ، ويعاني قادة كبار السن ومرضى بينهم من معاناة المرض دون ان ينالوا أبسط رعاية صحية .

- لا ترف عين المسؤولين الأميركيين عندما يقرأون التقارير عن أحوال الفقر في اليمن والمعاناة في سورية وفنزويلا ، بل يتباهون بنتاج الحصار والعقوبات ، وهم يعرفون ويعترفون انهم يعاقبون الشعوب على خياراتها ، كما فعلوا عندما رفضوا الإعتراف بنتائج الإنتخابات الفلسطينية التي قاموا برعايتها عبر مؤسسة كارتر عندما جاءت النتائج تحمل قوى المقاومة الى البرلمان .

2021-06-23 | عدد القراءات 1985