أحمد جبريل رمز للمقاومة العربية كتب ناصر قنديل

أحمد جبريل رمز للمقاومة العربية 

كتب ناصر قنديل

- تخسر فلسطين وقوى المقاومة برحيل القائد أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة قامة نادرة ، فأبو جهاد الذي سقط ابنه شهيدا على طريق العمل الفدائي لأجل فلسطين ، كان منذورا لكل ما يجعل القدس أقرب ، وفي لحظات الركود النضالي التي عرفتها المقاومة الفلسطينية كانت العمليات النوعية التي يخطط لها ويقودها ابو جهاد تكسر الركود وتعيد الألق للقضية ، وفي لحظات المواجهات كان أبو جهاد دائما في الخطوط الأمامية قائدا ومقاتلا .

- امتاز جبريل عن اقرانه من جيل المؤسسين للتنظيمات الفلسطينية التي ولدت في الستينات تحت عنوان المقاومة انه بقي مخلصا لخيار المقاومة حتى الرمق الأخير ، رغم كل التحولات التي مرت بها التنظيمات الفلسطينية تحت عناوين تكتيكية وسياسية أبعدت بعضها عن خيار المقاومة ودفعت بعضها الاخر لمهادنة من ابتعدوا ، بينما بقي ابو جهاد صوتا صارخا يدعو للمقاومة ويبني لها ويؤسس لمواصلتها ، ولو بقي وحيدا .

- في التحالفات كانت بوصلته وحيدة وهي فلسطين ، لا  تحده ولا تبعده عقائد ولا ايدلوجيات ولا سياسات ، فكانت سورية القلعة الحصينة التي لا يمكن أن يتنكر لموقعها ودورها في مواجهة مشروع كيان الإحتلال ودعمها للنضال الوطني الفلسطيني واحتضانها لقواه بلا مقابل ، وعندما تعرضت سورية لحرب الإسقاط وأراد البعض استعمال الفلسطينيين وقودا لهذه الحرب وقف جبريل بالمرصاد ، وعندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران كان من أوائل من قرأوا حجم الرصيد الذي أضافته لحساب القضية الفلسطينية ومقاومتها ، وتحمل التحريض المذهبي والإساءات المدفوعة والمبرمجة ، ولم يرف له جفن بالمجاهرة في التمسك بمحور المقاومة الذي تقوده إيران معلنا فخره بهذا الإنتماء ، وعندما صعدت مقاومة حزب الله في لبنان كان في طليعة الذين بادروا للتفاعل مع تجربته المقاومة واعتبروها نموذجا رائدا لإلهام ونصرة المقاومة الفلسطينية .

- في مواجهة إجتياح جيش الإحتلال للبنان كان في طليعة خطوط المواجهة قائدا ومقالات صلبا ، محاولا حث زملائه القادة على الصمود والقتال ، وعندما قرروا المغادرة ترك ما تيسر من سلاح وعتاد نوعي للمقاومين اللبنانيين الذين أرادوا مواصلة القتال ، وكل من شارك في أعمال المقاومة في الثمانينيات أحزاب ومجموعات وأفرادا  وجدوا في هذا القائد دعما وسندا وأخا موجها بلا مقابل سوى أن يستمر القتال .

- يغادر أبو جهاد تاركا وراءه رصيدا من النضال والتضحيات ، ملاقيا لحظة تاريخية في النضال الفلسطيني وجيلا جديدا من الشباب الذي يصنع مرحلة جديدة من النضال عن قرب ، يجعل فلسطين أقرب .

2021-07-08 | عدد القراءات 1337