مقدمة
ثقافة وشعر ووجدان ودخول في خوالج النفس واحكام على الذات في مشاركات تثير الفضول ، يتوهج حديث الجمعة بتأريخ اليوميات عبر صباح القدس يصول ويجول في فضاءات القضايا والأحداث من صعود الصين الى صمود بيتا الفلسطينية ، معرجا على الاعلام وخطاب المقاومة ، الى انسحاب الذل الأميركي من أفغانستان ، متوقفا عند رحيل الكبار بتحية لزعيم النهضة ومؤسس العقيدة القومية الإجتماعية انطون سعادة والمثقف الاديب المقاوم غسان كنفاني والقائد المقاوم احمد جبريل ، سير حياة تلهم الأجيال وتنير صباحات القدس .
عن الحزن الجميل..
الحزنُ دارُ الطيّبين ومسقطُ نبضهم، ظلّهم العطوف وطقسهم العتيق في الحبّ، سلامُهم المتين وحربهم الدافئة..
الحزنُ ثوبُ الفقراء ورائحةُ خبزهم، حرزُهم المقدّس بالدّمع وكسوة عيد أعينهم، أنيسُ شرودهم في اللّيل وسرّهم العتيق..
والحزنُ زادُ الغرباء وقوت قلوبهم، عشبُ طريقهم وغيمُ الظهيرة إن سطعت سياطُ الشّمس على ظهر حنينهم الحاني.. والحزنُ جسر عبور التائهين إلى جبل الهويّة..
وبعضُ الحزن بكاء.. بكاءٌ سخيٌّ سخيٌّ كدفء الوليّ إذا صلّى، وإذا قصّ حكايا الحروب وإذا ابتسم.. بكاءٌ لطيفٌ كفوحِ الترابِ النقيّ النقيّ في كفوفِ القرى إن حانَ مطرٌ أو رحيل..
وبعضُ الحزنِ سماءٌ، عتمٌ يلملمُ دمعَ المنهكين بين التذكّر والنسيان، ونسيمٌ يمسح عرق الخطيئة عن وجهِ المتعبين بين صبرٍ وكفر، وقمرٌ يصلّي في جوفِ كفوفِ العجائزِ بين تسليمٍ وعتب.
وكلُّ الحزنِ تراب، يدّخرُ الخطى ذاكرةً من العابرين إلى الحقولِ المنسيّة، ينطقُ وردًا وينظمُ عشبًا ويدمعُ حبًّا لأنّ البردَ جادَ بفيضِ من ندىً وحنين..
ليلى عماشة
أكثر ما يجمعنا.
في بلادنا العربيّة ، إذا فرّقتنا السياسة ، جمعتنا الفنون ولملمت شتاتنا؛ من شعر و نحت و موسيقى و رسم و غيرها من الفنون المتأصّلة في الدم العربي...
يأتي الشعراء و الرسامون يجوبون الطرقات يجمعون ما تساقط من أشلائنا ، و يصلون شرايينا المهتوكة بشريان الحياة. فتدبّ فينا الروح و نحيا . الشعر خصيم الموت و الدمار، و الرسم و النحت انعكاس لرسم الواقع كما نتمنى ونحلم أن يكون. لولا الفنون ما عاشت مصر آلاف السنين بين غزاة و طُغاة و طامعين لم يتعلّموا حبّها ! و إن أغرقوا في شهوة استلاب ثرواتها و تاريخها. لولا الشعر ماهزم العراق الموت الذي تربّص به عقوداً إثر عقود. بوابة عشتار البابلية ، و جلجامش السومرية التي حفر على أرضها حمورابي شريعته منذ سبعة و ثلاثين قرناً على جدار مسلّة يحتضنها الآن متحف برلين! مثلما يحتضن رأس نفرتيتي! ذاك أنّ الالمان ،من أسف ، تعلّموا كيف يحفظون كنوزنا و يحبونها أكثر ممّا تعلّمنا! التاريخ العربي يرقد هناك عندهم. أرقى حضارات الأرض و أعرقها يملكون نسختها الأصلية!! الآن وصلنا إلى الحلقة الأكثر ضعفاً وهي آثار بلادنا سورية ترى أين سنجدها بعد انتهاء الحرب؟؟
في متحف اللوفر في باريس كون فرنسا كانت الحليف الأكبر ضدنا في هذه الحرب الشعواء؟ أم في متاحف الألمان الذين اكتشفوا أهمية هذه الآثار و رحلّوا الكثير منها إلى متاحفهم؟؟
حسب تقرير نشرته وكالة (Sputnik) العربية جاء فيه: تمّ سرقة أكثر من 25 ألف قطعة أثرية من سورية هُرّبت إلى تركيا و الأردن . منها ما تمّ التنقيب عنه بطرق غير مشروعة ، ومنها ما سرق من المتاحف و المدن الأثرية مثل تدمر و أوغاريت وغيرها. وقد تمّ استرجاع أكثر من 20 لوحة فسيفسائية لمعلولا ... أليس الإنسان الذي يقطن هذه الأرض و المتمسك بها حدّ الموت أحق بآثارها و ممتلكاتها؟؟
قلعة الحصن أو كما عرفت في القديم بقلعة الأكراد عانى أهلها ويلات الحرب والآن يأتي المتسولون و المرتزقة و ينهبون آثارها و يبيعونها لدول الغرب مقابل أبخس الأثمان .وقِس على غيرها من المدن الاثرية...
سأختم المقال بكلام جميل للسيّاب :( إنّي لأعجبُ كيف أن يخون الخائنون ..أيخون الإنسان بلده. .إن خان معنى أن يكونْ.. فكيف يمكن أن يكونْ؟ ... بلاد كهذه البلاد الجميلة و التي نزلت بها أقدم الشرائع و مهد الحضارات و الديانات السماوية لا بدّ و أن نبادلها الحب و الاهتمام وألّا نخون...فنحن لسنا من لاعني الظلام، نحن ممن يوقدون الشموع و يتلون ما حفظوا من الكتب السماويّة و يضحّون بأبنائهم كرمى ترابك يا سورية...
صباح برجس العلي
ندوة فكرية بدعوة منتدى الفكر اللبناني يترأسها الوزير السابق طراد حمادة ويشارك فيها المستشار الثقافي للجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور عباس خامة يار حول الإنتخابات الإيرانية وتداول السلطة
أغفو على صوتِكَ ،
لا أعرفُ ما طبيعةَ السِّحرِ الذي يحوّلُ صوتَ رجلٍ بالغٍ راشدٍ إلى همسٍ حنونٍ كهمسٍ عذبٍ صادرٍ عن امرأةٍ تحاولُ تهدئةَ طفلٍ مفجوعٍ بفقدانِ أمّهِ
أغفو على صوتِكَ ،
أنا المفجوعةُ بغيابِ العالمِ برمّتهِ ، و مع كلِّ غيابٍ جديدٍ
تعاودني المشاعر نفسها و الآلام ذاتها
أغفو على صوتِكَ ،
صوتِكَ الذي أشرقَ في روحي ،
تلكَ الرّوح التي تمزّقت من جبالِ الجّليدِ التي تكوّمت
و عَلَتْ فيها حتّى الاختناقِ ،
فأتاني صوتُكَ كخيوطِ الشّمسِ الأولى في ساعاتِ الصّباحِ الباردةِ و بثَّ الدّفءَ فيَّ ، فانهارتْ جبالُ الجّليدِ بينما عاودتْ روحي ترميمَ نفسها و شهقتْ شهقةَ النّجاة
أغفو على صوتِكَ ،
الذي نابَ عن الحكاياتِ التي ترويها الجّدّاتُ لأحفادهنَّ ،
آآه كم يشبه صوتكَ خرافيّة تلكَ الحكايا يا حبيبي ،
و آآه كم أشبه أنا أولئك الصّغار بتصديقهم تلكَ الخرافاتِ اللّذيذة
أغفو على صوتكَ ،
فهو زادي و مَسكني و طمأنينتي في غيابِ
أسباب الحياة و ... غيابكَ !
أغفو على صوتِكَ و بي أملٌ
بي أملٌ أن أصحوَ على مرآكَ
ريم بيطار
يغيب عن نظري فتاة الامس، و يحدث وانا اتسلق السلم كمن يحاول الصعود الى السماء ، ليقطف نجوم العمر .
ما عدت أخاف ان اقطع الثلاثين ، بت اقنع نفسي به كرقم جميل ، واحاول ان اتماشى مع الايام اصادقها و أخلص لصحبتها التي تقع في نفسي ..وفي جسدي..
حاولت مرارا أن أجعل من اللا شيء حالة .. ، وأن أحاوط شعري بتاج فيروزي ، وان يتطاير شالي مع كل نسمة .
لكن ما حصدت الريح ، ولا خفت الا رحيل الوقت يلفه شالي في عنقي يمزق صرخات الانثى بي ولا يضجر منها الوقت .
كل ما لدي بقايا امراة وبقايا حكايات تدور في مخيلتي
بقايا امل يتسرب في كأس حلو مر لم أذق احلاه ..
أواسي نفسي ،أرشيها بانواع الشكولاتة الفاخرة .. آكلها ، مقتنعة ان الاحداث المثيرة تجامع ألاحداث السيئة ،و أن ما أراه مجرد صور.
سأنسى أني غير راضية عن الفتاة التي تتمشى بي ،
وعن عاداتي السيئة، و انتصاراتي المزيفة ،
لن أبني لي مزيدا من ألاوهام ، لا ثمة انتظارات آخرى أو أن أسمح للمراكب أن تدور بي وتتهادى ..
أو قطار سريع يتوجه بي الى اخر رحلة .. …
لن احاول ربط الاشياء بالأخرى … تراني أمسح من قاموسي ضحكتي العالية ، و لهفتي عندما الاقي حبيبي … و خوفي اللا مبرر على طفلي الذي يلعب …
المرأة التي آرها في المرآة ،رمادية ، خافتة …
أنا الطفلة التي ما نادت أمها تبكي … مصابة بشغف لا الُم به ..و لا يلم بي ..
أكتب اسماء أناس لا اقوى على عصيانهم ،أحرق ما تبقى من جليد الألم و الحيرة .
أنام على كتف الافق لأراقب تحركات الموج …. و استسلم لآخر خيط من خيوط الشمس ..
اتمدد كغيمة و أختفي في بحر الليل ، كضوء سجين ، يلاحقني ،ويشي بي
نعم و كيف لا ،
أنا الممزوجة بالضوء و الظلام .
عيني مفاتيح الصباح
و شفتي آخر انكسارات الليل .
ميساء الحافظ
صباحات
8-7-2021
صباح القدس للقادة العظام يرحلون ، فأي سر فينا يدعون ، صباح القدس لجبريلها أحمد ، وقد افنى العمر لحقيقة تولد ، والحقيقة اسمها عودة فلسطين ، ولما عادت اودعها بأيدي المقاومين ، وصباح القدس لغسان في كنف القدس يتجدد ، فالكنفاني قلم حبره لا ينفد ، ودمه القاني كالكنفاني ، يعلي صوت المقاومة ، رافضا لكل مساومة ، وصباح القدس لأنطون سعادة في مثل هذا اليوم يواجه الرصاص ، على ولائه لفلسطين كان القصاص ، فما سر هذه العروس البهية ، تستقطب هذه الأرواح الزكية ، وتهون في سبيلها التضحيات ، فتهرم السنون في السعي اليها قامة جبريل ، وتطوي العبوة شباب غسان ، ويقف شامخا للموت في سبيلها سعادة ، فتصير هي السبيل ، وبر الأمان ، وقبلة العبادة ، وما عرف العالم مثلها قضية ، تفنى نحوها الأجيال وتبقى حية ، ترخص في البذل لأجلها اعمار العظام ، وتفنى في السير اليها الأعوام ، والسعي نحوها بركة ، والدم في مهرها شركة ، اسهم يتسابق نحوها الكبار ، يرسمون بما اسهموا المسار ، وكلما مر عظام على طريقها ، وصاروا شركاء في فريقها ، صار مهرها أغلى ، وصارت شمسها أعلى ، لله درك هذا الجمال ، وتلك العذوبة ، اسطورة الأجيال ، وقضية العروبة ، ونبض الهوية ، ومعنى القضية ، وبوصلة الحق والحقيقة ، والمعاني الدقيقة ، لك وحدك تكتب دروس الكبار لأجيال قادمة ، ان لا طريق الا المقاومة ، وبهم وحدهم تقاس القامات ، فيصغر أمامهم من باع وعاد خالي الوفاض ، ولا يقاس العلو الا بالانخفاض ، ومنهم دروس في الشجاعة والحكمة والفلسفة والأدب ، وليس في مدرستهم معادلة قتل الناطور واكل العنب ، ولا في مفرداتهم عين لا تقاوم المخرز ، ولا يد تبوسها وتدعوعليها بالكسر ، فعندهم لا وجود لما هو أبرز ، من تراكم الحقائق في علم الجبر ، والحقيقة دم يعقبه دم التأكيد ، ودم جديد ، حتى تفيض الصفحات بعظيم التضحيات ، وتظهر الحقيقة ناصعة ، تنير دروب أجيال طالعة ، فينتصر جمع العيون الحالمة ، وتكسر الأيدي الظاملة ، ويصان العنب بعد أن يقتل الناطور أو يعاقب على ما سرق ، فالحقوق ليست كما تكتب على الورق ، انها اعمار وعذابات ودم وعرق ، لهؤلاء العظام في الثامن من تموز صباح القدس وأنوارها ، وللقدس عهد المقاومين وثوارها ، ولجبريلها الراحل اليوم الف قصة ، ستأتي أيام وتروى ، كيف كان خبير الألغام الخطير ، وبطل عمليات التبادل ، نرويها بغصة ، لخسارة صاحب التدبير ، الذي كانت فلسطين نفسه الأخير ، غادرنا وهو يقاتل ، وقد عرفناه قامة باسقة في الميدان ، وعرفنا فيه شجاعة الشجعان ، مخططا وعقلا لا يهدأ ، ولا يحيد عن مبدأ ، فهو من أنشأ للقدس صوتا في الإنتفاضة ، وصاحب الطائرات الشراعية والعمليات البحرية ، وابن يافا ، ولا حاجة للإستفاضة ، في سيرة لم ينتظر منها قطافا ، الا تشييع ابنه الشهيد ، ليلقاه في منتهاه السعيد
7-7-2021
صباح القدس للرئيس حسان دياب ، يتحدث بشجاعة أمام السفراء الذئاب ، فيقول انتم حصارنا ، وسبب إفقارنا ، ورعاة الهدر والفساد ، فهل تظنون انكم بمنأى عن شظايا الإنفجار ، ومن يتلاعب بلقمة العباد ، سيسقط السقف على رأسه يوم الإنهيار ، فهذا لبنان ان كنتم تعلمون ، وفيه اللاجئون والنازحون ، وممتد في الإنتشار ، لعلكم تحسبون ، مخاطر لعب القمار ، وما انتفاضة السفيرتين للرد الا لأن المسلة تنعر تحت الباط ، وادراك بأن باريس وواشنطن وجهة الإتهام ، والا لماذا اللباط ، لو لم تكن آثار الكلام ، كشفا لحجم الرباط ، بين مفهوم الحصار ونتاج الإنهيار ، فهل تنكر السفيرة الفرنسية قول وزير مالية حكومتها ، أن السياسة الأميركية بمنع تعافي لبنان خدمة لسياستها ، تعطل المبادرة الانقاذية بربط لبنان بإيران ، داعيا للتوقف عن هذا الرهان ، وهل تنكر السفيرة الأميركية قول وزير خارجيتها السابق ، ان الضغط على لبنان وفرض الحصار عليه ، يهدف لتحريك الشعب ضد حزب الله وتوجيه الإتهام إليه ، اما الحديث عن سوء السياسات والفساد ، فأنتم في كل منهما أسياد ، وكل من تولى الحكم في البلاد ، كان من رعاياكم ، وكما واليتموه والاكم ، وخير مثال قضية النازحين ، ألستم من يمنع عليهم العودة الى بلادهم ، وتعرفون الكلفة بالملايين ، وتصرون على ابعادهم ، وتخترعون الشروط والأسباب ، ولبنان ينهار ، وانتم من قلتم للرئيس دياب ، حاكم المصرف خط أحمر ، وها هو ملاحق امام المحاكم ، وانتم من ترك الدين يكبر ، ومنحتم الأوسمة للحاكم ، فعلى اي انجاز كرمتموه ، غير انه مهد الطريق لحصار فرضتموه ، وفي كل حال سيبقى السؤال ، ليس لكم ، فأنتم في نهاية المآل ، تلعبون لعبتكم ، ونسأل الرئيس دياب ، وقد تعرض للتخلي ، ومن باب العتاب ، في لحظة التجلي ، والعتب قدر المحبة ، الا تبيح الضرورات المحظورات ، والبلاد كما قلت قاب قوسين وتنفجر ، وليس في الأمر حبة وقبة ، والحقيقة ان البلد يحتضر ، وبغض النظر عن سوء المعاملة ، وحقك بالمساءلة ، نحن في لحظة تاريخية ، تناديك لتحمل المسؤولية ، وتقديم المثال ، لقادة يضحون لإنقاذ البلد ، وبكل محبة اخوية نطرح السؤال ، والأزمة حبل من مسد ، هل نتوقع منك الإقدام على خطوة جبارة ، تعيد ترتيب الحجارة ، وتتجاوز الجمود في تصريف الأعمال ، وتقف وقفة الأبطال ، وتقود المحاولة ، والعروض الروسية على الطاولة ، والعروض الصينية حاضرة ، والعروض الإيرانية تنتظر ، وليفهم الغرب ان فينا دماء طاهرة ، وشرايين تنفجر ، فلتقلب الطاولة وتفتح كوة في الجدار ، وتكسر الحصار ، وليركبوا أعلى خيلهم ، ويحلموا بما شاؤوا في ليلهم ، فما هي الكلفة امام مصير شعب ينتحر ، وبلد يحتضر ، أن يصنفوك على لوائح الإرهاب ويهددوك بالعقاب ، مقابل ان يراك الشعب مخلصا ، وان تكون لضميرك مخلصا ، وتدخل التاريخ كقائد صنع الإعجاز ، وبين يديك القرار ، وباسم هذا الإنجاز ، ترد للمسؤولية الإعتبار ، فتجاوز المحظور ، وليخرج الأنجاس ويقولوا انتهك الدستور ، فتخرج معك الناس وتكشف المستور ، ولتغير الحاكم ، وتحيل الفاسد الى المحاكم ، فانت رئيس الحكومة ، والناس مظلومة ، تدبر الأمر بروح القيادة ، دفاعا عن السيادة ، عندها يمكن الرهان على التغيير ، وعلى صحوة الضمير ، وانتفاضة الشعب ستتجدد معك ، وهو يئن على مسمعك
6-7-2021
صباح القدس لفصل الخطاب وسيد الإعلام ، عندما يقرأ في كتاب ويسطر أصول الكلام ، فالسيد تواضع ، فلم يقل انه ابرز نقاط قوة إعلام المقاومة ، وقد طالع وراجع كل أسباب القوة والضعف في الحرب الإعلامية ، وصار علينا لزاما من أجل المواءمة ، بين معرفة الواقع ورسم قواعد الخطط المستقبلية ، ان لا نتوهم قدرة على تعويض الفارق الهائل بالامكانات ، وان نسجل بأن اطلالة السيد هي نقطة الثقل الحاسمة ، في إعلام المقاومة ، وان ما نخسره بين حربين ، بسبب ضخ إعلام الفتنة والتشويه ، نحقق مثله وأكثر عندما تبدأ الحرب فنسدد الدين ، ونضيف أرباحا لا تقبل التمويه ، يعترف بها العدو والصديق ، بالقول ان السيد كان بإطلالاته الذكية والرشيقة ، دولتنا العميقة ، يعادل في ميزان الردع الصواريخ الدقيقة ، فعندما يطل السيد في الحرب ، يتسَمر الناس لسماعه عن قرب ، وتتشنف الآذان ، وتنفتح القلوب والعقول ، فهو في علم الحساب كجدول الضرب ، وفي الفيزياء كمكافئ الزمان ، وفي الفلسفة كعلم اللامعقول ، يصير العدو بتنوع التوصيفات ، مجبرا على قراءة المعادلات ، وعلى اعادة الحسابات ، وإلغاء الخطط ، خوفا من شطط ، فالسيد سيد المفاجآت ، ومن ينسى انظروا اليها تحترق ، و أوهن من بيت العنكبوت ، معادلات كالصواريخ تخترق ، ولا تموت ، وإن كانت القوة بتراكم الصدق والأخلاق والمصداقية ، فهي مع السيد عنوان القضية ، فهو وعدنا الصادق ، وهو قيمتنا المضافة ، ومن يقارن يعرف الفارق ، بين الثقافة والسخافة ، وكأنه عليُ ينادي هل من منازل ، ومن يقابله على الضفة المقابلة ، مجموعة التنابل ، أم رموز الكذب والخداع والمخاتلة ، ومن يريد ان يكتب تاريخ الحروب ، عليه ان يدون تسلسل اطلالات السيد عنوانا للسيادة ، ويقرأ خط بيانها كتعبير عن نبض الشعوب ، وتجسيدا لعبقرية القيادة ، فالحبك والسبك بمقدار ، والمعلومات والقرار ، وصناعة وتبديد المخاوف ، بحرفة العارف ، وفرض الحضور على منصات العدو والصديق ، فهو الخبر وهو المقال والتعليق ، وهو الحق والحقيقة والتحقيق ، وهو صانع المعنويات في ضفة والإحباط في الضفة المقابلة ، ويضع السؤال والجواب ويجيد المساءلة ، وفن المجادلة ، ورسم المعادلة ، والضربة القاتلة ، فللسيد ليس كثيرا ان نقول له لبيك ، والتاريخ يكتب بين يديك
5-7-2021
صباح القدس للفشل الذريع والإنسحاب السريع ، واميركا عادت من حيث أتت مكللة بالفشل ، وليس كما بشر رئيسها بعودة البطل ، فالى أين عادت وكيف عادت ، هل عادت الى الاطلسي وقمة السبعة اصدقاء ، وهل غادرتهم حتى تحتفل باللقاء ، وهل يشكل اجتماع المهزومين تحضيرا للانتصار ، وهم في الإقتصاد يتوجهون للصين بالرجاء ، أن لا تدفعهم للإنهيار ، وفي الأطلسي يوجهون لروسيا النداء لتسهل على تركيا الإنتشار ، فهل هذه عودة الأقوياء ، أم مجرد أحلام سمسار ؟
سيف القدس فرضت الإيقاع وبدلت التوجهات ، وصارت حماية الكيان في الأولويات ، واذا بروسيا والصين وايران ، تتفرغ لأميركا المتفرغة للكيان ، واذا بمشهد فييتنام يتكرر في افغانستان ، جنود محليون يهرولون خلف الحدود ، والنظام الذي راهنوا عليه مهدد بالسقوط ، والإنسحاب المنسق والآمن غير موجود ، وطائرات الإخلاء من السفارة قد لاتستطيع الهبوط ، وبالصبر والبصيرة سيحتوي الروس والصينيون وإيران المولود الجديد ، وهم يقفون على الحدود ، وليست الأولى ولا الأخيرة ، ادارة الفوضى والتعامل مع ازمات طالبان ، وليست لديهم تطلعات كثيرة ، ولا نوايا استعمار جديد ، فالفك والتركيب ومبادلة التجارة بالأمان ، مسار طويل تحت سقف دول الجوار ، ومؤتمرات الحوار ، والأميركي يتحرق قهرا من بعيد .
وها هو العراق يستعيد المبادرة ، وتتواصل العمليات ، وفي سورية مقاومة حاضرة ، وحقل العمر أول الإثبات ، فماذا سيفعل الأميركي أحسن مما فعل في أفغانستان ، هل سيدخل الحرب الشاملة في كل مكان ، أم سيفضل المفاوضات ، والطريق صار ضيقا ، بين الحرب الشاملة والإنسحاب الشامل ، وفي اليمن صار المسار شيقا ، لمعرفة السياق الكامل ، فمع حصار مأرب ، تبدأ خطة تحرير البيضاء ، وليس للعدوان يد تضرب ، ولا قدرة على حشد المزيد من الأعداء ، وها هو التفكك يصيب جبهتهم ، فيتصدع حلف السعودية والإمارات ، وقد صغرت حدود لعبتهم ، ويكفي النظر في التصريحات ، ففي كل الملفات صارت مواقفهم متفرقة ، وفي اليمن تلعب الإمارات لعبة الجنوب ، وتبدو السعودية مستغرقة ، في حلم الفوز في الحروب ، فماذا يفعل الأميركي بالهزيمة القادمة ، وبنصر جديد للمقاومة ؟
أميركا عادت من حيث أتت وليس كما إشتهت ، ووحدها فلسطين عادت ، الى الواجهة واستعادت ، زخما وحضورا ، واستعادت معها وحدة الشعب والأرض والتأييد ، وعادت ترسم قواعد اللعبة من جديد ، فصفقة القرن تسقط لغير حساب حل الدولتين ، فالفائز هذه المرة حق العودة لفلسطين بين البحرين ، فالشعب عرف طريق الوحدة مجددا ، وعرف كيف يبقى موحدا ، واهل الداخل والشتات كما القدس وغزة والضفة ، ألوف مؤلفة ، لا يخشون المستوطنين وعقابهم ، وقد اسقطتهم بيتا من حسابهم ، ولا يخشون سلطة التنسيق والمفاوضات ، وقد حسم أمرها التفاعل الشامل مع شهادة نزار بنات .
اميركا تعود من حيث أتت وليس كما اشتهت ، وفلسطين عادة قوية ، ومعها عاد وهج القضية
3-7-2021
صباح القدس لبلدة اسمها بيتا ، وبيتا بلدة صغيرة بجوار نابلس ، وقد صنعت سمعة وصيتا ، بأنها لا تمالح ولا تصالح ولا تجالس ، وأنها ببضعة آلاف من السكان ، وبضعة مئات من الشبان ، شكلت غزة صغيرة ، وفي قلب الحصار والإستيطان ، سببت الإعياء للكيان ، شبابها لايخافون الموت ، ولا الإغتيال بكاتم للصوت ، وقد أبدعوا في أساليب المقاومة ، حتى أنهم صنعوا مجسمات صواريخ يطلقونها على المستوطنين ، ومع كل جولة تمضي يعدون لجولة قادمة ، يقدمون نموذجا لكل بلدات فلسطين ، كأنهم مدرسة لتخريج ضباط الإنتفاضة ، تبث دروسها على الهواء ، مع الشرح والإستفاضة ، في كيفية تنظيم الأداء ، فهم في النهار يجمعون الإطارات ويبدأون بحرقها بإتجاه الريح ، لتعمي أبصار المستوطنين وتزكمهم بالروائح ، فيما مناوبة الليل تستريح ، للمرابطة في كل المطارح ، وقد ابتكروا اسماء وأشكالا جديدة ، فالإرباك الليلي ليس المفردة الوحيدة ، فهناك وحدة المفرقعات ووحدة البالونات ، وهناك وحدة المنجنيق ووحدة المولوتوف ، ووحدة الإعلام ووحدة زرع الخوف ، كأنما فلسطين كلها على أكتافهم ، ومنذ رابين قيادة الكيان تخافهم ، وتهدد بهدم البيوت وقتل الشباب ، وهم يدفعون الدم بلا حساب ، لكنهم يردون الصاع صاعين ، وآخر مرة قتلوا مستوطنَين ، ويوم قال رابين سنهدمها بيتا بيتا ، ملأوا طرقاتهم زيتا ، وتزحلقت الآليات ، كان هذا في الثمانينات ، كما ذكرنا الشهيد نزار بنات ، وقد كان يروي قصة الصمود العظيم ، ويقول انها مدرسة في التعليم ، واليوم يقول قادة الشرطة والعسكر ، أن وضع بيتا صار أخطر ، لكنهم يعترفون ، أن فيها ألف مجنون ، للموت جاهزون ، وأن الحل الوحيد أن تطمر البلدة على رؤوس سكانها ، أو يقتلون فردا فردا ، لأنها بلدة لا تهدد بأمانها ، وقد قطع شبابها عهدا ، انهم سيقاتلون حتى الرمق الأخير ، حتى يحسم المصير ، فاما هم او المستوطنات ، رغم فارق العدة والعدد ، وثقتهم بالنصر كعزمهم على الثبات ، لا يجاريهم فيهما أحد ، ويقول الصحافيون الذين يزورونها ، أن شبابها وشيبها والنساء والأطفال ، تجاوزا مراحل النقاش حول مبدأ القتال ، وصاروا جيشا منظما بوسائل بدائية ، لكنها كما يقولون هي الحرب الشعبية ، نموت دون الحق او ننتصر ، وعلى العدو ان يحسم أمره ويختصر ، اما ان يدفع مهر نصره بمقتل المئات من جنوده والمستوطنين وابادة البلدة ، ليحقق وعد رابين وليعد لذلك العدة ، او ان يتحمل الإستنزاف ، ولأن شباب بيتا لا يخاف ، فالطريق مفتوح بإتجاه واحد ، هو أن يرحل المستوطنون ، وأن يدرك كل مقاوم مجاهد ، أن الطريق للنصر مضمون ، فان تعممت بيتا على بلدات الضفة الغربية ، ستتغير المعادلات ، وسيسقط التنسيق مع الاحتلال ، والمطلوب هو تعميم المثال ، والمواجهات ، وشباب بيتا جاهزون لنقل الخبرة باستضافة دورات لشباب القدس والضفة ، او لارسال خبراء يدربون في البلدات على حروب الخفة ، وسحر المقاومة الشعبية ، والتقنيات المرعبة ، بالأصوات والأضواء والنيران الملهبة ، لتحويل حياة المستوطنين الى جحيم لا يطاق ، وتضييق الخناق ، وكلما كثرت المستوطنات من حولهم ، زادت فرص النصر وفق قولهم ، فكيفما كانت الريح يربحون ، ولا يدعوا عدوهم يستريح ولا هم يستريحون ، والخسارة لمن يتعب ، والعاقبة لمن أعقب ، والكلمة الأخيرة ، ساعدوا بيتا بالقليل ، فتلك هي السيرة ، لحجارة السجيل
2-7-2021
صباح القدس لسور الصين العظيم الذي لا ينام ، فالشعوب هي السور في الأمم العظام ، وصباح القدس لنهضة الأمم ، عندما تغادر الخوف والندم ، وتدق أبواب التاريخ ، بالتقنية والصواريخ ، فالصين صارت مصنع العالم الكبير ، حتى لشركات الغرب المغرور ، وقدمت في مواجهة كورونا مثالها الخطير ، حول التفوق في تدبير الأمور ، فوحدها رغم كثافة السكان ، قالت أنه لا يزال بالإمكان ، بقدر من التنظيم وتطبيق التقنيات الجديدة ، للشعوب ان تشعر بالأمان ، مهما كانت المحن شديدة ، ويكفي انها نجحت بتأمين الإكتفاء ، في كل شروط العيش الكريم والغذاء ، لربع سكان الأرض هم سكانها ، وصنعت للكوكب الأمان بأمانها ، ومع هذا التقدم رفعت روح التحدي ، وقالت انها الدولة الأولى في اقتصاد العالم ، وانها جاهزة للتصدي ، فتحارب من حارب وتسالم من سالم ، وخرج زعميها يقول ولى زمن التنمر ، والصين قررت مغادرة التذمر ، فضربت يدها على الطاولة ، وهي جاهزة لقلبها ، وعلى الآخرين عدم المحاولة ، واليقين بحجم الغضب في قلبها ، فزمن الأميركي المهيمن صار من الماضي ، وحكاية القطب الواحد حكي فاضي ، فتقنيات الجيل الخامس صينية ، ومصانع السيارات والسفن التي تنافس معلومة الهوية ، ولم يعد يجدي إنكار ولا تنفع المكابرة ، ولا يفيد إستنفار ولا مغامرة ، فالحقائق صارت تفرض ذاتها ، وما على المتنمرين الا التسليم ، بأن التاريخ لم ينته ، وأن الأمم تملك أدواتها ، لتطوير الطب والتعليم ، وامتلاك ما ترغب وما تشتهي ، وان العالم بالأصل متعدد الأقطاب ، حضر من حضر وغاب من غاب ، والتاريخ لا يبنى على غفلة الغياب ، ولحظة السكون ، فتلك لحظات عابرة في الحساب ، وتمر بغفلة على العيون ، ثم يستعيد التاريخ حركة التقدم ، وتتصدره الأمم القادرة على التعلم ، والعلم هنا ليس بالإبتكار وعدم التراجع ، بل بعدم الإنكار والتواضع ، والتاريخ لا يرحم الأمم المتعجرفة ، التي تنقصها هذه المعرفة ، وعظمة السور أنه يحرس الحزام والطريق ، ولا يعني الإنغلاق ، فللصين الف صديق ، وهي شريك لروسيا وإيران ، وتنافس في العراق ، واستثماراتها في العالم هي الأولى ، حتى في الديون الأميركية ، ويدها التجارية هي الطولى ، رغم المحاولات التشكيكية ، فعندما تنعقد قمة السبعة ، لتناقش التنافس مع الصين ، فهذا اعتراف الدول المجتمعة ، أنها اضعف من بكين ، ولأسود آسيا الناهضة ، تقدم الصين عروض التكامل ، أسود رابضة ، واسود تتقن التواصل ، من ولى عهد التنمر الى ولى عهد الإقصاء والتهميش ، يقول بينغ ويرد بوتين، الى ولى زمن التهديد والتجييش تردد طهران ، وولى زمن الهزائم يقول السيد من لبنان ، وبدأ زمن الإنتصارات مع الأسد ، وسيف القدس في فلسطين ، فان اردتم حسابها بالعدد ماذا تفعل مع المليارات الملايين ، وان اردتم حسابها بالقوة انظروا في اليمن حجم الهوة ، وان اردتم رؤية الموازين تابعوا حرب فلسطين ، وتعلموا بألا تحجبوا شمس الحق بالغربال فالنصر دائما لأهل القضية ، وسلموا بأن قرنكم الى زوال بقدر ما اسأتم لراية الحرية
2021-07-08 | عدد القراءات 1600