أفغانستان : تحدي أم فرصة ؟ كتب ناصر قنديل

أفغانستان : تحدي أم فرصة ؟

كتب ناصر قنديل

- مع الانسحاب الأميركي من أفغانستان وإعلان الرئيس جو بايدن عن الفشل في تحقيق الأهداف رغم البقاء عشرين عاما في أفغانستان ، وحتمية الفشل ولو بقيت قواته فيها لعشرين عاما أخرى ، انطلقت تحليلات كثيرة تتحدث عن خطة أميركية لتعميم الفوضى وارباك الدول المناوئة لواشنطن المنتشرة على حدود أفغانستان ، وخصوصا الثلاثي الروسي الصيني الإيراني ، ووصل البعض الى تحويل الإنسحاب من هزيمة الى نصر أميركي قادم .

- في موسكو وطهران وبكين لم يقع قرار الإنسحاب الأميركي كمفاجأة ، فهو الإحتمال المرجح في السيناريوات المتوقعة للوجود الأميركي في أفغانستان ، ولذلك شهدنا قبل ان يتم انجاز الإنسحاب وفدا من حركة طلبان في موسكو ، ومواقف تتصل بمستقبل الحدود ومستقبل طاجسكتان ، وشهدنا وفدان للحكومة وطلبان في طهران لمفاوضات تحت عنوان السعي للسلا بدلا من الحرب ، وشهدنا اعلانا صينيا عن استثمارات ضخمة مقررة لأفغانستان ضمن خطة الحزام والطريق .

- بالإضافة لموقف بكين وطهران وموسكو استنهض الثلاثي الروسي الصيني الإيراني جيران أفغانستان الآخرين خصوصا الهند وباكستان ، رغم الخصومة بين البلدين لإقامة شراكة دول الجوار لرعاية الأمن والعمران في افغانستان ، بالسعي لصيغة حكم قابلة للإستقرار ، تقوم على فدرالية تجمع ولايات أفغانستان تضمن حكما ذاتيا موسعا للولايات ، مقابل حكومة موحدة  في كابول تحظى بمساعدات مالية ضخمة للنهوض بالبلد المدمر والخالي من اي مؤسسات جدية للتعليم والطبابة ومشاريع الإسكان والطرق ومرافق الخدمات .

- يتعامل الثلاثي الصين الروسي الإيراني مع أفغانستان كفرصة للإثبات ان حل معضلات دول آسيا يأتي من آسيا نفسها ، وأن تعاون دول الجوار من جهة والإقرار بخصوصية وسيادة  كل بلد واخذها بالإعتبار من جهة أخرى ، عاملان قادران على حماية الإستقرار وتحقيق التقدم في دول آسيا ، وصولا للقول ان الفشل في أفغانستان ممنوع لأنها دولة جوار لعمالقة آسيا ، والفشل فيها يعني طعنا في اطروحة القدرة على النهوض الذاتي بعيدا عن التدخلات الخارجية في أي بلد آخر .

2021-07-14 | عدد القراءات 1559