عون وميقاتي يتبادلان إعلان نوايا التعاون ...واليوم لقاء جديد واختبار النوايا
الكتل للتسريع والهموم المعيشية ...وحردان : بالإضافة للانفتاح على سورية
حكومة 24 تعتمد توزيع الحقائب والطوائف لآخر حكومة حريرية مع رتوشات
كتب المحرر السياسي
الترقب الإيجابي مصطلح يلتقي عليه المحيطون برئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبالرئيس المكلف نجيب ميقاتي ، بعد جولتي مباحثات أوليتين أعقبتا صدور التكليف ، الأولى أول أمس عند تبليغ ميقاتي بتكليفه والثانية بعد إنهائه مشارواته مع الكتل النيابية ، المصادر المقربة من رئيس الجمهورية تؤكد أن الرئيس سيتعامل مع كل طروحات الرئيس المكلف بنوايا حسنة ، ويناقشها ويتفاعل معها بنية الوصول الى تفاهم سريع ، وهو ينظر بعين ايجابية للنوايا التي يعبر عنها ميقاتي ، ويعتبرها مدخلا مناسبا للإنطلاق في البحث الجدي الذي لم يبدأ بعد ، وربما يبدأ في جلسة اليوم كما قالت المصادر القريبة من الرئيس ميقاتي ، مؤكدة أن ميقاتي سيكثف زياراته الى بعبدا ليعزز فرص التشاور مع رئيس الجمهورية ، ومحاولة التوصل الى تفاهم سريع على هيكلية الحكومة ، وقالت مصادر مواكبة للمسار الحكومي أن خارطة الطريق التي سيعتمدها الرئيس ميقاتي تقوم على التحرر من أي احكام مسبقة تتصل بموقف رئيس الجمهورية ، والبدء من صفحة بيضاء على قاعدة ان الطبخة الحكومية لا تبصر النور إلا بتعاون رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف وتسهيل مهمته ، وسيسعى ميقاتي للحصول على هذا التعاون والتسهيل عبر الابتعاد عن انجاز الطبخة منفردا وعرضها على رئيس الجمهورية للتذوق للقبول او الرفض ، بل سيعتمد طريقة وضع المكونات على الطاولة ومحاولة التشارك في العجينة وتخميرها وخبزها ، دون التنازل عن صلاحيات رئيس الحكومة المكلف بكونه من يضع التشكيلة الحكومية ويتحمل مسؤوليتها بعد ان يتفاهم عليها مع رئيس الجمهورية ، ولذلك توقعت المصادر المواكبة ان يكون اليومين الأولين للتشاور مكرسين لرسم تشبيهي للحكومة من دون اسماء ، سواء لجهة وضع هيكلية الحكومة دون أسماء عبر توزيع الحقائب على الطوائف أو لجهة التوفيق بين مراعاة اعتبارات الكتل النيابية وعدم التفريط بصفة الاختصاصيين المستقلين ، بعدما حسم امر تكوين الحكومة من 24 وزيرا ، وربما يحتاج هذا الأمر إلى ما تبقى من الأسبوع ليكون الأسبوع المقبل موعد البدء باسقاط الأسماء على الهيكلية .
المصادر المواكبة للمسار الحكومي تقول أن الأرجح لتفادي الألغام ان يتم اعتماد توزيع الحقائب الذي كان في الحكومة الحريرية الأخيرة كمسودة يمكن البدء منها ، وإدخال بعض الروتوشات عليها وأخذ الفوارق في العدد والكتل الداعمة والظروف والمهمة بعين الإعتبار ، قبل البدء بإسقاط الأسماء على الحقائب ، وأضافت المصادر أن لقاء اليوم الرئاسي واللقاء المرتقب يوم الجمعة سيرسمان بصورة جدية فرص ولادة الحكومة ، فإن بدا أن الأمور تتقدم فهذا يعني ان الاشارات الدولية والإقليمية الايجابية كافية لولادة الحكومة ، رغم أن البيانات الخارجية الصادرة لم تشر الى تسمية ميقاتي او ترحب بتسميته بل اكتفت بالتأكيد على الحاجة لحكومة تنجز الإصلاحات ، باستثناء البيان الفرنسي الذي رحب بتكليف ميقاتي ودعا للاسراع بتشكيل حكومة جديدة تنهض بالإصلاحات ، وإلى جانب العامل الخارجي فإن التقدم الإيجابي سيعني ان الحسابات المحلية للأطراف المعنية باتت محكومة بتقدير موقف واحد عنوانه الشعور بأن كلفة الفراغ على الشوارع المؤيدة على الضفتين الرئاسيتين باتت أكبر من عائدات الاستثمار في تقاذف كرة المسؤولية عن الفراغ ومواصلة حرب الصلاحيات وحقوق الطوائف ، وأن الإنطلاق من أن الإنتخابات النيابية هي المحرك الوحيد للسياسة اليوم بات يلزم الجميع بتسريع الحكومة .
مواقف الكتل النيابية التي حملها يوم الإستشارات غير الملزمة التي أجراها ميقاتي في مجلس النواب تماثلت لجهة التأكيد على عمق الأزمة وخطر الإنهيار والحاجة الملحة لحكومة تولد بأسرع ما يمكن ، كما حملت مبالغة في الترفع عن طلبات المشاركة والحصص ، ما يوحي بحجم واتجاه الضغط الشعبي في ظل انفلات وحش الغلاء وسيطرة المافيات والاحتكارات على مفاصل الحياة اليومية للناس وهو ما تميز بالإشارة إليه كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الكتلة القومية النائب أسعد حردان بدعوة الحكومة الى حماية الناس من استبداد الشركات والاحتكارات ، واضاف حردان الى هذا العنوان وعنوان الحاجة لتسريع الحكومة الدعوة للانفتاح على سورية كمهمة راهنة للحكومة الجديدة انطلاقا من المصالح الحيوية للبنانيين ، خصوصا ان سورية هي رئة لبنان نحو عمقه العربي ومعبره الوحيد لتجارة الترانزيت .
2021-07-28 | عدد القراءات 1181