الثلاثي غير المقدس
كتب ناصر قنديل
- يلفت نظر المتابع للمواقف الإعلامية والسياسية وجود حلف إعلامي حزبي يضم ناشطين في جمعيات تسمي نفسها بالثورية ، مهمته شيطنة كل مبادرة او خطوة تتصل بمعالجة وجه من وجوه الأزمة الضاغطة على اللبنانيين .
- لم تكن مبادرة السيد حسن نصرالله بالدعوة لاستيراد البنزين والمازوت من إيران بالليرة اللبنانية الهدف الوحيد الذي تم التصويب عليه من هذا الثلاثي ، كي نقول أن الخصومة السياسية هي السبب ، علما ان اي لبناني يفترض أن ينظر لكل مبادرة يمكن أن تسهم في حلحلة معاناة اللبنانيين بايجابية ويناقشها بانفتاح وعقلانية بعيدا عن الكيد والشيطنة لمجرد ان المبادر هو خصم سياسي .
- عندما عرضت شركات صينية استثمارات في لبنان بمليارات الدولارات ، خرج هذا الثلاثي يشكك بمبدأ وجود هذه الشركات ، بالرغم من أن لهذه الشركات ممثلين ظهروا على وسائل الإعلام وخبراء شاركوا في اجتماعاتها مع المسؤولين الرسميين ، وذلك فقط للقول ان الطريق مسدود أمام أي حلول إلا بالسياق الذي ترسمه السفارات الغربية والخليجية ، والتشكيك بالشركات الصينية ومؤهلاتها وقدراتها التمويلية مثير للسخرية ، خصوصا في مجال المرافئ وتجهيزها وتشغيلها ، فالمعدات والشركات الصينية تشغل كبريات موانئ العالم من دبي الى بوسطن وصولا الى امستردام .
- عندما جاء وفد رسمي روسي يرافق شركات روسية وجال بمشاركة السفير الروسي على عدد من المسؤولين عارضا مشاريع استثمار في المرفأ والكهرباء ومصافي النفط كرر الثلاثي ذات المعزوفة التشكيكية ، وقامت قنوات تلفزيونية تنتسب لهذا الثلاثي بالحديث عن ان الشركات الروسية وهمية ، بصورة تثير الضحك ، فهل يعقل أن السفير الروسي ووزارة خارجية دولة عظمى كروسيا سترسل شركة وهمية الى أي بلد في العالم وبأي هدف ، بينما ذهبت قناة تلفزيونية أخرى الى فبركة تقرير يربط بين الشركة وباخرة النترات التي تفجرت في مرفأ بيروت .
- بعد توقيع لبنان على عقد مبادلة النفط بالخدمات بالليرة اللبنانية مع العراق نشطت قوى الثلاثي الشيطاني ، ولم يرق لها الأمر فخرج بعضها يتساءل عن ماهية الخدمات التي سيقدمها لبنان بهدف القول أن العقد لن ينفذ ، بينما المنطق أن يتعاضد اللبنانيون لإنجاح هذا العقد الذي يوفر على لبنان نزيف 500 مليون دولار ، وبعض آخر وضع اسئلة حول كيفية مبادلة النفط بالفيول وصولا لتشكيك لا يهدف لتحصين الخطوة بل للطعن بها ، وبعض ثالث لم يتورع عن تصوير العقد بأنه بيع نفايات عراقية نفطية للبنان بهدف التخلص منها .
- ليس في العالم بلد يكرهه بعض أبنائه ويتمنون الشر له ويجهدون لتسخيف كل اشارة خير لتعميم اليأس ، كحال لبنان .
2021-07-29 | عدد القراءات 1524