حديث الجمعة تفوح من صباحاته يوميا أسبوع وأكثر هذه المرة بعد انقطاع عطلة عيد الأضحى المبارك ، لكن البوصلة تبقى فلسطين والصباح لقدسها والعرين هو الشام ، وتبقى اوجاع الجياع نبض لايغيب ، وزمن المقاومة حاض

 


مقدمة 
حديث الجمعة تفوح من صباحاته يوميا أسبوع وأكثر هذه المرة بعد انقطاع عطلة عيد الأضحى المبارك ، لكن البوصلة تبقى فلسطين والصباح لقدسها والعرين هو الشام ، وتبقى اوجاع الجياع نبض لايغيب ، وزمن المقاومة حاضر في البعيد والقريب ، وتضيئ المشاركات على ما يتنوع من ابادع الاصدقاء في اشراقات الشعر والنثر .

 


شاخت دون ان تدري
قالت: "أخاف أن أشيخ." ومضت في شرودٍ يستحضر عيون كلّ الجدّات في القرى، لتهوي على كفوفهّن المتعبة وترتجي من قلوبهنّ التي تحت الثرى برهة من عاطفة وحدهنّ يعرفن سرّ خلطتها، وربّما بحواسهنّ التي اتحدّت بالتراب يعرفن ممّا تخاف تمامًا.. لذلك بقين ملجأها، وبقيت بشكل أو بآخر تحرص على انعكاساتهنّ في طريقة نطقها لتمتمات السرور والفجيعة على حدّ سواء، وفي غصّتها حين تَحدي لصغيرٍ أو تبتسم لجفاءٍ أو لخيبة.. 
حسنًا. لا ينبغي للشيخوخة أن تخيف امرأة تحادثُ تجاعيدها وتصادق صداعًا يكبرُ معها وتدلّل ندبةً تركها خدش حنون على وجهها. كذلك ليس منطقيًا أن تخشى وحدةَ العجائز امرأةٌ يعنيها كثيرًا أن تحفظ جودة روحها البريّة فتحذر الرفقة كي لا يستبيح أحدٌ، لسبب أو لآخر، خلوتها المتواصلة بقلبها وحساسيّتها المفرطة.. 
"أخافُ أن أشيخ." قالتها بما يشبه هذيان المحتضرين إذ يبوحون بآخر أسرارهم دون أي نيّة بتفكيك هذا الخوف أو تبريره أو حتى فهمه.. هي نفسها لا تعرف لمَ عساها تخاف "الشيخوخة". ربّما هي تدرك بحاسّة انتقلت إليها من تراب حوى حواس الجدّات، أنّ عليها أن تخشى تلك اللحظة التي ستنظر فيها إلى الآن الذي سيكون ماضيًا، من خلال ثقوب ذاكرتها، فترى أن المشهد ليس مختلفًا بتفاصيله.. وأنّها منذ هذا الآن، الذي سيمسي ذاكرة، شاخت بدون أن تدري..
ليلى عماشا

 


لأنك في كلي
بالرغم من موتي أعيش
كلانا يجتاز طريقه بطريقته
كلانا يبكي مصيره
والدمع يا لون الزهر لو تدري أبكم
أعيتك أسئلتي
فتبعتُ الصمت كالأموات ليل نهار
ورحت أقفل مقلتي
كلما حاولت الحديث برمشة
بنظرة
ام بانصهار
الوقت يؤلمني
والأغنيات المكررة
والأمكنة
لكنك في كلي تعيش
مصلاً يصلح دمي
يصالحني مع الأيام
ويصالح الأيام معي
لولا رينولدز

 

اقتل نفسي صونا للكبرياء امام عدوي
تتراكم الاحداث كأنها لفافات مكدسة و تصطف الايام كلوحة فسيفسائية مجنونة مل صانعها من اكمال لوحته فأخذ يرمي بقطعه الصغيرة مبعثراً اياها في لحظة تخلي .. و اذ به يخطئ بامضاء اسمه و يثور على نفسه و يغضب ... فيلملم ما تبقى  من صبره ، كصانع ساعات اعمى ... يحاول استخدام حدسه فيخونه هذا الحدس ...
يجلس وحده في غرفته التي امتلأت ضبابا من غليونه القديم .. يتأمل سقف غرفته الذي لم ينتبه لتجاعيده يوما
و يقرر ان يكتب رسالة موت لاحبابه .. يبدأ بكتابة سطره الاول :
جف حبر قلمي فكتبت بدمي
و ماتت امي فبكيت وحيدا
مات ابي قُص ظهري و انحنيت
خانني اصدقاءي فصادقت نفسي
و إذ بنفسي أرادت ان تتخلى عني فدنوت منها أعتذر عما حصل .. أبت و استكبرت ... و ها انا اقتلها خوفا من ان اُدمر ما تبقى من كبرياءٍ رفضت ان أُسلمه لعدوي
ميساء الحافظ

 

أغفو على صوتِكَ ، 
لا أعرفُ ما طبيعةَ السِّحرِ الذي يحوّلُ صوتَ رجلٍ بالغٍ راشدٍ إلى همسٍ حنونٍ كهمسٍ عذبٍ صادرٍ عن امرأةٍ تحاولُ تهدئةَ طفلٍ مفجوعٍ بفقدانِ أمّهِ
أغفو على صوتِكَ ،
أنا المفجوعةُ بغيابِ العالمِ برمّتهِ ، و مع كلِّ غيابٍ جديدٍ
تعاودني المشاعر نفسها و الآلام ذاتها
أغفو على صوتِكَ ،
صوتِكَ الذي أشرقَ في روحي ،
تلكَ الرّوح التي تمزّقت من جبالِ الجّليدِ التي تكوّمت
و عَلَتْ فيها حتّى الاختناقِ ،
فأتاني صوتُكَ كخيوطِ الشّمسِ الأولى في ساعاتِ الصّباحِ الباردةِ و بثَّ الدّفءَ فيَّ ، فانهارتْ جبالُ الجّليدِ بينما عاودتْ روحي ترميمَ نفسها و شهقتْ شهقةَ النّجاة
أغفو على صوتِكَ ،
الذي نابَ عن الحكاياتِ التي ترويها الجّدّاتُ لأحفادهنَّ ،
آآه كم يشبه صوتكَ خرافيّة تلكَ الحكايا يا حبيبي ،
و آآه كم أشبه أنا أولئك الصّغار بتصديقهم تلكَ الخرافاتِ اللّذيذة
أغفو على صوتكَ ،
فهو زادي و مَسكني و طمأنينتي في غيابِ
أسباب الحياة و ... غيابكَ !
أغفو على صوتِكَ و بي أملٌ
بي أملٌ أن أصحوَ على مرآكَ
ريم رباط 


صباحات

29-7-2021
صباح القدس ليوم فقدت فيه أم العقول عقلها وفقدت ام الخطط خطتها ، فأميركا اليوم لا  تعرف ماذا تقول ولا تعرف كيف تمسح مخطتها ، ومخطئ او مشتبه او مشبوه من يعتقد ان لديها الحلول ، لتعالج تفاقم التفاقم في أزمتها ، لأن حل الأزمات يبدأ في العقول من حسن التشخيص ، ومنذ عقود واميركا في المجهول عالقة في حيص بيص، لديها مزيد من المال إذا نقص المال ، ومزيد من القوة إذا نقصت القوة ، لكنها لكما اختبرت المزيد من المزيد حصدت ذات المآل ، ووقعت بذات الهوة ، ولم تستطع ان تعرف السبب ، فكيف يبطل عندها العجب ، والدول الضخمة الإمكانات ، الهائلة المقدرات ، تسقط سقوطا مدويا عندما تصاب بالعجب ، وتفشل في اكتشاف السبب ، هكذا تفككت الإمبراطوريات الكبيرة ، عندما توهمت حلولا خاطئة لأزمات خطيرة ، وتوهمت أن حلولها المعتادة قادرة على الفعل كما كانت العادة ، ومرة تلو مرة تصاب بالعجب لبطلان فهم السبب ، فتقع في فشل يتلو الفشل ، حتى تنفجر الفقاعة ، في ساعة سماعة ، وإذ يفاجئها الإنهيار وتتصدر الأخبار ، هكذا جاء الخبر ، تفكك الإتحاد السوفياتي ، وهكذا بالمختصر ، ستتفكك الولايات المتحدة ، من دون توقع الآتي ، وبطرق متعددة ، ففشل الامبراطوريات وسقوطها لا يعني ان تخسر الحرب وتعلن الاستسلام ولا ان يحتلها أحد أو يسبقها بالأرقام ، فهذا في ظواهر الطبيعة قانون الزلزال والطوفان ، وقانون البركان ، ومن اعتاد على قانون هطول المطر لا يعرف انه الطوفان وانه وقت الخطر ، ولا يعرف انه سيأتي بل انه تم فقط ، وان كل شيئ سقط ، وهكذا يسقط البنيان ، ونقطة التعاظم تبدأ من الفشل في فهم سر التراكم ، وليس في العقل الأميركي مكان للتفكير خارج علبة العظمة ، وكل انكسار وفق العلبة تراجع تكتيكي ونقطة صالحة للخروج من الأزمة ، ومن ينظر لما جرى ويجري منذ ثلاثين عاما ، عندما سقط جدار برلين وصارت اميركا قوة العالم الوحيدة ، ويتساءل عما اصابها منذ ذلك الحين وكيف تكسرت نصالها مرات عديدة ، لن يملك الجواب المنفرد لكل مرة ، الا اذا تاه عن بوصلة الفكرة الحرة ، فمرة السبب في وسائل التواصل ، ومرة في جماعات تقاتل ، ومرة في معادلة الجغرافيا ، ومرة في تركيب القافية ، ومرة في اعوجاج التاريخ ومرة في حرب الصواريخ ، وليست تلك قضيتنا ، ولا تفسيرها الآن مهمتنا ، بل السؤال عن سر تكرار الفشل ، والعجز عن فهم الذي حصل ، فالأمم تشيخ ايضا وتهرم ، وعندها دون ان يهزمها أحد تهزم ، عندما تفقد المصداقية ، وتسقط في الأخلاق ، وتصير السياسة صنو النفاق ، و يتسرب الشك الى النفوس ، وتفقد سحرها النصوص ، وتتشقق الصفوف ، وترتخي قبضة الكفوف ، يصير السيف البتار لاعبا بهلوانيا في الهواء ، ويصير النص الملهم  صف كلام وانشاء ، وتصير الفلسفة  مجرد هراء يتبعه هراء ، والا ما معنى ان القوة تفشل والمزيد من القوة يفشل ، والعقوبات تفشل ومزيد من العقوبات  تفشل ، ومتى يصير الانسحاب الآمن هدفا لتحقيق الانتصار ، ويصير الاحتلال السهل طريق الانحدار ، وهذا هو الذي يجري الآن ، فانظروا إلى أفغانستان ، وتساءلوا عن سر المكان وهدر الزمان ، لكن القضية و القطبة المخفية أن اسيا تنهض وتسترد حضورها ، فيصير التفكير بالعلبة التي يتحدث عنها بايدن لمنع الضمر وعودة الحضور ، تقوقع لاميركا وسببا ضمورها ، يتوهم اغراء إيران بالعودة للاتفاق عندما لم يعد عندها أولوية ، وهو لم يستطع توقع كلام الخامنئي عن عدم الاهتمام بالمفاوضات  ، ويظن أن روسيا يهمها حماية وجودها في سورية ، وهي منشغلة بتطوير صناعة الغاز والصواريخ ونشر الرادارات ، ويتحدث عن كيفية الضغط على الصين ومحاصرتها في بحرها ، والصين صارت على المتوسط ، وهو لا يستطيع تتبع إثرها ، مرتبك خائف متخبط ، هذا هو الجديد الذي يستحق المتابعة ، ومثله ما يجري في كيان الاحتلال ، من سقوط القوة الرادعة ، وسقوط السياسة وفقدان الاستقلال ، هذا هو معنى زمن النهوض للشعوب وزمن المقاومة ، والمعنى الجديد للحروب ، وانتظروا الحرب القادمة ، وهذا معنى عدم التورط في حروب جانبية ، وحفظ الأولوية للقضية ، وتيسير الأحوال بما تيسر ، ومعنى ان شانئك هو الأبتر 
28-7-2021
صباح القدس للحقيقة عندما تختصرها جملة دقيقة ، ففي لبنان تضرب الأخماس بالأسداس حول الحكومة ، ويضيع الناس في ظل تدفق متعاكس للمعلومة ، فالكل يتحدث عن الإصلاح لكن تحت سقف المبادرة الفرنسية ، معتبرا تحييد السلاح علامة على خطوة تسهيل أساسية ، والكل يعلم ان الانهيار تم في ظل ذات شروط ما يعتبرونه برنامج الخلاص ، ليس بالبرنامج فقط بل بذات الأشخاص ، ولا يهم ان تحدث البعض عن تغيير الأسماء ، ما دام ينظر للحل بذات الألفباء ، والحقيقة البسيطة لا تحتاج الا للنظر في الخريطة ، فغياب نظام اقتصادي مثالي لا يرتب هذا الانهيار الخيالي ، فما هو السبب اذن لكل هذه المحن ، والجواب بسيط من دون الحاجة لتحليل المحيط ، انه الجغرافيا والخرائط ، فالاقتصاد كما المياه تتبع مسار المساقط ، ومنذ عشرية تخريب سورية وسيطرة الارهاب على الحدود ، اصيب اقتصاد لبنان في مقتل الوجود ، فاقتصاده قائم على الترانزيت والخدمات ، وبوابة عبوره الوحيدة اقفلت لسنوات ، فماذا عساه يفعل غير الإختناق ، وقد أقفلت على رئتيه أبواب الخليج والعراق ، ومثلما انهارت الليرة السورية بفعل ازمة لبنان المصرفية ، انهار اقتصاد لبنان الهجين ، بفعل تلقي نتاج انفجار سورية وحصارها ، فمن جهة قضية النازحين ، ومن جهة تقطيع اوصال الطرق وجوارها ، فالرئة من دون الاوكسجين ، تتعفن ويضمر اطارها ، هذا عدا عن غباء الكثير من اهل السياسة وجهلهم بقواعد الحساب ، الذين لم يحسبوا معنى الاستثمار في الحصار والارهاب ، وتوهموا ان الجغرافيا لا تملك وسائل العقاب ، فما يحصده لبنان من خراب ، هو ثمرة من ثمار تخريب سورية وتدمير عمرانها ، وقد كان نصف اقتصاد لبنان يعتمد على دورة اقتصاد سكانها ، فبدلا من تدفق الودائع الى المصارف صار الجفاف ، وتدفق اليه النازحون ، وبدلا من ان يكون الاصطفاف ، نابعا من مصالح الاقتصاد ، ومصلحة البلاد ، فضل السياسيون مصالحهم ، وشاركوا في المؤامرة ، وغادروا مطارحهم  نحو خوض المقامرة ، كمن يطلق النار على قدمه عشية السباق ، ويتوقع الغاء المسابقة ، ولم يعرفوا ان تدمير سورية والعراق ، يعني توقيعا على سقوط لبنان مع المصادقة ، فصفقوا للقرار وشاركوا بوعي في اشعال النار ، وعندما وصل اليهم اللهب بدأوا بالعتب والغضب ، وهم بأيديهم اضرموا تحت الحريق القصب ، وهللوا للشعارات وتوهموا الانتصارات ، وها هي سورية تقوم وتعود للتعافي ، وتشغل محطات الكهرباء والمصافي ، وتنشئ الجديد من المصانع ، ولبنان يجول المنافي ، تائه ضائع ، وللباحثين اليوم عن حلول ، ليس أبسط من أن نقول ، عودوا الى أصل القاعدة ، وتعلموا علم الحساب ، فكل الوعود الواعدة ، لا تفيد في فتح باب ، ما لم تعد الحدود السورية للحركة ، بالسلع والبضائع ، في الذهاب والإياب ، فتنشر البركة وتطعم الجائع ، فالبلدان الشقيقان اكثر من شركة ، تجمعهما الارباح المواجع ، مهما ارتفع صوت المكابرة ، ومهما زاد الانكار ، فالسياسة ابنة التاريخ والتاريخ صنيعة الجغرافيا ، وخط سير الصواريخ هو ذات طريق الحرير ، هو طريق التجارة ، والأمر لا يحتاج للضمير ، بل للوقائع الحاضرة على الحدود ، وما لم تفتحه الحكومات ، يملؤه الإرهاب وتستغله المافيا ، فهل انتبهتم لمعنى ان داعش استوطن الحدود بين الكيانات الممزقة ، فالكيانات في ازمات الوجود تعود الى اصولها ، وكل الوعود المرفقة بالمبادرات وحلولها ، ستبقى حبرا على ورق ، ما لم تبدأ من الإعتراف بالحقيقة المطلقة ، بختم التاريخ والجغرافيا مصدقة ، والصديق من صدق ، ولو كانت الحقيقة على البعض مرة ، فعليه الإعتراف بها ولو مرة ، وهي ان لبنان واجهة سورية على البحر والتجارة ، وان سورية هي عمق لبنان وجواره ، وان كل حل يجافي هذا الإعتراف ، سيقابل من التاريخ والجغرافيا بالعقاب ، لأنه يقوم على الإجحاف ، بحق الحقائق وعلم الجبر والحساب
27-7-2021
صباح القدس للفرص ، لتعويم نظام الطوائف والحصص ، دون اوهام عن الاصلاح ، طالما يسلم الداخل والخارج بحضور السلاح ، ويقبلون التسوية تحت سقفه ، ويرتضون الانخراط في ظل عرفه ، بان المقاومة جاهزة ، وستنال الجائزة ، بان تكون المخلص من الازمات ، اذا رفضوا قبول التسويات ، وقد قال لهم قادة الكيان سارعوا بمنع الإنهيار ، قبل ان يصير للمقاومة الخيار ، وتجلب المازوت والبنزين من ايران ، ويتبعها الغذاء والدواء ، وتأتي الشركات الصينية والروسية ، فينقلب الحال في لبنان ، ويترسخ بيد المقاومة الأداء ، وكأنها مرحلة تأسيسية ، ومنعا لهذا التحول الخطير ، تلاقى الأميركي والفرنسي وخاطبوا السعودي تفاديا للشغب ، وقرروا  التبكير ، فطلبوا من الحريري الإعتذار بناء للطلب ، وتوافقوا على تكليف ميقاتي بالحكومة ، لمنع الإنفجار ، وعرضوا عبره على المقاومة تفادي المواجهة المعلومة ، وتأجيل اتخاذ القرار ، والمقاومة ليست مستعجلة لتحمل مسؤولية الإقتصاد ، وهي تعرف جيدا حلفاءها وخصومها في البلاد ، وتعرف ان ليس من يريد التوجه شرقا ، ولا المخاطرة بالخروج عن السياق  ، وانهم يحاضرون بالاصلاح ، لكن ليس بينهم وبين خصومهم فرقا ، الا بالموقف من السلاح ، وكل مفاضلة مخالفة نفاق ، فمنحتهم المقاومة الفرصة ، وان فشلوا فليتحملوا الجرصة ، وتبرير ما اعدت من الخطوات ، لمواجهة الأزمات ، انطلاقا من وحدة الأسواق ، مع سورية وايران والعراق ، والانفتاح على روسيا والصين ، وهم يعرفون معادلة الدب والتنين ، وللذين يقولون لم لا تنشئ المقاومة معادلتها المستقلة بمعزل عن منح الفرص ، والمخاطرة بنظام الطوائف والحصص ، يطرح السؤال عن موازين القوى الطبيعية ، ما لم تبرر الازمة خطواتها الجذرية ، والجواب ان على المقاومة ان تكون وحيدة ، فيما الناس تؤيد مع قياداتها اللعبة القديمة الجديدة ، حكومة في ظل المبادرة الفرنسية ، بوهم المساعدات الغربية ، تفاوض صندوق النقد كمهمة رئيسية ، وتستعيد فرص الإنفتاح العربية ، والمقاومة ترسم معادلة التلويح بسيفها الدائم ، امنعوا الانيهار والا فالخيار قائم ، وهذا يكفي بقياس حمايتها للناس ، طالما لا يتوافر للتغيير اساس ، وان فشلوا فالمقاومة مستعدة ، ولديها خيارات متعددة ، وقد اعدت لها كلها العدة ، وهذا ما تقوله المقاومة للحلفاء ، حتى لو تشكلت الحكومة ، هددوا بالخيارات البديلة ، وستجدون بذلك تحسنا في الأجواء ، وتغيرا في الخطط المرسومة ، ورعبا لدى القوى العميلة ، قولوا إن لم تفتحوا الباب لملايين اطنان النفط كالعراق ، سنجلب المحروقات بالليرة من ايران ، وسترون كيف يتراكضون للإغراق ، وكيف يتغير العنوان ، وفي كل حال فالمقاومة مطمئنة لخطواتها الآمنة ، وضميرها مرتاح ، انها تحسن استخدام الخطط الكامنة ، وتتقن توظيف فائض قوة السلاح ، في حماية الناس والبلد ، اليوم وغدا وللأبد ، وكيف تحمل المسؤولية بأبعادها المتعددة ، في الحرب والسلم وكل الظروف المتجددة ، وكيف تتشكل معادلات ردع مبتكرة  ، في الإقتصاد المريض والسياسة المتعثرة
26-7-2021
صباح القدس للأزمات تنبئ بنهاية عهود السيطرة ، فقد ولى عهد التوقعات التي تبنى على المسطرة ، فمن افغانستان يعلن الاميركي فشل سياسات القوة ، ومن المانيا يتراجع عن العقوبات وفرض الخوة ، وفي سورية يبحث عن التفاهمات متخليا عن مفهوم موسكو العدوة ، واذا نظرنا نحو الخليج سنجد علامات تفكك الحلفاء ، مؤشرا الى نهاية عهد الاستقواء ، فعندما يضعف المركز تتفكك وحدة الأطراف ، فينفلت من كان يراهن على الارباح ومن كان يخاف ، وتغلب الصراعات البينية على وحدة المواقف ، ويتشظى مجلس التعاون بين مخالف ومخالف ، وفي افريقيا ترنح وفوضى الصراع ، لا يغير فيها صعود شكلي للكيان المترنح ضعفا ، وتصير الصورة اقرب للخداع ، اذا اردنا للمشهد وصفا ، فالمأزوم لا يستطيع ان يحل الازمات ، والمردوع لا يملك ردعا في المواجهات ، ويكفي الحديث عن سد النهضة وحروب المياه ، لمعرفة بوصلة الفوضى الافريقية في اي اتجاه ، وكان الله بعون تونس نحو ازمة مفتوحة ، وليبيا تنزف مجروحة ، ، لنعلم نهاية الزمن الذي كان ، وكيف صار العالم سفينة بلا ربان ، فالاميركي لا يريد التسليم دفعة واحدة بان سيطرته صارت بلا قاعدة ، ويخشى الانفتاح على التسويات الشاملة ، والإعتراف بنهاية مرجعيته الكاملة ، والا لاختار القبول بقيادة متعددة الاطراف ، تنشئ نظاما جديدا مختلف الأوصاف ، وتقارب الازمات وتمهد للتسويات ، ولذلك يبدو العالم في ازمة المخاض ، وتتكاثر عليه الاعراض ، ولا يبدو الوضوح الا حيث المبادرة بيد القوى الواضحة ، التي تعامل الهيمنة الاميركية بصفتها جائحة ، فحيث روسيا والصين وايران نحو التقدم في آسيا ، تبدو سفن الاستقرار راسية ، وحيث قوى المقاومة تضرب بيدها على الطاولة ، يبدو الاميركي متعثر المحاولة ، وهكذا تتقدم سورية ومثلها العراق نحو طرد الاحتلال ، وتتقدم المقاومة  نحو رسم معادلة الاختلال ، القدس تعادل حربا اقليمية ، عنوانا للمرحلة ، والمواجهات اليومية تعويضا عن المواجهات المؤجلة ، وقالت المقاومة كلمتها في لبنان حيث يستعصي الاصلاح ، وتستبد سيطرة الطوائف ، لا تقتربوا من السلاح واذهبوا الى انقاذ الطائف ، فاذا انهار البلد طار معه النظام ، وصارت المقاومة معنية بتأمين موارد المحروقات والدواء والطعام ، فان كان هذا يخيفكم ، فسارعوا الى تكليفكم ، وبتوازنات الطوائف المعلومة ، لا تخشى المقاومة من تشكيل حكومة ، ولا تقع في وهم تغيير ، مهما تغيرت العناوين ، طالما أن الكل يسير ، تحت ذات المضامين ، ويريد حلا من بوابة الغرب ، تحت شعار تفادي العقوبات كشكل من الحرب ، ويتساوى اليسار واليمين بالدعوة لحكومة اختصاصيين ، وبالتوجه لصندوق النقد الدولي ، بصفته عنصر الانقاذ الاولي ، ويتهربون من التوجه شرقا ، رغم الاعتراف بانه وحده يحدث فرقا ، وفي هذه الصورة وهذا المشهد ، تتقدم الصين من مشهد ،  وها هي في سورية وتستثمر في افغانستان ، بعدما تثبتت في ايران ، وتستعد لخطوة في العراق ، لاحياء ما الغي من الاتفاق ، فالتارجح  والارتباك في المركز المتعثر ، علامات على زمان ينتهي ويحتضر ، وزمان يستعد للولادة ويختصر 
24-7-2021
صباح القدس للصابرين الموجوعين والجائعين ، من غزة الى اليمن وسورية والعراق ولبنان ، يجوعهم حماة كيان الإحتلال ويتاجرون بجوعهم بذريعة الإصلاح ، ويطرحون مقايضة الجوع بالسلاح ، والمقايضة عرض دائم للمساومة ، المهم أن تضعف المقاومة ، والحصار حول المقاومة ليس خارجيا فقط ، وإلا لكان قد سقط ، فأهل الداخل يشاركون بالحصار ، وليس بينهم من يجرؤ على المضي بالخيار ، بينهم حلفاء واصدقاء لكنهم بلا قرار ، حساباتهم فئوية ، حزبية ، سلطوية ، طائفية ، المهم أنهم يخشون العقوبات ، ويخترعون المعارك البديلة ، ففي لبنان على سبيل المثال ، على ألف جبهة يدور القتال ، دوائر طائفية مغلقة ، حساباتها سلطوية مطلقة ، تتنافس على الحصص والأدوار ، والا فكيف يلتقون على ذات الشعار ، حكومة تطبق المبادرة الفرنسية ، كان فرنسا لم تعد من الاستعمار ، وليست ضمن الخطة الغربية ، وما الفرق بين اليمن واليسار ، عندما يتحالف الشيوعي والكتائب ، طلبا لنائب ، ويتلاقون بذريعة أولوية مكافحة الفساد ، وإسقاط حكم الأوغاد ، وتصير قضية الوطنية ، مسألة هامشية ، او قضية وجهة نظر ، ليس وقتها بالمختصر ، فيقولون نختلف حول المقاومة ، لكننا نتفق على الأولويات ، ونختلف على صندوق النقد الدولي ، لكنه ليس البند الأولي ، ونسأل ما هي الأولوية في بلد يحتضر ، ان لم تكن بالبرنامج الإقتصادي ، وماذا عن التوجه شرقا ، الا يمكن ان يحدث فرقا ، فلماذا اذن التجاهل ، وعلام التقاتل ، وكيف يصير العنوان حكومة انقاذ فورية ، وممن تتشكل الحكومة ، ومن يشكل الحكومة ، وما هو البرنامج ، اليست هذه هي وصفة الخارج ، ثم يأتيك حليف من هنا يدافع عن الحريري أو يتبنى ترشيح ميقاتي ، وحليف من هناك يقول كيف ترضون بالحريري او ميقاتي ، فتقول طالما لبنان موزع طائفيا فالإستقرار أول أولوياتي ، وتسأله ما هو البديل فيقول نواف سلام ، فتسأل وهل هذا هو التقدم إلى الأمام ، وكل المرشحين من بطانة النظام ، وكلهم خارج الحلول الجذرية ، ومن يريد حلا فعليا ، لا يطرح حلا رجعيا ، بل يأتي بمرشح يقبل إستيراد المحروقات من إيران ويخفف الضغط على العملة الوطنية ، ويتحمل التبعات ، ويدعو لتبادل حر بالعملة المحلية بين لبنان وسورية والعراق ، ويحمل عبء ان تطاله العقوبات ، فهل يحمل ميزان الطوائف بين الحلفاء هذا الخيار ، وهل بينهم من يعتبر التوجه شرقا جوهر القرار ، والإنفتاح على ما تعرض روسيا والصين من استثمارات ، ويسير بتعدد الخيارات ، وهذا ولو من باب الذكاء في التفاوض ، سيجعل الغرب في ظل تحذيرات كيان الإحتلال من تسليم لبنان للمقاومة ، يسارع للمساومة ، لكن الحقيقة المرة الدائمة ، هي أن الكل ينطلق من حسابات المصالح السلطوية والطائفية ، وتلك هي القطبة المخفية ، وبالمناسبة فإن أسوأ الطوائف هي طائفة العلمانيين الجدد والجمعيات المدنية  ، فقلوبهم للتغيير قوية ، وأول خطواتها السير بالوصفة الأميركية ، الهجوم على سلاح المقاومة ، وتحميلها مسؤولية الانهيار ، بينما تبقى الطوائف أكثر عقلانية في القرار ، تخشى الفتن ، ولا تريد مفاقمة المحن ، والفرق  واضح في السر والعلن ، ولذلك بمقدار ما يكون ظلما وحرام ، تحميل المقاومة مسؤولية فشل النظام ، وهي تحمل عبء موازين الردع مع الاحتلال ، وتستعد لكل فرضيات الحرب والقتال ، كمن يبحث عن ابرة في كومة قش في الظلام ، لكنها رغم كل ذلك فهي بذات القدر مستعدة وتشعر انها مظلومة ، لكنها عندما تقفل الأبواب ، ويسدل الستار على تشكيل الحكومة ، ستقلب الطاولة ، وتغير المعادلة ، وتستدير الى حلول فورية باتت جاهزة ، لا تنتظر لأجلها جائزة ، بل التحقق من أن الحفاظ على الاستقرار قد سقط ، وبقي مطلوبا منع الجوع فقط
20-7-2021
صباح القدس والأضحى مهما كان حال الأمة وما أضحى ، فللقدس صباح لا يغيب يعرفه البعيد والقريب ، وصباح القدس سيبقى هو الأقرب أشرق صبح الناس أم أغرب ، والقدس مهما كانت احوال الأمة ، ومهما رافقها من غمة ، ومهما هرول بعض الأمراء الى التطبيع ، او تهاون الحكام  وركبوا قطار التتبيع ، ومهما تخلفت الشعوب عن ساحاتها وهانت وسارت في القطيع ، فالقدس أمة بذاتها ، والقدس هوية ، ومنذورة لها أرواح باعت الدنيا وملذاتها ، وجعلت من القدس قضية ، وامهات نذرت فلذاتها ، واشبعتهم حليب الفروسية ، ومهما صال الآخرون وجالوا ، ونصبوا قببا حديدية ، فقد بدأت كتابة التاريخ ، مذ صار لحماية القدس صواريخ ، وتغير السيئ الى الجيد ، عندما صار للقدس سيد ، وسقط زمن المساومة وبدأ زمن المقاومة ، فماذا عساهم يفعلون ، فليركبوا اعلى خيلهم ، ستضيئ النيران ليلهم ، وليسرجوا للحرب جيوشهم ، ويعدوا للرحيل نعوشهم ، فسقف ما يقدرون ، هو جمع التطبيع والتجويع ، فلن يجدوا بين الممسكين بخناقهم ، والقابضين على أرواحهم وأوراقهم ، من يفاوض ، او من يوالي ويعارض ، فلا مكان هنا لأنصاف الحلول ، ولا للمقايضة ، ولا للعبة السلطة والمعارضة ، فالأمر يا سادة ، نوع من العبادة ، تعود الأرض كلها ، فتجد القضية حلها ، والا فالسيف هو اللغة الحاسمة ، والدم هو الحبر عند المقاومة ، فمن يجيد المنافسة ، لينزل الميدان ، ومن يريد المجالسة سينتظر حكم الزمان ، فالحرب ليست خيارا بل قدر ، والدرب معبد بالشهداء ومن انتظر ، هي القدس وما تعلمون ، فاكتبوا في صفحات كتابكم ، انها دين ودنيا وما تسطرون ، ولا تحتاج أغلبية ولا اجماع ، ولا تغير الأوضاع ، فضعوا في حسابكم ، ان لدينا ما يكفي من العقل وما يكفي من الجنون ، وما يكفي من العلم وما يكفي من قوانين الصراع ، لنفوز بالحرب بلا حكومات ، وبلا ثورات ، وبلا مقدمات ، فالنصل بات قرب الحناجر ، والحسم بلغة الحاضر ، وليست المسألة لاجيال قادمة ، بل لهذا الجيل من المقاومة ، مسألة لا تحتاج الى دليل ولا تحتمل التأويل ، وخذوا من آخر التحليل ، ان الذين خبروا الحروب وتدربوا ، وخاضوا كل انواع الحرب وجربوا ، استعدوا وامتكلوا كل المهارات اللازمة ، وصارت عندهم كل الاسلحة الحاسمة ، لن يغادروا الدنيا دون بلوغ الهدف ، وهذا فهمهم للأضحى ، ان يتقدموا قرابين واضاحي حفظا للسلف وخيرا للخلف ، فهم خميرة الماضي وبذرة المستقبل ، وقد رجح الميزان واضحى ، كاسرا للتوازن واكتمل، ولن يكون عدلا ان ينتظر صناع الأمل ، ويتركوا لجيل قادم عظيم العمل ، فقد شمروا عن السواعد واستعدوا ، وتهيأوا للحرب وأعدوا ، وهتفوا يا قدس انا قادمون ، يقودهم الى النصر قانون ، انهم عاهدوا وعايدوا وتعاهدوا ، وتوضأوا وصلوا صلاة العيد ، وفي ختامها ادركوا معنى الختام ، فكرروا واعادوا من جديد ، لبيك اللهم لبيك ، تعني عائدون اليك ، اذن فهي تعني عليكم من القدس سلام 

2021-07-30 | عدد القراءات 3292