مجتمع مدني ؟
كتب ناصر قنديل
- تقول التجربتان العراقية والفلسطينية حيث يبلغ تعداد المنتسبين الى جمعيات تحمل اسم المجتمع المدني عشرات الآلاف ، والبعض يقول مئات الآلاف ، أنه يكفي أن تملك سجلا لجمعية مع سبعة أشخاص حتى يتم ادراجك على لوائح المستفيدين من منح الهيئات الدولية والسفارات الأجنبية ، وتكليفك بمهام تحت عنوان حقوق الانسان والبيئة وقضايا الديمقراطية وفي بعض الحالات التمويه باسم جمعيات للتشجيع على تمكين المرأة وسكان الريف وحماية الغابات وربما الإرضاع من الثدي والحد من النسل ، لكن في نهاية المطاف عليك الاستجابة للمشاركة في الدعوات التي تطلقها الجمعيات الشبيهة من أجل "ان يصير المجتمع مدنيا" .
- الاسم يثير التساؤل علميا ، فكيف يكون سبعة اشخاص هم مجتمع ، وليسوا مجرد جمعية ، ومن الذي ابتكر إضافة مجتمع ، والمفردة ترمز لما هو إنساني ونبيل في صفة التمثيل كان يصير للأحزاب تسمية الوطن ، كي يتعادل الوزن على الأقل ، ثم مدني ، كان هناك مجتمع عسكري يقابله مجتمع مدني ، او مجتمع ديني يقابله مجتمع آخر يفترض ان يكون اسمه لاديني وليس مدني ، لأن الديني ليس ضد المدنية من زاوية المعنى المطلق للمفردات .
- في لبنان ولدت خلال عشر سنوات ماضية ، منذ نشوب الأزمة في سورية وتحولها الى حرب آلاف الجمعيات ، التي بدأ أغلبها تحت عنوان الإهتمام بشؤون النازحين وتنظيمهم بذريعة مساعدتهم ، لأن المطلوب كان جعل النزوح وسيلة للتجنيد لمن صعب تجنيده في سورية للمشاركة بالحرب ضد الدولة السورية ، وسرعان ما بدأت تسند لهذه الجمعيات مهام داخلية ، ومع تفجير المرفأ تحولت ببيانات رسمية الى بديل للدولة معتمد لتلقي المساعدات لكن دون مساءلة عن وجهة إنفاق الأموال والمساعدات العينية .
- مع بدء العام الانتخابي تحددت مهمة الجمعيات بحشد الأصوات لمرشحين سيتم اختيارهم باشراف السفارات ، وخصوصا لارباعي الأميركي الفرنسي الألماني البريطاني ، والمال العربي ينفق باشراف هذه السفارات على الحملات الإنتخابية التي يفترض ان تخدم لوائح موحدة تشرف على تسمية المشاركين فيها من السفارات .
- لهذه الغاية تم تكليف المسؤولة السابق في التنظيم العسكري للقوات اللبنانية لإدارة المجتمع المدني تعاونها موظفة حقوقية لدى السفارة الأميركية ووفقا لقاعدة 6 و6 مكرر واحدة من السيدتين مسلمة والثانية مسيحية ، وشركات الإحصاءات تعمل بعقود من السفارات للترويج للفكرة لحين تبلور اللوائح .
- سيصاب المشروع بذات النتيجة التي أصابته في العراق ، لكن هناك قرر الأميركيون الايعاز لمن يلزم بطلب تأجيل الانتخابات ، والمجاهرة برفض المشاركة وإعلان الانسحاب من الترشيح ، فهل يفعلون ذلك في لبنان ؟
2021-07-31 | عدد القراءات 1496