سيبقى عيد الجيشين
كتب ناصر قنديل
- ليس بيد اعداء لبنان وسورية القدرة على تغيير الجغرافيا ، فسيبقى البلدان على تماس جغرافي وتداخل عائلي وتشابك المصالح والمصير بحيث يستعصي الفك بينهما ، كما ليس بيد هؤلاء الأعداء القدرة على اللعب بالتاريخ ، ليس بمعناه الشامل فقط ، الذي يؤكد الترابط المصيري في المحطات التاريخية ، وليس أدل على ذلك من محطتي المواجهة مع المستعمر الفرنسي والمحتل الإسرائيلي ، وصولا للمواجهة المشتركة مع الإرهاب ، فالتاريخ بحضوره في المناسبات الوطنية عصي على التلاعب والعبث .
- فيما يجمع السوريون على أن جيشهم كان عنوان وحدتهم وانتصاراتهم في الحرب الظالمة التي شنت على بلدهم خلال عشر سنوات ، يكاد لا يوجد ما يجمع بين اللبنانيين غير جيشهم ، وليس عبثا أن يكون الأول من آب هو اليوم الذي يحتفل اللبنانيون والسوريون بعيد الجيش .
- رغم كل محاولات التغييب سيبقى الأول من آب يوما للجيشين اللذين تقول سيرتهما أنهما في الملمات واحد ، فعندما شنت على الجيش اللبناني حرب نهر البارد ، وكانت العلاقات السياسية بين الحكومتين اللبنانية والسورية في أسوأ أحوالها ، لم يجد الجيش اللبناني الا المدد والسند من الجيش السوري بمعزل عن ألاعيب السياسة التي جعلت التحريض ضد سورية شغلا لبعض اللبنانيين .
- يحل الأول من آب ، ولبنان وسورية في حال التفاف حول جيشهما ، وفي توقيت يحتاج البلدان اتخاذ العلاقة بين الجيشين نموذجا للعلاقات بين البلدين ، علاقات تنطلق من الإيمان بالمصير المشترك والقيم المشتركة ، وتقوم على التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات ، والانطلاق من تشخيص العدو بوضوح لا لبس فيه ، الاحتلال والعدوان والإرهاب ، الثلاثي الذي ترتكز عليه العقيدة القتالية للجيشين ، ويجب أن تشكل مفهوم الأمن القومي في البلدين وأساس العلاقة بين البلدين والحكومتين .
2021-08-02 | عدد القراءات 1433