مقدمة
حديث الجمعة هذا الأسبوع يواكب بصباحات القدس يوميات الأزمات والمواجهات بيقين أن لا مصيبة تحل بنا الا ولكيان الاحتلال يد فيها ، فنحن محاصرون لأن الغرب يريد له أمنا بات بين أيدينا ، سوروية تحارب لأنها وحدها رفضت التوقيع والتطبيع ، واليمن مستهدف بالخراب والدمار لأن ذاكرته تنبض بروح فلسطين وصواريخه منذورة لها ، ويقين ان لا خير يرتجى من غير المقاومة فكل تراجع او تنازل تمهيد للمزيد من الضغوط بهدف نيل املزيد من التنازلات والتراجعات ، وكل ثبات تكريس لمعادلة اليأس من كل رهان او كل اوهام ، لولا الكيان ولولا المقاومة ثنائية صباحاتنا ومساءاتنا وأيامنا ، وفي الحديث مشاركات تنوعت بين الخواطر والوجدانيات تتقدمها مرثية ورد عصام عبدالله في رحيل عمه الصديق عماد .
ورد عبدالله عن رحيل عمه عماد
وأذكر أيام الحمى ثم أنثني على كبدي من خشية أن تصدعا
يا أبا جلال ، بهذا البيت العظيم من الشعر ، بدأت برثاء أبي ، شقيقك عصام ، و ببيت الشعر ذاته ، وبالعاطفة و بالاحساس ذاتهما ، أبدأ بأوّل كلام لي عنك ، و هو ليس الأخير ، ايها الحبيب الحبيب الحبيب ...
روت لي عمتي نازك أن عماد في طفولته الأولى كان يحبو على الأرض في منزل العائلة في الخيام بعد شطفها ، فإذا صادف بعض النمل هنا او هناك ، كان يحمله و يضعه في احدى الحفر التي ما زال فيها بعض الماء من آثار الشطف ، ليرى اذا كان النمل قادرا على السباحة !
غريبا عجيبا كان هذا العماد و سوف يحمل معه العجب و الغرابة بعد أن أضاف عليهما فطنة و ذكاء و ثقافة و حضورا و عاطفة و انسانية ... حتى الممات ....
يُسجَّل لعماد انه كان مضيئا على المستوى الثقافي حتى بوجود شقيق له كعصام بحضوره الثابت في الوسط ذاته ، و الذي كان يكبره بتسع سنوات ، فعماد مُحدّث مفوّه بالأدب و التاريخ و الشعر و غيرهم الكثير ، ناقد عليم و قاس لا يساير ، أديب صاحب أسلوب خاص جدا في الكتابة ، مهنيّ في عمله كأنه المستحيل ، قادر على نسج علاقات اجتماعية مع كل الناس على اختلافاتهم ، ساخر موهوب ، مغامر شرس إذا دعت الحاجة ، أستاذ في الأحاسيس و النخوة و حبّ الحياة ، أنيق كفراشة تجلب الحظ عند الحضور ، طيب المعشر ، كأنه من الجميع و الى الجميع ...
كان عماد موسوعة متنقلة ، لو جالسته ستخرج متسلحا بمعلومات قيّمة من النوع الذي لا يُقَدَّر بثمن و قد لا يتّسع المجال الآن لذكر سيرته الحافلة ، ولكن أتذكر انه سبق لي أن قلت له أكثر من مرّة انه يذكّرني بعصام ، و أن عليه ان يعمّر لأنني لا زلت بحاجة إليه ، أنا ، لا زلت بحاجة إليه، فكيف إذا هي حال نجلا و سارة و جلال و رشاد و مريم ! أو علي و نازك و نوال !
اكاد أجزم أن هذا الزمن لم يعد يلائم أشخاصا كعماد ، رأووا كل شيء ينهار على مدى خمسين عاما ، فهو مثلا كان يتسلح بعصام و برياض الرّيس ليبارز في وجودهما الحياة ، بعد أن اطمئنّ الى الأولاد ، فهما كانا اساسيّين في قلبه و عقله و تركيبته . ذهب الاثنان فلم يقو على التّحمّل ، و كان قبل غيابهما قد قرّر الثورة على كل شيء ، و السلاح الامضى له ، كان السخرية ولو كانت احيانا أكثر من جريئة ، فقد كان عماد على الأرجح ، يصارع في الرمق الأخير ، إنهار كما انهرنا جميعا في السنوات الماضية ، الا انه انهار ساخرا ، واثقا ، و مغامرا ، كأنبل المقاومين ...
ورد عبدالله
الشعر ليس مهنتي
مهنتي نادلةُ بحانة رخيصة
مسحُ اللقاءات عن الطاولات
وأحياناً لعاب السكارى ونظرات الخمر عن نهدي
الليل يطعمني والليل يأويني
الشعر ليس مهنتي
والحلم لا يأتيني بالخبز
بل يأخذه من فمي
في يدي
خرقة ممزقة أحملها بوجه الأيام وطالعي
لا يهتم بمن يربح
لا يهتم
بأني ارميها بعيداً عن كتفي كل مساء
وأعود خفيفة من الحب ومن الحرب
من الضحك ومن الذكرى
خفيفة
الى الضوء الخجول وراء بابي الموارب
في البعيد من هذا الليل
عاشق يرتجف برداً
أمد من غربتي يدي
أمسح النظرات عن مسامات جسدي
أرسم حانةً
وسلكاً حديديًا شائكا
وأختفي في الضباب
لولا رينولدز
حلم لبنان الجميل ؟؟؟
و انا في عز الحلم بلبنان جميل
استيقظت على مذبحة الطوائف و على شاب منفعل و آخر خائف
استيقظت على خارطة مبعثرة و صراخ أم بُح صوتها من الالم
بيروت صرخت حتى اخفوا لها صوتها
قتلوا الحب و الالفة، كرّوا نسيج كنزة الصوف و باتت ألوانها باهتة. و الناس تدمر الناس دون هدفٍ يُذكر ، لم تعد ثورة الجياع للجياع.. و ثورة الفقراء للمقهورين ، باتت لعبةً لأخذ الثأر، انها لعبة الطوائف التي تخيفنا جميعاً، إنها جريمتنا و مأساتنا جميعآ
انها الحرب يا ابنتي، حرب الطوائف التي تهد البيوت و الارحام و الوصل.
لا تأبهي، اعزفي موسيقاك التي تحبين و اخفضي صوت التلفاز اللعين.
النوافذ رميت بالحجارة و القلوب ، و طفلي ركع خائفاً يفتش عن الله بين كومات الناس المقهورة.
يسألني ابني اين الله يا أمي؟
يا بني ستجد الله عند المنكسرة قلوبهم.عند اخر صوت في ردهة المستشفى، عند النائمين تحت السماء و الغيوم و اصوات الرعد، ستجد الله عند هؤلاء المستضعفين اللذين لا يمكن لأحد ما ان يسمعهم، ستجده بين قلوب المرتجفين برداً
اما ما تراه من قتال، فلا دخل لله به، انه من افعالنا نحن اولاد الابالسة.
يقول نجيب محفوظ:
سألتُ الشيخ عبد ربه التائه : كيف تنتهي المحنة التي نُُعانيها ؟
فأجاب: إن خرجنا سالمين فهي الرحمة، و إن خرجنا هالكين فهو العدل
ميساء الحافظ
بتُّ أكتفي بحلمٍ
رأيتُ الكثيرَ من الأطفالِ و الكبارِ يقودونَ الدّراجات الهوائيّة في الأفلامِ الأجنبيّةِ و عبر الرّوايات التي قرأتها إلى أنْ اعتقدتُ أنّ الحصولَ عليها و قيادتها هو أمرٌ
طبيعيّ لا لبس فيه
فاصطدمتُ بواقعِ البيئةِ التي أعيشُ فيها
و الذي جعلَ من قيادتها أمراً معيباً لفتاةٍ بعمري و اكتفيتُ بالجلوسِ بشكلٍ معاكسٍ على كرسيٍّ داخل بيتي بينما أمدُّ يديّ إلى الأمامِ لأقبضَ على ظهرِ الكرسيِّ و أميلُ بجسدي يمنةً و يسرةً و كأنّني أقودُ درّاجتي عبر المنعطفات
و من يومها
عند أحدِ المنعطفاتِ أضعتُ جزءاً من روحي !
بتُّ أكتفي بحلمٍ
عندما تأكّدتُ من شغفي في الحياةِ أخبرتُ عائلتي بأنّني سأسافرُ لدراسةِ التّمثيلِ و احترافهِ
فكان المنعُ قطعيّاً لا نقاشَ فيهِ و قيلَ لي أنّني ابنةٌ ضالّةٌ و حلمي عاهرٌ و لا يُسمح لي بتحقيقهِ حتّى لو كان ضمن مدينتي !
فأصبحتُ أطيلُ الوقوفَ أمام مرآتي
المُنكسِرةِ لأتمرّنَ على أصعبِ التّعابير النّفسيّة للوجهِ و لأثبتَ -على الأقلّ- لنفسي أنّني أليقُ بهذا الحلم
و من يومها تكسّرَ الفرحُ في قلبي و أدماه
و بقي تعبير الحزن عالقاً على وجهي !
بتُّ أكتفي بحلمٍ
عندما اشتعلت نارُ الحربِ في بلدي
انقسمَ النّاسُ و قتل الأخُ أخاه و أصبحَ الدّمارُ هو المشهدُ السّائدُ و فاحتْ رائحةُ الدّماءِ في كلِّ مكانٍ ، نزحتُ إلى خارجِ البلدِ و مكثتُ في الغربةِ عدّة سنوات
هناك كانت أيضاً الأحلام هي الحقيقةُ الوحيدةُ في حياتي
أحلامُ اليقظةِ و أحلامُ المنامِ
و كان الوطنُ هو الحلمُ المسيطرُ
ثمّ
جعلتُ من أوّلِ بصيص نور جناحاً طار بي إلى بيتي و مازلتُ في قلبِ الوطنِ
أحلمُ بوطنٍ !
بتُّ أكتفي بحلمٍ
طيفكَ أصبحَ يسابقُ ظِلّي
خضعتُ للقدرِ و استعضتُ بطيفكَ عن رؤياكَ
إلى أنْ زارني طيفكَ في المنامِ
و لأنّ أحلامي هي حقيقتي الوحيدة
اعتقدتُ أنّكَ اتّخذتَ من عينيّ مسكناً لكَ
و منذ ذلك اليوم لم أعدْ أريد أنْ أفتحَ عينيّ ظنّاً منّي أنّني سأبقيكَ عالقاً بين أجفاني
و من يومها فقدتُ البصرَ
و الأحلامَ !!!
ريم رباط
4-8-2021
صباح القدس لبيروت المدينة التي لا تموت ، فهي رغم انوف الحاقدين والمكابرين بالنسبة للمقاومة ستبقى العاصمة ، ستبقى الطلقة الأولى لخالد علوان التي اذلت الإحتلال ، وكتبت عنوان المقال ، سترحلون يعني سترحلون ، وكل ما جرى ويجري يلبس ثوب الإنتقام من العاصمة التي رفضت الإستسلام ، ومن يبحث عن الحقيقة بغير العقل التبريري ، منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، ثم انهيار الليرة وضياع الودائع ، ثم تسييب المرفأ كالرزق الضائع ، لاقامة النترات مخزنا للمتفجرات ، لنقلها الى سورية حيث لا يحتاجها الا الارهاب الذي كان محاصرا ، وكم كان له في لبنان مناصرا ، يجمعهم الحقد على دولة تملك مصانع الذخيرة والاف الاف الأطنان من النترات والمتفجرات ، سيعرف كل متابع نزيه ، وكل من يبحث عن الحقيقة دون توجيه ، أن الهدف واحد في الاغتيالات والنترات ، تفجير الدم والغضب ، لتوظيفه كقاذفات اللهب ، واطلاقه بوجه سورية والمقاومة ، والا فليفسر لنا الجهابذة وفق علوم القانون والجريمة ، من هي الجهة اللئيمة ، التي كانت في اليوم التالي لكل تفجير ، من اغتيال الحريري الى الإنهيار الكبير ، الى تدمير المدينة ، التي كانت تملك خطة اليوم التالي ، لتوظيف المشاعر الحزينة ، تمضي بها ولا تبالي ، فمن سارع لتوجيه الاتهام والنزول الى الشوارع والساحات ، يملك خطة التحرك وقد صاغ الشعارات ، وصنع حركة الرابع عشر من آذار ، وجعل العداء لسورية والمقاومة رمز الشعار ، ومن خرج بعد الاغتيال فورا يدعو لخروج سورية والمحكمة الدولية ويوجه الاتهام ، ومن حول الانهيار الى ثورة مزورة ونحو المقاومة وجه السهام ، ومن جعل تفجير المرفأ مدخلا للزيارات الدولية ، فيا للعاطفة الأبوية ، وهل لدى الاستعمار من عاطفة ، ام هو توظيف العاصفة ، وهل يمكن فصل التطبيع ومستقبل حيفا ، عن تفجير مرفأ بيروت ، وهل من الصدفة ان يحل الفرنسي ضيفا ، وهو يحمل وصفة التغيير ويحمل كتفا ، ويسير في الجنازة يبكي ويوزع القبلات ، والبلد في التابوت ، ان التاريخ اكبر معلم ، والتاريخ يقول للعقل الحي لا تسلِم ، فما تراه ليس الا خداع بصري لتزوير الحقيقة ، واول الحقيقة الاسئلة الدقيقة ، فهل يعقل التصديق ان اليونيفيل التي وجدت لها قوة بحرية ، ما كانت تعلم معنى النترات وخطورتها ، وفلم تحرك ساكنا لدخولها واستبقتها ، ويجب ان يحاسب بجرم المعرفة و الاهمال ، حسان دياب ، بتهمة التأخر أو الغياب ، بينما كان الكل متواطئا لدعم الإرهاب ، فجاءت النترات وبقيت ، بمعرفة البوارج الزائرة ، التي تمسح قبل قدومها الميناء ، كل زاوية وبناء ، ولديهم اجهزة تكشف كل مواد متفجرة تواكبها للتحقيق اكثر من طائرة ، وتنقب كل خرم ابرة في المكان ، فكيف غابت عنهم الأطنان ، ومثلها اليونيفيل التي يقولون انها تكتفي بقراءة المانيفست الذي كان مزورا ، فهل يتوقعون ان نصدق الاكاذيب ، ويخلطون الرز بالبصل ، فيضيع علينا ما حصل ، فما يقولونه ان الدول العظمى جاءت بقواتها البحرية ، لتترك لحزب الله ان يتسلح بكل حرية ، ما دام مانيفست الباخرة لا يكشف وجود اسلحة او مواد متفجرة ، وان البوارج التي تحرس البحر كحاجز او مخفر في دولة جاهلية ، تراقب على الورق ، ولا يعنيها الأمن المخترق ، وتغيب عنها اطنان متفجرة ، ولا تعلم بها الا متأخرة ، رغم كل التقنيات ، ودقة التجهيزات ، وعلينا ان نصدق ان القضية هي كما الانهيار المالي ، لم يصنعهما احد ، وفجأة قامت ثورة في البلد ، تجمع ثوار اخر زمن ، ينادون كلنا للوطن ، ويسجدون للسفير ، ويدقون بوجه المقاومة النفير ، يا لمحاسن الصدف ، كم من مرة تكرر المشهد ، وبقي فجأة ذات الهدف ، خلال هذه السنوات ، وهم لم يتغيروا ولم تتغير الشعارات ، هكذا منذ اول اغتيال وكل الاغتيالات ، وهكذا في ضياع الودائع والانهيارات ، وتتابع الازمات ، وهكذا في التفجير الكبير والتحقيقات ، هاتوا رأس المقاومة كيوحنا المعمدان ، كي ترضى سالومة وتشعر بالأمان ، وامها هيروديا تنتظر الرأس على صحن من ذهب ، وسالومة العصر هي اسرائيل وهيروديا هي ذاتها حمالة الحطب ، في جيدها حبل من مسد ، زوجها أبو لهب ، لمن اراد فهم السجادة وفك القطب
3-8-2021
صباح القدس لسيف القدس وما عاد الى الغمد ، ما زال مسلولا بين القدس واللد ، فلا محكمة الكيان تتجرأ على الإخلاء في الشيخ جراح ، وهي تخشى العودة الى معادلة القدس يحيمها السلاح ، ولا المستوطنون يتجرأون على البقاء في اللد ، ومئات العائلات منهم تنزح خوفا من أجيال تحمل ذكريات الأب والجد ، وها هي المعادلة الجديدة للسيف المسلول ، الأراضي المحتلة لفلسطيني الداخل دخلت خط الإشتباك ولن تتراجع ، وفي القدس تستعصي الحلول ، بين ارضاء المستوطنين والخوف من الحرب بعد تبدل المواقع ، ومضمون المعادلة الجديدة تقوم على تبادل الخوف ، فالخوف من التهجير صار عند المستوطنين ، والخوف من الحرب غادر صفوف الفلسطينيين ، والتاريخ يكتبه ثنائي الخوف واليقين ، فالخوف يعبر عن الشك والقلق وسقوط الحسابات القديمة ، واليقين يقول إن وعد القوة صدَق ووعد النصر مبني على حسابات حكيمة ، يخاف المستوطنون من الحرب القادمة ، فيحجمون عن التصعيد في تهجير المقدسيين بقرارات عقلهم الأعلى الذي تمثله المحكمة ، ويخاف المستوطنون من تهجير الضرورة في مدن الداخل حيث اشعلوا الفتنة النائمة ، فيعيشون ذعر كوابيسهم المعتمة ، وفي قلب هذه الحرب الباردة ، تتغير معادلات الحرب السائدة ، فمن سيثبت ومن سيرحل في الجولة المقبلة ، وكيف تكون اليد العليا متحولة ، ومن ستكون جراحه مثقلة ، وحساباته لما بعدها متبدلة ، فقانون الحرب ليس في الميدان ، بل بما يبدل في العقول والأذهان ، فعلى الضفتين تكون الحرب التي لاتغير التفكير جولة لاغية ، وتقاس النتائج بحجم ونوع التغيير لدى الجهة المظلومة والجهة الباغية ، وعندما تسترد الضفة المظلومة الثقة بخوض الحروب ، ويبقى اليقين لدى الضفة التي وجدت في الحرب افضل الدروب ، فهذا يعني ان جولات جديدة ، ستسلك على درب الحرب لفترة بعيدة ، حتى تسقط الثقة لدى احدى الضفتين ، فان تعززت ثقة المظلومين بنصرهم ، وبدأ الظالمون يشعرون بعسرهم ، تكون بداية التبدل الكبير ، وتوازن الردع الخطير ، ما يجعل المبادأة بالحرب مستعصية ، وتنمو في ظل الإستعصاء روح وتذبل روح مقابلة ، فحيث كل شروط الاستعداد للحرب مستوفية ، يسود التكاسل والاسترخاء ، وتموت الروح المقاتلة ، وحيث الحق ويقين النصر رغم المخاطر ، تستجمع الروح الأشلاء ، لتصنع منها المعادلة ، وعندما تحقق الحرب هذا التوازن بين السلاح والروح ، يتراجع وزن السلاح وتتقدم الأرواح ، وتكون بداية التغيير الكبير ، وهذا ما تقوله وقائع اليوميات في نتائج سيف القدس المسلول ، ان الذعر يدب في المستوطنات وان ليل الخوف يطول ، وان الفلسطينيين في أربعين نزار بنات ، يعودون الى الأصول ، والأصل منازلة الإحتلال ، وفضح كل تزيين للتنازل أمام المحتل وتبرير للتنسيق ، وليس مهما أن تسقط شهيدا في القتال ، او ان تقتل ظلما بذريعة التحقيق ، فالشعب خرج من أسر الكلمات المزينة ، وبات يميز بين الكلمة ووظيفتها المعينة ، ويعلم أن في الكلام قمح وزؤان ، كما في الكلام زمان ومكان وروح ، والكلمة التي يطلقها جبان ، لا تشبه الكلمة التي تداوي الجروح ، و لا تصنع من الجبان شجاعا عندما يلبس ثوب السجان ، ويعرف الشعب ان اوجاعا سترافق مخاض الولادة ، سواء كانت بيد المحتل أو بأيدي اوغاده ، فهي مسيرة كتبت على الشعوب ، وختامها نصر رغم أشواك الدروب ، ومن سيعرف ثنائية الدم والنصر في كتابة السيرة ، وثنائية الورد والشوك في المسيرة ، أكثر من فلسطين الأسيرة
2-8-2021
صباح القدس للصبر والبصيرة والقدرة على تحمل عبء الدماء النازفة ، كي لا تضيع البوصلة في اللحظات الخطيرة والكل يعلم من صاحب القدرة ومن هي الجهة الخائفة ، والشجاعة هي ان تحسن ادارة الغضب لا ادارة السلاح ، وان تتقن التراجع لا ان تتقدم نحو الكمين ، والمواجهة احيانا هي فن الانزياح ، لانك منذور لفلسطين ، هكذا هو حزب الله الممسك بخيوط القدرة ، يحبط ما خخطته الأيادي القذرة ، فيحمل النعوش ويمضي بنفوس الغاضبين ، كما فعل تحت جسر المطار ، يوم اطلقت النار على المتظاهرين ، وكان التنديد بأوسلو يومها هو الشعار ، وهو يعرف من نصب الكمين ، فهذا اكبر من مجرد ان تعرف معنى المسؤولية ، والالتزام بالقضية ، انها قدرة تحمل الأقوياء ، حيث لا يجرؤ الاخرون ، ان تحمل عبء الدماء ، وانت قادر على مواجهة الغباء بعاصفة الجنون ، وان تمسح مناطق عن الخارطة ، فتعصم النفس عن انفعالات الغضب ، وتحمل كل الانفعالات الضاغطة ، وتقابل الشتيمة بعلو الأدب ، فتتجنب الخضوع لإغراء القوة ، لانك تعلم معنى ترتيب الأولويات ، وهذا معنى ان السلاح منذور لفلسطين ، وان سواك هم الميليشيات ، وانك وحدك السلاح المنضبط ، وانك وحدك تحدد وجهة الحرب وتنخرط ، ولا تتسدرج لزواريب الداخل ، وهذا معنى ان الذين يصوبون على السلاح ، يريدون للوطن ان يستباح ، و ينكشف امرهم كعملاء للاحتلال ، بعدما تسقط مقولة ان سلاحك يتسبب في الداخل بالاختلال ، فهذا السلاح محجوب عن الساحات الداخلية ، وجهته الوحيدة ان يتحرك بقرار الحرب ، لا تستفزه التصريحات الغبية ولا يحيد عن الدرب ، وحده سلاح لايملكه حاملوه ، ولو قتل اباؤهم والأبناء ، فهم مؤتمنون على حمله كأثقال الآخرة ، لو قاتلهم العالم لن يقاتلوه ، وسيواجهون الرصاص بالدعاء ، ولو استفزتهم الوجوه الساخرة ، حتى يتيقن صاحب القرار بأن الذي يجري حرب لا مفر من خوضها ، وبأن التردد كالفرار من المعادلة الواجب فرضها ، عندها سيحدث الزلزال ، وتتحرك الأمواج المسلحة للقتال ، وستسحب الفتنة من شعور اصحابها ، والاقلام من جحور كتابها ، وتسقط المحرمات ، ولا تعود القضية انهم قتلوا لنا ، بل ان السلاح هو القضية ، وان بؤرة للعملاء باتت مستعصية ، وان الدولة ومؤسساتها مترددة ، وان المطلوب قتالنا ، باشكال متعددة ، كما كان الحال في الجرود ، عندها لا قيد امام قرار الحسم ولا حدود ، وبلحظة سيزال الورم الخبيث من الوجود ، وعندها كلفة الدماء مبررة ، والمعركة واجبة مقدرة ، أما الآن فالشجاعة بمنح الفرص للدولة ، فلها هذه الجولة ، لتثبت القدرة على تحمل المسؤولية ، بعدما طال الانتظار ، وتركت الطرقات للعصابات ، وكما ترك الاحتكار ، وغابت المؤسسات ، تبقي المقاومة الباب مفتوحا لقيام حكومة ، وهي تعرف انها مظلومة ، لكنها تستعد للأسوأ ، وتتحضر للخيارات ، لكنها لن تقدم من تلقاء ذاتها على الحلول مكان الدولة في الأمن وفي الإقتصاد ، رغم مرارة التحمل والألم والدم والتلاعب بأرزاق وارواح العباد ، لكنها تستعد للفرضية المقابلة ، ان يفشل الرهان وتسقط المحاولة ، وان تتخلى الدولة عن الواجب ، وينفلت الحبل على الغارب ، فكما ستجلب المقاومة المحروقات على عاتقها ، ستفتح الطرقات ببنادقها ، فهي ليست من يتخلى عن ناسها ، وهم بالأساس اساسها ، لكنها تتقن فن التحرك والتوقيت ، كما تتقن على الكيد مهارة التفويت ، وتعرف معنى الترسمل بالأخلاق ، بينما غيرها يترسمل بالنفاق ، وغير يترسمل في الأسواق ، وللمقاومة تجارة وحيدة ، غير تجارة الآخرين ، هي ان رجالها باعوا جماجمهم لله ، ونذروا ارواحهم لفلسطين ، واثقون بقيادة نصرالله ، و النصر عندهم يقين
31-7-2021
صباح القدس لتفجير سفن الكيان في طريقها للخليج عبر بحر عمان ، وناقلات النفط الإيرانية قادمة تحرسها غواصات عائمة ، تعبر البحر الأحمر وتتحدى الجيش الذي لا يقهر ، فهذه هي المعادلة وعلى من يجرؤ على تغييرها المحاولة ، لأن دونها الحرب الشاملة ، هذه معادلة التي يبشر بها رئيسي ، حيث العنفوان بند رئيسي ، نعود للاتفاق النووي بشرط الكرامة لا بشرط السلامة ، ولا نقاش حول دعم المقاومة ، والعودة ليست هدف ، فان رغبتم ارفعوا العقوبات ، وعليكم التخلي عن الصلف ، واطالة امد المفاوضات ، والا ضاعت الفرص امامكم ، وفقدتم امكانية حفظ سلامكم ، فأنتم في بلاد الآخرين ، ولسنا نحن في بلادكم ، وهذا هو الفرق بين التمارين ، والحرب الفعلية ، وبين كلامنا وكلامكم ، أن الأرض تقاتل مع اصحابها ، والتاريخ يقاتل ، والشعوب تقرأ في كتابها ، فأين هو كتابكم ، قتلتم سكان البلاد الأصليين ، حتى صارت بلادكم ومثلكم فعل المستوطنون في فلسطين ، فضعوا في حسابكم ، انها الحرب المفتوحة وحروب الحق دائما مفتوحة ، وحسابها لا يغلق ، فالأمم المجروحة ، تقدم التضحيات ولا تقلق ، اما انتم فوفقا لحساب المصالح ، كل حروبكم من الآن صارت خاسرة ، لأن كلفتها ببساطة اعلى من عائداتها المتوقعة ، حتى تقولوا ما جدوى الحرب ونزف الخاصرة ، والاستثمار بخسائر مرتفعة ، أما الشعوب والأمم ، فليس لديها سعر لرفع العلم ، طالما التراب تراب الوطن ، ترخص له الدماء والنفوس ، ولا يحسب في حربه حساب للزمن ، فيما انتم تحسبون ميزان الفلوس ، لذلك تقوم الحسابات الجديدة ، ان تتعلموا ان الأفضل هو التبكير بالرحيل، لأنكم في نهاية الطريق راحلون ، وما عاد ينفعكم من تقنياتكم العديدة ، الا ان تحسبوا الكلفة المضافة للتأجيل ، وتضيفوا عليها فوائد الديون ، وتخيلوا ان يدرك الفلسطيني ان فلسطين عائدة بعد مئة عام ، فهو مستعد للبقاء صاحيا لا ينام ، وهاتوا من عندكم من يستعد لأجل البقاء محتلا ان يمضي عشرة أيام في الصيام ، وخذوا بالمقابل آلافا مؤلفة يتبارون في الأسر ان يصوموا حتى الموت لأجل بلادهم ، وتعلموا ان هذا هو ميزان القوى في الحروب ، فكيف ان علمتم ان توازن النار والدم صار لصالح المقاومة ، وكما يقول تاريخ الشعوب ، وقانون النسبية عند آنشتاين ، ان كل المعادلات مضروبة بعامل الزمن يجب ان تحسب ، ومن يستمثر بالدين ليس كمن يوظف رأس المال ، ومن يبني منزلا ليسكن ليس كمن يبني للتجارة ، والحقيقة يجب ان تكتب ، وهي جوهر المقال ، ومضمون العبارة ، أن الشعوب متفوقة بعامل الزمن عليكم وتستثمر رأس المال وتبني للأحبة مساكن ، بينما أنتم مستعجلون وتبنون بالديون وترهقكم حسابات الفوائد ومشاريعكم مستوطنات لمن يشتري ، لذلك تحسب الشعوب زمانها بساعات العز واتعابها بعرق الكرامة وفوائدها بشهداء المقاومة ، فكيف ستربحون حربا ، أو تسلكون دربا ، وكل الحروب والدروب بوجهكم سدت ولا من يفتح ولا من يحزنون ، فاحزموا الحقائب وترجلوا ، وصلوا صلاة الغائب لترحلوا ، وسارعوا بالتوقيع لأن المتاح اليوم لن يبقى على الطاولة طويلا ، وعليكم بالبريد السريع فربما يسحب قبل النوم او بكرة او اصيلا
30-7-2021
صباح القدس للعراق يفضح كذبة الديمقراطية والنفاق ، وصباح القدس لتونس ورئيسها ، يقود ثورة الشعب ويعيد تأسيسها ، والقضية في البلدين واحدة ، رغم المسافات المتباعدة ، ورغم كثرة التعقيدات والتداخل ، والانقسامات الإقليمية والداخلية إلى حد التقاتل ، فالاكيد في العراق انه قبل سنتين ، انفجرت ثورة التشرينين ، وأطاحت عادل عبد المهدي ، وتجاهلت الجيش المعتدي ، وطارت بفضل الثورة اتفاقية التعاون مع الصين ، وأعلنت الحرب على المقاومين ، والحصيلة انتخابات مبكرة ، وحكومة الكاظمي ، برهان نتائج متغيرة ، تضيع في فوضاها الحدود بين العميل والادمي ، وها نحن مع بدء الإعداد للاستحقاق ، وقبل ان يجف الحبر على الأوراق ، بدأت الانسحابات ، وبدأ إعلان بطلان الإنتخابات ، تحت شعار قديم جديد بذريعة الإصلاح ، أن لا ديمقراطية في ظل السلاح ، والذين يتحدثون يقصدون سلاح المقاومة ، وما كانت لديهم مشكلة بسلاح داعش والإحتلال ، فكل شيئ يقبل المساومة ، وما دامت المقاومة تعلن مواصلة القتال ، يأتي الأميركي بجماعته ، وقد شعر بدنو ساعته ، وتأكد من فشل رهانه الإنتخابي ، وكذبة المجتمع المدني ، ليقول لا انتخابات على حسابي ، ولا سيادة على حساب أمني ، ويردد جمع السياسة ، بكل أدب وكياسة ، ولا يخرج من يقول أين هي الديمقراطية ، التي باسمها أعلنتم ثورة شعبية ، وطلبتم انتخابات مبكرة ، واكتشفتم اليوم انها متعثرة ، ومثل العراق في تونس بصورة معكوسة ، وبمعزل عن منازعات الجوار القريب والبعيد ، سيطر الأخوان على الثورة والدولة ، ونشروا الارهاب والاغتيال ، من قفصة الى عروسة ، قتل وفساد وحزب حاكم جديد ، ومن جولة الى جولة ، تصدير للارهابيين الى جبهات القتال ، فمن قتل البراهمي وبلعيد ، ومن جند التونسيين الى سورية ، ومن قبض الأموال من قطر ، وجعل لتركيا موطئ قدم ، وشكل للحرب الليبية السند ، غير آبه بمصير البلد ، وحزبه الشقيق في المغرب يقود التطبيع ، والنهضة لا تنهض لفلسطين بحجة التفرغ للتشريع ، فضاق بهم الشعب ذرعا ، وقد ثبت عليهم التورط شرعا ، في كل انواع المفاسد ، ولما انتخب الشعب رئيسا بالغلبية كاسحة ، راهن ان تكون الرسالة واضحة ، بانه يختار للثورة قائد ، ولا يريد حكم الأخوان ، ورغم وضوح الرهانات في فرنسا والإمارات ، فالشعب في تونس رافض للإستعمار والتطبيع ، يهتف لفلسطين ، لايشتري بها ولا يبيع ، منذ الثلاثينات الى يوم الدين ، ولمن لا يعلم أن سجل شهداء تونس لأجل فلسطين بالمئات ، وأن المقاومة ليست مجرد شعار للمناسبات ، فليعلم أن المكان الوحيد للربيع العربي المشؤوم ، الذي كان فيه للتحرر والوطنية حضور معلوم ، ولم يكن ضحية كذبة الجمعيات المدنية ، كانت تونس الخضراء ، وتذكروا انه البلد العربي الوحيد الذي تظاهر رافضا إغلاق السفارة السورية ، وانه البلد الذي لم تتوقف فيه التحركات لإحياء فلسطين القضية ، وانه البلد الذي تشتغل فيه السياسة الجدية ، حيث الأفكار والبرامج والشخصيات والنقابات ، لولا محاولة الإخوان تشكيل قبضة حديدية ، والسيطرة على المؤسسات ، ولذلك ستكون النتيجة الطبيعية لما يجري ، مهما خاض البعض حرب النوايا ، رد الإعتبار للتوازنات ، وفي تونس لا يستطيع أحد قمع الحريات ، ولا التهرب من الانتخابات ، ولا تدوير الزوايا ، فلا خوف على تونس والديمقراطية من دموع التماسيح ، ولا على الإسلام والتسبيح ، فهي تونس جامع الزيتونة قبل الإخوان والوهابية ، وهي تونس الشهداء لفلسطين القضية ، وهي تونس اتحاد الشغل في تحديد الهوية ، جمع فريد للنضال الحزبي والنقابي ، ضد المستعمر والإرهابي ، من أجل الحرية والعدالة ، ضمانة لا تعرف المواربة ولا تقبل الاستقالة ، وموقع اتحاد الشغل يوضح ما التبس ، ومن يعرف يعرف ومن لا يعرف فليقل كف عدس
2021-08-06 | عدد القراءات 1978