ارتباك "اسرائيلي" غربي
كتب ناصر قنديل
- يعكس المشهد الذي رأيناه في مياه الخليج خلال الأيام الماضية ، ومثله المشهد على الحدود اللبنانية الجنوبية ، صورة ارتباك كبير لدى الغرب وجيش الإحتلال ، حيث يبدو واضحا أن الجزء الأكبر من المعلومات المتداولة مشوش وغير دقيق ، كما يبدو أن درجة الاستجابة العملية لم تكن بحجم المخاطر التي تم تصويرها في الضخ الإعلامي .
- في الخليج كانت بريطانيا مصدر المعلومات عن فوضى وتهديدات تطال الملاحة البحرية وخطف ناقلات واصابة اخرى واختفاء ثالثة ، لكن لم يثبت منها سوى اصابة الناقلة "الإسرائيلية" ، ولم يظهر أي دليل حسي ملموس لصدقية المعلومات ، والأهم أن الاستجابة المتوقعة أمام تحديات بهذا الحجم كانت تستدعي تحريك أساطيل ودوريات ، واذا بها تقف عند حدود الحديث عن الحاجة لتحرك دبلوماسي جماعي بوجه إيران كمتهم بإحداث الفوضى ، ليصير التفسير الوحيد لذلك أن ضخ التقارير الإعلامية أراد مواكبة انتقال السلطة في إيران بتشويش إعلامي وسياسي وامني ، من جهة ، ومن جهة ثانية تغييب الضغط الإعلامي عن كيان الاحتلال الذي كان يعاني صدمة إصابة ناقلته ويعجز عن التعامل معها ، بتظهير القضية كقضية أمن ملاحي أكبر من مجرد إصابة ناقلة إسرائيلية .
- في جنوب لبنان ، لا زال الموضوع غامضا حول الصواريخ التي سقطت في بلدة الخالصة الفلسطينية المحتلة ، لكنه واضح حول الارتباك الاسرائيلي من التورط برد يستدرج ردا موازيا يهدد بالانزلاق الى مواجهة ، والواضح أن قيادة الكيان المرودعة في كل حساب يتعلق بمواجهة مع لبنان ، باتت مردوعة أكثر بعد معركة سيف القدس ، وانها تعوض الخوف والقلق بالإكثار من الكلام عن تهديد الدولة اللبنانية لتفادي التورط بالكلام عن تهديد المقاومة ، لان مثل هذا الكلام فاقد للمصداقية داخل الكيان بمثل ما هو بلا مصداقية خارجه .
2021-08-06 | عدد القراءات 2448